الكتابة فن من الفنون التي تم اكتشافها منذ زمن طويل، وكان ولا زال يمتّع بأهمية كبيرة لدى كل الشعوب والحضارات، وهذا الفن له أدواته الخاصّة به، ولكن بطبيعة التغييرات والتطورات التي تمر بها الحياة، فمن الأمر الطبيعي أن تتغير فيه الأساليب والأدوات، وأدوات الكتابة كانت تجسّد هذا الفن في وقت وزمان معين وتمثّل مدى تطور الإنسان، وفي هذا المقال سنتحدث عن كيف تغيّرت أشكال أدوات الكتابة بين الماضي والحاضر.
كيف كانت أدوات الكتابة في الماضي؟
كانت أدوات الكتابة في القديم تمثّل شكلاً تقليدياً، وكان شكل الكتابة في الماضي عبارة عن تدوين للرموز والرسوم والنقوش التي كان كل منها يُعبّر عن حدث معين، ومن خلال هذه الرسوم استطاع بعض العلماء بمجهود كبير أن يتعرّف على مناسبتها وترجمة ما فيها. وبدأ اكتشاف الكتابة منذ العصر الحجري؛ حيث كانت أدوات الكتابة حينها تعتمد على البيئة المحاطة بهم في هذا الوقت، فكانوا يستخدموا الحجارة والطين للكتابة باستخدام أدوات حادّة للنحت، وأيضاً على جدران الكهوف، وبحسب البيئة كانوا يكتبون على ورق السعف، وعظام الحيوانات مثل الأغنام والإبل حيث كانوا يستخدمونها في النحت والنقش والتدوين.
بالإضافة إلى ألواح الخشب وأكتاف الحيوانات وهذا لإمكانية الكتابة عليه، وكانوا يستخدمون في هذا الوقت صحف بيضاء تسمّى (المهارق)، يسقونها بالصمغ من أجل إمكانية الكتابة عليها، وأيضاً حجارة رقيقة مسطحة تسمّى (اللخاف)، وفي عصر الحضارة الفرعونية تم اسخدام ورق البردي للكتابة أيضاً وكان له عدّة استخدامات؛ ولكن بسبب زوال الحبر عنه بسهولة فاستبدلوه بالورق، أما في الحضارة المصرية فكانوا ينحتون على القبور وعلى المعابد كل الرسوم والحكايات والخطابات المختصّة بالحضارة المصرية كنوع من التدوين.
أما في منطقة شبه الجزيرة العربية فكان الاعتماد الأساسي فيها على جلود الحيوانات المختلفة مثل: الإبل، البقر، الحمير، الغنم وكانت تسمّى الأديم حيث كان يتم دباغتها أي خياطتها من أجل الكتابة عليها، واستخدموا بما يسمّى الرق والذي كان يتم صناعته من جلد الغزال وكان له ثلاثة ألوان هي: الأحمر، الأزرق، الأبيض للمصاحف، ولكن كان من أفضلها كلون هو الأبيض.
وأخيراً تم الوصول لاختراع الأقلام، والتي كانت تصنع من سعف النخل، أو القصب، أو من أشجار الغابات ولكن كانت أفضل صناعة هي التي كانت من القصب؛ وذلك لسهولة بري القلم الذي كان يصنع من القصب.
أدوات الكتابة حديثاً:
توقّف استخدام الريشة والحبر وجميع الأدوات، وكان التركيز على استخدام القلم المصنوع من الفحم الذي يسمّى (قلم رصاص) وأيضاً قلم الحبر، وليس ذلك فقط بل تطورت صناعة الورق واختلفت أشكالها بناءً على الاستخدام، فيما إذا كان للصغار أو الكبار، فكان هناك الدفاتر والكراسات ومختلف أشكال حاويات الورق.
وأيضاً كأداة كتابة تم اختراع الآلة الكاتبة، والتي كانت تستخدم في المؤسسات الحكومية والمكاتب وغيرها، وهي كانت تمتاز بالسرعة في الطباعة، بعد ذلك تطور شكلها إلى اختراع جهاز الحاسوب والهاتف المحمول؛ حيث أصبحت الكتابة الإلكترونية من أهم سمات هذا العصر.