ولد فرانسيس هربرت برادلي (Francis Herbert Bradley) في 30 يناير 1846 في كلافام (ثم في مقاطعة ساري ومنذ ذلك الحين تم استيعابها في لندن الموسعة كثيرًا)، وكان الطفل الرابع والأكبر الباقي على قيد الحياة من تشارلز برادلي، ذاك الواعظ الإنجيلي البارز وزوجته الثانية إيما لينتون.
عائلة برادلي:
كانت العائلة موهوبة ومترابطة بشكل جيد والتي تتكون من: جورج جرانفيل برادلي وهو ابن من الزواج الأول، وكان على التوالي رئيسًا رئيسيًا لكلية مارلبورو، وحاصل على درجة الماجستير في الكلية الجامعية أكسفورد وعميد وستمنستر أبي (Westminster Abbey)، أما أندرو سيسيل برادلي وهو الابن الأصغر من الزواج الثاني درس الفلسفة في أكسفورد حتى عام 1881 وبعد انتقاله إلى الدراسات الأدبية شغل الكراسي في ليفربول وغلاسكو، ورفض أحدهم في كامبريدج وأصبح أكثر منتقدي شكسبير تميزًا في عصره.
كان لطائفة كلافام التي يرأسها تشارلز برادلي (كما كانت تعرف هذه المجموعة الإنسانية الإنجيلية النشطة في ذلك الوقت) روابط إمبراطورية قوية، بما في ذلك بين أعضائها الحاكم العام للبنغال وحاكم سيراليون والعديد من أعضاء البرلمان والرئيس الدائم لمكتب المستعمرات.
تعليم الفيلسوف برادلي:
في عام 1856 بدأ تعليم فرانسيس هربرت برادلي في كلية شلتنهام، وفي عام 1861 تم نقله إلى كلية مارلبورو، ثم تحت رئاسة أخيه غير الشقيق أثناء وجوده في شلتنهام بدأ في تعلم اللغة الألمانية.
وهناك قرأ على الأقل بعضًا من كتاب كانط نقد العقل الصافي أثناء وجوده في المدرسة على الرغم من أنّه ليس من الواضح ما إذا كان هذا في اللغة الأصلية، وفي شتاء 1862-183 أصيب بحمى التيفويد (كان من المتوقع في مرحلة ما أن يقتله) تبعه بعد فترة وجيزة الالتهاب الرئوي، وبقاءه على قيد الحياة على حد سواء كان محميًا من التعرض لمزيد من قسوة الحياة المدرسية الإنجليزية العامة من خلال مغادرة مارلبورو في عام 1863.
مهنة الفيلسوف برادلي:
في عام 1865 التحق برادلي بكلية جامعة أكسفورد كباحث وحصل على المركز الأول في الاعتدالات الكلاسيكية (Mods) في عام 1867، ولكنه لم يكن متوقعًا إلّا مرة ثانية في الأدب الإنساني (العظماء) في عام 1869.
الباحث الأفلاطوني البارز ألفريد إدوارد تايلور والذي كان لاحقًا معجبًا ببرادلي ومتعاطفًا مع مثاليته، والذي ينسب عكسه في كتابه العظماء إلى العجز التام للفاحصين أو الممتحنين الذين كانت كتبهم الفلسفية هي كتابات جون ستيوارت ميل لفهم ما تعنيه الفلسفة للرجال الأصغر سنًا اللامعين، الذين سرعان ما أحدثوا ثورة في الدراسات الفلسفية في بريطانيا العظمى، وسواء كان هذا صحيحًا أم لا فهناك بالتأكيد ازدراء غير مقنع لجون ستيوارت ميل وأتباعه المعروض في مبادئ برادلي للمنطق.
وبعد فشل أكثر من مرة في الحصول على زمالة جامعي تم انتخابه في ديسمبر 1870 لمنصب واحد في كلية ميرتون أكسفورد، وهذه المنصب يمكنه من الاحتفاظ به مدى الحياة دون واجبات التدريس فقط إذا لم يتزوج، ولذلك لم يتزوج قط وبقي في شركته حتى وفاته.
