أسباب عدم وجود نظرية محددة في بحوث الإعلام:
لقد أشار علماء الاتصال والإعلام على أنَّه لا توجد نظرية محددة في العلم الإعلامي، بحيث تعتبر من الصعوبات التي تواجه الإعلام، كما قام الباحثين في وضع مجموعة من الدراسات التي تمكنّهم من تطوير مستوى الأداء الإعلامي، بحيث يكون ذلك مرتبط بإيجاد الظواهر الإعلامية، على أن يتم وضعها ضمن إطار نظرية تحديد السلوك والفرضيات فيها، ومن هذه الأسباب الرئيسية لعدم وجود نظرية محددة في العمل الإعلامي:
- المحور التاريخي: حيث يعتبر من أهم الأسباب تأثير في عدم وجود نظرية محددة؛ من أجل معالجة المشاكل الإعلامية، حيث يركز المحور التاريخي على ضرورة وجود مجموعة من المعارف المتكونة لدى المتلقي الإعلامي عن هذه المشكلة.
كما يركز هذا المحور على إظهار العلاقة التي تربط بحوث الاتصال الجماهيري، بعلم العلاقات الاجتماعية، بالإضافة إلى علم النفس الاجتماعي، وذلك على اعتبار أنَّها لها تأثير ودور كبير في تطوير العمليات الاتصالية، كما ساهم في التأكد على ضرورة تناول الاختلافات المتباينة ما بين القائمين بالاتصال، كما يكون هنالك علاقة ما بين علم الإعلام والمجالات والعلوم العلمية الأخرى. - المحور المنهجي: حيث يقصد بها إدراك القائمين بالعملية الاتصالية بأنَّ بحوث الإعلام تستخدم الطرق المتطورة، والتي يتم استخدامها في جمع البيانات والمعلومات الإعلامية عن الأحداث الجارية، كما يؤكد هذا المحور على ضرورة جمع البيانات وتحليلها، بحيث يتم استحدام الأساليب التحليلة الإحصائية.
ورغم استخدام الباحثين في علم الإعلام الطرق الإحصائية، إلا أنَّ هذه الطرق لم تساعد على ظهور إطار نظري، يساهم في تطوير وتحسين الأداء في معالجة القضايا، وهو ما ساهم في قيام الباحثين في علم الإعلام في اللجوء إلى استنباط الأفكار البحثية، من خلال التعرّض للموضوعات في المجالات المختلفة. - الخوف من المسؤولية: حيث تعتبر من أهم الأسباب خطورة في عدم وجود نظرية متخصصة في البحوث الإعلامية، حيث أشار الباحثين إلى أنَّ النظرية تحتاج إلى استنباط مجموعة من الفروض، ومن ثمَّ اختبارها وتقويم نتائجها، وهو ما ساهم في تخوف الباحثين من المسؤولية التي تقع على عاتقهم، بحيث يكون ذلك ضمن الإطار الأكاديمي، وبالتالي فإنَّ الخوف من المسؤولية تساهم في التركيز على ظاهرة الفعل الاتصالي، مع إهمال أثر البحوث المتخصصة في علم النفس الإعلامي.