اقرأ في هذا المقال
نبذة عن العلاقة بين اللغة والذاكرة:
وجد باحثون في جامعة سان دييغو أن اللغة التي تتحدثها قد تحدد جودة ذاكرتك العاملة، فبعد إجراء اختبارات الذاكرة على مشاركين من ثماني ثقافات مختلفة حول العالم، وجدوا اختلافًا في سعة الذاكرة العاملة بين المتحدثين بلغات مختلفة. حيث نشأ الاختلاف من بناء الجملة النموذجية وإلى أي مدى يجب على المتحدث أن يتذكره قبل الوصول إلى النقطة الرئيسية.
درس الفريق ثماني لغات من قارات أفريقيا وآسياوأوروبا، كانت نصف اللغات عبارة عن (Right Branching)، مما يعني أن العبارة تبدأ بموضوع وتتوسع في التفاصيل حول هذا الموضوع (الرجل الذي كان جالسًا في محطة الحافلات). بينما النصف الآخر كان (Left Branching)، بمعنى أنه يبدأ بالحديث بتفاصيل حول الموضوع وبعدها يؤدي إلى الكشف التفاصيل عن الموضوع نفسه (من كان جالسًا في محطة الحافلات، الرجل).
مجموعة اللغات التي أجريت عليها الدراسات في اللغة والذاكرة:
تضمنت لغات (RB) ندونجا والخمير والتايلانديةوالإيطالية، وكانت لغات (LB) هي الكوريةواليابانية. كما أن لكل مجموعة لغوية، اختبر الباحثون 24-30 شخصًا بالغًا متحدثًا أصليًا من كلا الجنسين، في ثلاث مهام ذاكرة عاملة مستخدمة على نطاق واسع (WM) وثلاث مهام ذاكرة قصيرة المدى مستخدمة على نطاق واسع (STM)، تحتوي على مجموعات عددية من محفزات الكلمات.
وجد الباحثون أن المتحدثين الأصليين للغات (Left Branching) يتمتعون بذاكرة عمل أفضل بكثير للعناصر المقدمة في وقت مبكر في مهمات الذاكرة، وأن المتحدثين الأصليين للغات المتفرعة اليمنى (RB) لديهم ذاكرة أفضل للعناصر المقدمة لاحقًا. وبمعنى آخر، الطريقة التي نتحدث بها تؤثر على طريقة تفكيرنا بشكل كبير.
كما أنك قد تتساءل عن اللغات الأخرى التي تندرج تحت فئة (RB) أو (LB). حيث تعد اللغة الإنجليزية في الغالب هي لغة (RB) ولكن في بعض الأحيان تستخدم هياكل لغوية من (LB). واللغة التركية تكاد تكون (LB) بالكامل، كما هي لغة الماندرين.
بين المؤلفون أن حقيقة التفرع وترتيب الكلمات قد يكونان مرتبطين بعملية معرفية أساسية مثل الذاكرة، تفتح طرقًا جديدة ومثيرة للبحث اللغوي النفسي نحو توسيع مجموعة اللغات والمجموعات السكانية التي تم التحقيق فيها.