في يونيو 1871 عانى برادلي من التهاب حاد في الكلى ويبدو أنّه كان له آثار دائمة، لذلك قد تم اقتراح ولربما عن طريق الحقد أنّ عائلة برادلي بشكل عام كانت عرضة للمرض، ومهما كان الأمر فقد أصبح بعد ذلك عرضة للعجز بسبب البرد أو الإرهاق الجسدي أو القلق وبالتالي عاش حياة متقاعد.
قام بدور نشط في إدارة كليته لكنه تجنب المناسبات العامة إلى حد على سبيل المثال رفض دعوة ليصبح عضوًا مؤسسًا في الأكاديمية البريطانية، وسجل كولينجوود عن برادلي في سيرته الذاتية: “على الرغم من أنني عشت على بعد بضع مئات من الأمتار منه لمدة ستة عشر عامًا إلّا أنني لم أضع عينيه عليه أبدًا”.
أضافت هذه العزلة النسبية عنصرًا من الغموض إلى سمعته الفلسفية، وهو لغز يعززه إهداء بعض كتبه لشخص تم تحديده فقط بالأحرف الأولى (ER).
فلسفة برادلي:
على الرغم من أنّ برادلي كرّس نفسه للفلسفة بحيث أنّ تاريخ حياته العامة هو إلى حد كبير تاريخ كتبه ومقالاته فمن الواضح أنّ وجوده لم يكن ضيقًا في الكتب، ولحماية صحته كان كثيرًا ما يهرب من البرد الرطب لشتاء أكسفورد بسبب الطقس اللطيف في منتجعات جنوب إنجلترا والبحر الأبيض المتوسط (خلال إحدى هذه الأسفار التقى برادلي بمهندس أمريكي اسمه رادكليف ووقع في حب إحدى بناته وهي الشخصية ER الغامضة المهداه).
الميتافيزيقيا خاصته هي عبارة عن مزيج مذهل من العقلانية والصوفية، والتي تفسح المجال أكثر من مضغ لحياة الحواس والعواطف وكتاباته، وخاصة الأمثال المنشورة بعد وفاته، ولا يمكن أن تكون من عمل رجل كانت تجربته محصورة للدراسة، فقد كان يحب البنادق ويكره القطط وينغمس في تفضيلاته اقتصاديًا باستخدام الأول لإطلاق النار على الأخير في أراضي الكلية ليلاً.
ويقال إنّ آراء برادلي السياسية كانت محافظة، وإن لم تكن من النوع العقائدي الضيق، وعلى الرغم من أنّ كتاباته تكشف عن مزاج ديني إلّا أنّه يبدو (بناءً على خطاب عام 1922) أنّه وجد التدين الإنجيلي لأسرة والده قمعيًا وربما نتيجة لذلك يظهر الموقف من المسيحية الذي ظهر لاحقًا في كتاباته بعض التناقض، وبشكل عام يبدو أنّه كان مفكرًا حرًا (لتخيل نشأتك بين أعضاء طائفة كلافام، وقد نستخدم اقتراح جون ساذرلاند بأنّ شخصيات إدموند وفاني في مانسفيلد بارك في جين أوستن تعطينا فكرة عما كان يمكن أن تكون عليه).
يضمن التقدير العلني لبرادلي ما يلي:
1- منح درجة الدكتوراه الفخرية في القانون LL.D. من قبل جامعة جلاسكو (1883).
2- انتخاب لعضوية الأكاديمية الملكية الدنماركية (1921).
3- أكاديمية دي لينسي ورييل إستيتوتو لومباردو في ميلانو (1922).
4- انتخاب زمالة فخرية من الأكاديمية البريطانية (1923).
5- في عام 1924 منحه الملك جورج الخامس حيث يعد أول فيلسوف يتم تكريمه لهذا التكريم النادر للغاية- وسام الاستحقاق.
في ثلاثة أشهر الأخيرة وبعد بضعة أيام من المرض توفي بسبب تسمم الدم في 18 سبتمبر 1924، ودُفن في مقبرة هوليويل في أكسفورد.