الحركة النقدية التأويلية في الترجمة

اقرأ في هذا المقال


إنّ علم الترجمة فن حظي بالكثير من الاهتمام والتركيز عليه من قبل القائمين على الترجمة، وظلّ هذا الاهتمام على مدار العصور المختلفة، منهم من كان يرى بأن الترجمة هي فن من فنون التي تمثّل خيانة للغة، وأنّها مهما بذلت من جهود لن تصل لمستوى النص الأصلي، ومنهم من يرى بأن الترجمة هي باب من أبواب الإبداع، سنتحدّث عزيزي القارئ في هذا المقال عن النظرة التأويلية في نقد الترجمة.

النظرة التأويلية في الترجمة

تعتبر الترجمة فن من الفنون المتعدّدة الاختصاص، وعليه فإن هنالك الكثير من النظريات والدراسات التي أقيمت بشأنها، ومن أهم النظريات التي لا يمكن تجاهلها بشأن الترجمة هي النظرة التأويلية لها، أوّل من أنشأ هذه الدراسة هما من أصل فرنسي وهم: المنظّر (سلسكوفيتش) والمنظّر (لوديرار)، وهذين المنظّرين هما من أسّس لتلك النظرية؛ حيث كانا ينتميان إلى مدرسة من مدارس فرنسا.

وعندما نتحدّث عن النظرية التأويلية فهي تعني النظرة على الترجمة بأنّها فن تأويلي، يقوم على نقل النص بكل معالمه وذلك من أجل نقل المضمون العام للنص كما هو، وهي تركّز بذلك على المعنى العام، ويكون ذلك من خلال تأويل النص واستنتاج المعنى الأصلي للنص المكتوب.

وربمّا يخطر بذهن القارئ ما الفائدة من النظرة التأويلية للترجمة، وهنا يمكن القول بأن هذه النظرة قد قدّمت لمترجمي المنحى المناسب، وهو تفسير النص من خلال العبارات الاصطلاحية، وهذا الأمر يكون في النصوص الأدبية بشكل أكثر من النصوص المتخصّصة الأخرى، والتي يكون التركيز فيها على شكل النص الخارجي والالتزام بإطار محدّد.

أمّا عندما نريد ذكر النصوص العلمية؛ فهي تركّز تماماً على المعنى والمضمون؛ وهذا لأنّ هدفها الرئيسي هو نقل العلوم والمعارف كما هي دون أي زيادة أو حذف أو تعديل، فيمكن تطبيق النظرية التأويلية على النصوص العلمية كذلك، ومن أهم فوائد هذه النظرية أنّها تدعم المترجم أن يقوم بالغوص العميق لكل معالم النص؛ فيحافظ على جماليّته وأحياناً يتقمّص في الترجمة دور الكاتب.

ومن خلال تأويل ما يرمي له الكاتب من وراء نصوصه المكتوبة، يستطيع المترجم أن يستشفي المعاني الأساسية ويقوم بوضعها بالشكل الصحيح والمناسب الذي يجعل القارئ يفهمها بكل يسر وسهولة، وهي قدّمت بذلك خدمة كبيرة للترجمة، وكانت من أهم المعايير لها.


شارك المقالة: