اقرأ في هذا المقال
- نبذة عن اللغات الأتراكية
- خصائص اللغات الأتراكية
- تاريخ اللغات الأتراكية
- التوسع والتطور الجغرافي للغات الأتراكية
- العلاقات اللغوية المحتملة للغات الأتراكية مع اللغات الأخرى
نبذة عن اللغات الأتراكية:
اللغات الأتركية هي عائلة لغوية مكونة من خمسة وثلاثون لغة موثقة على الأقل، وهي لغة يتحدث بها كافة الشعوب الأتراكية في أوراسيا من جنوب أوروبا وأوروبا الشرقية والقوقاز وآسيا الوسطى وغرب آسيا وشمال آسيا (خاصة في سيبيريا) والشرق آسيا. ونشأت اللغات الأتراكية في منطقة شرق آسيا الممتدة من غرب الصين إلى منغوليا.
يتم التحدث باللغات الأتراكية كلغة أصلية من قبل حوالي 170 مليون شخص، ويبلغ العدد الإجمالي للمتحدثين باللغة الأتراكية، بما في ذلك المتحدثون بها كلغة ثانية، أكثر من 200 مليون ناطق. كما تضم اللغات الأتراكية أكبر عدد من الناطقين بها في الأناضول والبلقان، ويمثل المتحدثون الأصليون في هذه المناطق ما يقارب 40% من إجمالي المتحدثين باللغة الأتراكية.
تظهر اللغات الأتراكية العديد من أوجه التشابه مع اللغات المنغولية واللغات التونغوسية والكورية والجابونية. حيث دفعت هذه التشابهات بعض اللغويين إلى اقتراح عائلة لغة ألتية، على الرغم من رفض هذا الاقتراح على نطاق واسع من قبل علماء اللغة التاريخيين الغربيين.
وحتى أن أوجه التشابه مع اللغات الأورالية تسببت في اعتبار هذه العائلات اللغوية بأنها عائلة لغوية واحدة لفترة طويلة في ظل فرضية الأورال الألتية. ومع ذلك، لم يكن هناك دليل كافِ لاستنتاج وجود أي من هذه العائلات اللغوية الكبيرة، كما تُعزى الخصائص المشتركة بين اللغات حاليًا إلى اتصال واسع النطاق بلغة ما قبل التاريخ.
خصائص اللغات الأتراكية:
اللغات الأتراكية هي لغات لا تحتوي على فاعل واضح، ولكن لها انسجام في حروف العلة وتراكم واسع عن طريق اللواحق اللغوية ونقص في المواد النحوية وفصول الأسماء والجنس النحوي. كما يعتبر ترتيب الجُمل فاعل – فعل منطبق على هذه اللغة، ولكن لا يكون الفاعل صريح. وعادة ما يتكون جذر الكلمة من عدد قليل من الحروف الساكنة.
تاريخ اللغات الأتراكية:
يُقترح أن يكون موطن الشعوب الأتراكية ولغتهم في مكان ما بين السهوب عبر القنب وشمال شرق آسيا (منشوريا)، مع وجود أدلة وراثية تشير إلى المنطقة القريبة من جنوب سيبيريا ومنغوليا باعتبارها موطن آسيا الداخلية للأتراك. كما يقترح العديد من اللغويين مثل، جانهون وروجر بلينج وماثيو شبريغز، أن منغوليا الحديثة هي موطن اللغات الأتراكية المبكرة.
ومن عام 2004م وحتى عام 2010م، أشار اللغوي ألكساندر فوفين إلى أن اللغة الأتراكية القديمة استعارت بعض الكلمات من لغة روان روان (لغة روران خاقانات)، والتي يعتبرها فوفين لغة منقرضة غير ألتية ولا علاقة لها بأي لغة حديثة. وتُظهر اللغات الأتراكية أيضًا بعض الكلمات المستعارة من اللغة الصينية التي تشير إلى الاتصال المبكر خلال فترة البدائية الأتراكية.
التوسع والتطور الجغرافي للغات الأتراكية:
مع التوسع الأتراكي خلال أوائل العصور الوسطى، أي في القرنين السادس والحادي عشر الميلاديين، انتشرت اللغات الأتراكية في غضون قرون قليلة عبر آسيا الوسطى، من سيبيريا إلى البحر الأبيض المتوسط. كما تم تمرير العديد من المصطلحات من اللغات الأتراكية إلى اللغات الفارسية والهندوستانية والروسية والصينية والعربية.
فالتوزيع الجغرافي للشعوب الناطقة باللغات الأتراكية عبر أوراسيا يتراوح من شمال شرق سيبيريا إلى تركيا في الغرب. ولعدة قرون، هاجرت الشعوب الناطقة باللغات الأتراكية على نطاق واسع واختلطت بشكل مستمر وتأثرت لغاتهم بشكل متبادل ومن خلال الاتصال باللغات المحيطة، وخاصة اللغات الإيرانية والسلافية والمنغولية.
أدى هذا إلى حجب التطورات التاريخية داخل كل لغة أو مجموعة لغوية. ونتيجة لذلك، توجد عدة أنظمة لتصنيف اللغات الأتراكية. كما يمكن تقسيم اللغات التركية إلى ستة فروع، وفيما يلي هذه التصنيفات:
- اللغات الأتراكية المشتركة.
- اللغات الأتراكية الجنوبية الغربية، أو ما يسمى بلغة أوغوز الأتراكية.
- اللغات الأتراكية الجنوبية الشرقية، أو ما يسمى باللغات الكاروليك الأتراكية.
- اللغات الأتراكية الشمالية الغربية، أو ما يسمى بلغة كيبتشاك الأتراكية.
- اللغات الأتراكية الشمالية الشرقية، والتي اشتهرت بشكل أوسع باسم لغات سيبيريا الأتراكية.
- لغات أرغو تركيتش الأتؤاكية.
العلاقات اللغوية المحتملة للغات الأتراكية مع اللغات الأخرى:
تعتبر عائلة اللغة الأتراكية في الوقت الحالي إحدى العائلات اللغوية الأساسية في العالم. وتشتهر بكونها أحد العائلات اللغوية التي تم استعارة الكثير من المصطلحات منها من قبل الكثير من اللغات. وتحظى هذه العائلة اللغوية باهتمام كبير من علماء اللغة كافة وعلماء التاريخ اللغوي خاصة؛ وذلك لأنها تمتلك أحد أكبر التنوعات اللغوية في كافة العائلات اللغوية الموجودة في عصرنا هذا.
وأشار العديد من اللغويين إلى محاولاتهم المستمرة في إدخال بعض السمات اللغوية من اللغات الأتراكية إلى لغاتهم الخاصة. وعلاوة على ذلك، حاول البعض الآخر منهم إلى محاولة تطبيق قواعد هذه اللغات في لغتهم المستخدمة في حياتهم اليومية، ونجحوا بذلك.