من أحكام الوصل والوقف في القرآن الكريم السكت، والذي يعني الوقف على الكلمة دون تنفس، ويكون الوقف وقتاً طفيفاً وكأنّ القارئ ثبّت صوته على نطق آخر حرفٍ من الكلمة المسكوت عليها، بمقدار حركتين حسب تقدير علماء القراءة والتجويد لذلك، وللسكت مواضع معين في القرآن الكريم، لابدّ للقارئ من معرفتها ليكون ضامناً تقديم تلاوة سليمة دون الوقوع في الخطأ.
مواضع السكت في القرآن الكريم
وللسكت مواضع محددة في القرآن الكريم، وهي كما يلي:
- قال تعالى: “وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجًا* قَيِّمًا لِّيُنذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِن لَّدُنْهُ”سورة الكهف 1،2، فوقع السكت هنا على كلمة (عوجاً) إذا أراد القارئ وصلها بما بعدها، حيث تنطق الكلمة بلا تنوين كما في الوقف دون التنفس بعد السكت، ويطبّق القارئ نفس المبدأ في الوقف إن أراد الوقف، مع التنفس بعد قطع الصوت، والوقف على آخر الآية من السنة وهو جائز للقارئ، وعلى القارئ اختيار ما يتيسر له في اللفظ.
- قال تعالى: “قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ” سورة يس 52، والسكت هنا على كلمة (مرقدنا)، ويكون وصلها فيما بعدها مع السكت، كما في الوقف، ويكون الوقف كما في السكت لكن مع تجديد النفس بعد قطع الصوت.
- في قوله تعالى: “وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ” سورة القيامة 27، يقع السكت على آخر كلمة (من) ولا يُنفذ القارئ هنا حكم النون الساكنة، فالسكت كالوقف في هذا الأمر.
- قال تعالى في سورة المطففين 14: “كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم”، ويكون السكت على آخر كلمة (بل) دون تنفس.
وهناك موضعان في القرآن الكريم يجوز السكت عليهما وعدمه في حال كان فيمها وصل، وهم:
- كلمة (ماليه) في: “مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ* هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ” من سورة الحاقة 28، 29، يجوز الوصل مع السكت، أو الوصل دون السكت، فإذا سكت القارئ في هذا الموضع، فإنّه يقف على كلمة (ماليه) مُظهراً الهاء في آخرها، أمّا إذا اختار القارئ وصل الكلمة فيما بعدها دون السكت، فعليه تطبيق إدغام المتماثلين، فيُظهر حرف هاء واحد مشدد، والوصل مع السكت هنا أولى عند البعض، كما قدّمه بعض القراء على الوصل دون السكت.
- ونهاية سورة الأنفال إذا أراد القارئ وصلها ببداية سورة التوبة، ففي هذا الموضع يجوز الوقف، أو الوصل مع السكت، أو الوصل دون السكت، فجميع الأوجه جائزة.