حقائق الواقع الإعلامي:
لا بُدَّ من التأكيد على أنَّ الواقع الإعلامي يمتلك مجموعة من الحقائق التي تؤكد على ذاتها وعلى أنشطتها الإعلامية بكافة أنماطها، كما ظهرت هذه الحقائق بالتزامن مع ظهور العلاقات الدولية الدبلوماسية، وعليه ترتبط الحقائق الإعلامية بمجموعة من المسببات منها:
- ترتبط بما يسمى بالطابع الاستثنائي للثروة التكنولوجية، بحيث تكون ذات صلة بالتقنيات الحيوية، والتي يتم استنباطها واستخراجها من التقنيات التي تسعى إلى خلق المواد الإعلامية وطرحها على الساحة الدولية.
- ترتبط الحقائق الإعلامية بالتحولات التي ظهرت حيال المؤسسات الصحفية، والتطورات الاقتصادية والتي ظهرت؛ نتيجة القضاء على الأنظمة الليبرالية والانتصار لصالح الأنظمة الرأسمالية.
- كما تتأثر الحقائق الإعلامية بالتطورات المرتبطة بالعولمة الإعلامية بالإضافة إلى المجتمع الإعلامي المعقد.
وبالتالي فلقد أشار الباحثين في المجالات الإعلامية إلى أنَّ هنالك سبعة حقائق عن الواقع الإعلامي، والتي لا بُدَّ من التركيز عليها، ودمجها بالمفاهيم الصحيحة المتعلقة بالحقيقة الإعلامية ومنها:
الحقيقة الأولى:
حيث يقصد بها الحقيقة التي تكون مرتبطة بالعولمة في المقام الأول والتكنولوجيا الاتصالية في المقام الثاني، بالإضافة إلى أنَّها تركز على التحولات المختلفة في المؤسسات الإعلامية، والتي بدورها تساهم في تطوير المجالات الإعلامية في الأسواق الصحفية والاتصالية العالمية.
وعليه فإنَّ الأسواق الصحفية تخضع لمجموعة من الإمكانيات التي تساهم في جعلها تتصدر القائمة الأولى اقتصادياً ودولياً، كما تسعى إلى تحديد المصاريف المباشرة وغير المباشرة، مع أهمية التأكيد على أنَّه يتم صرفها من طرف القطاع الاتصالي والإعلامي في آنٍ واحد.
الحقيقة الثانية:
حيث يقصد بها الحقيقة التي تركز على ضرورة قيام الأنشطة الإعلامية والوسائل الإعلامية بكافة أشكالها إلى إيصال الأسواق الصحفية والاتصالية إلى العالمية، بالإضافة إلى تحديد المصاريف التي يتم وضعها للحصص المعلوماتية، وذلك على اعتبار أنَّ المعلومات الإعلامية تحتل وتستهدف ما يقارب 1500 مليار من الجمهور المستمع، ولكن في نفس الوقت يجب أن لا تزيد نسبة الجمهور المستمع للمعلومات الإعلامية أكثر من نسبة 7 بالمائة من إجمالي الجمهور الإعلامي العام.
الحقيقة الثالثة:
حيث يقصد بها الحقيقة التي تركز على ضرورة السيطرة على كافة الخدمات الإعلامية، والتي من الممكن دمجها في القطاعات الصحفية المتنوعة، كما تكون هذه القطاعات مرتبطة بالبرامج الإعلامية، التطبيقات التي تستعملها المؤسسات الإعلامية ضمن إعدادها للمحتويات الصحفية المختلفة، بالإضافة إلى ارتباطها بالشبكات الاتصالية التي من خلالها يتم إيصال الأنشطة الصحفية للجمهور العام.
الحقيقة الرابعة:
حيث يقصد بها الحقيقة التي تركز على قيام الدول الصناعية الكبرى والتي تحتل نسبة كبيرة في السيطرة على الوسائل الإعلامية المتنوعة، كما تسعى إلى فرض هيمنة كاملة على الأسواق الإعلامية والاتصالية الدولية، ومن الأمثلة على هذه الدول الولايات المتحدة الأمريكية، دول أوروبا بالإضافة إلى اليابان، كما تقوم هذه الدول الصناعية إلى السيطرة بنسبة تسعون بالمئة من إجمالي الحصص المعلوماتية المنتشرة، كما تتفوق عالمياً على الدول الأخرى في البرامج التلفزيونية.
الحقيقة الخامسة:
حيث يقصد بها الحقيقة التي تركز على قيام الدول الصناعية الكبرى بالسيطرة على القطاعات الاقتصادية، بحيث تسعى إلى وضعها بين يدي صنّاع المحتويات الإعلامية، بحيث يشمل ذلك على 770 مليار دولار، بحيث تحتل الولايات المتحدة تسعة قطاعات بينما اليابان ثماني قطاعات، دول أوروبا تحتل سبع قطاعات أما دول كوريا فهي تحتل قطاع إعلامي واحد.
الحقيقة السادسة:
حيث يقصد بها الحقيقة التي تركز على التزايد غير المعقول في التحالفات الاستراتيجية والكامنة ما بين الأقطاب الإعلامية الكبرى، حيث يشتمل السوق الإعلامي على خمسة عشر تحالفاً، بحيث يسعى كل تحالف إلى شراء المقالات الصحفية بكافة أنواعها، بالإضافة إلى قيامها إلى الدخول في مناقصات إعلامية كبيرة وخاصة في الشركات المتعددة الجنسيات.
الحقيقة السابعة:
حيث يقصد بها الحقيقة التي تؤكد على قيام السوق الإعلامي والواقع الإعلامي إلى السيطرة على الاستثمارات الصحفية الضخمة، مع أهمية قدرتها على السيطرة على الصحف الإلكترونية المنتشرة على الشبكات العنكبوتية، حيث تمت هذه السيطرة في عام 1996، كما سعت فيما بعد إلى وضع مجموعة من السياسات والحدود التي تحد من الحرية للاستثمارات الصحفية الإلكترونية.
وهو عكس الاستثمارات الصحفية الورقية أو العادية، بحيث لا توجد سياسات تحد من حريتها، بالإضافة إلى ذلك فإنَّ الحقائق الإعلامية لا تسعى إلى فصل التقنيات التكنولوجية عن الإطار الثقافي أو المجتمعي وذلك على اعتبار أنَّ هذه الأطر ساهمت في تطوير الأسواق الإعلامية بكافة مراحلها وعبر أعوام متعددة.