اقرأ في هذا المقال
- ما هي اللغات المهددة بالانقراض؟
- مراحل انقراض اللغة
- المشاريع التي تمنع انقراض اللغات
- لغات الإشارة المهددة بالانقراض
- أسباب تعرض اللغات لخطر الانقراض
- تأثير انقراض اللغات على المجتمعات
- الاعتبارات والمواقف الأخلاقية لانقراض اللغات
ما هي اللغات المهددة بالانقراض؟
اللغة المحتضرة أو اللغة المهددة بالانقراض هي لغة معرضة لخطر الاختفاء، فيموت المتحدثون بها أو يتوجهون للتحدث بلغات أخرى. حيث يحدث فقدان اللغة عندما لا يكون هناك متحدثون أصليون للغة وتصبح لغة ميتة. فإذا لم يستطع أحد التحدث باللغة على الإطلاق، فإنها تصبح لغة منقرضة.
ويمكن دراسة اللغة الميتة من خلال التسجيلات أو الكتابات، لكنها لا تزال ميتة أو منقرضة ما لم يكن هناك متحدثون بطلاقة لهذه اللغة. وعلى الرغم من أن بعض اللغات انقرضت، إلا أنها تموت حاليًا بمعدل متسارع بسبب العولمةوالإمبريالية اللغويةوالاستعمار الجديد ومقتل اللغة.
مراحل انقراض اللغة:
ويحدث تحول اللغة بشكل شائع عندما يتحول المتحدثون إلى لغة مرتبطة بالقوة الاجتماعية أو الاقتصادية أو يتم التحدث بها على نطاق أوسع، والنتيجة النهائية هي موت اللغة. فتعد الخطوة الأولى نحو موت اللغة هي احتمال تعرضها للخطر، يحدث هذا عندما تواجه اللغة ضغوطًا خارجية قوية، ولكن لا تزال هناك مجتمعات من المتحدثين الذين ينقلون اللغة إلى أطفالهم. والخطوة الثانية هي التعرض للخطر.
فبمجرد أن تصل اللغة إلى مرحلة الخطر، فلن يتبق سوى عدد قليل من المتحدثين والأطفال اللذين في الغالب لا يتعلمون اللغة. والمرحلة الثالثة من انقراض اللغة هي تهدد اللغة للانقراض بشكل خطير. وخلال هذه المرحلة، من غير المحتمل أن تنجو اللغة من جيل آخر وستنقرض قريبًا. والمرحلة الرابعة هي الاحتضار، وتليها المرحلة الخامسة، انقراض اللغة.
المشاريع التي تمنع انقراض اللغات:
تهدف العديد من المشاريع إلى منع أو إبطاء فقدان اللغة عن طريق تنشيط اللغات المهددة بالاندثار وتعزيز التعليم ومحو الأمية بلغات الأقليات، وغالبًا ما تتضمن مشاريع مشتركة بين المجتمعات اللغوية. وفي جميع أنحاء العالم، سنّت العديد من البلدان تشريعات محددة تهدف إلى حماية واستقرار لغة مجتمعات الكلام الأصلية.
وإدراكًا أنه من غير المحتمل إعادة إحياء معظم لغات العالم المهددة بالانقراض، يعمل العديد من اللغويين أيضًا على توثيق آلاف اللغات في العالم التي لا يُعرف عنها سوى القليل أو لا يعرف أحد عنها شيء.
لغات الإشارة المهددة بالانقراض:
كانت كل دراسة تعرض اللغة للخطر تقريبًا تتعلق باللغات المنطوقة. ولم تذكر دراسة لليونسكو حول لغات الإشارة المهددة بالانقراض. ومع ذلك، فإن بعض لغات الإشارة معرضة أيضًا للخطر، مثل لغة الإشارة لقرية أليبور (AVSL) في الهند ولغة إشارة (Adamorobe) في غانا، ولغة إشارة (Ban Khor) في تايلاند ولغة الإشارة الهندية السهول.
تُستخدم العديد من لغات الإشارة من قبل المجتمعات الصغيرة، ويمكن أن تؤدي التغييرات الصغيرة في بيئتهم، إلى تعريض لغة الإشارة التقليدية للخطر وإمكانية فقدانها.
أسباب تعرض اللغات لخطر الانقراض:
وفقًا لكتاب جامعة كامبريدج للغات المهددة بالانقراض، هناك أربعة أنواع رئيسية من أسباب تعريض اللغة للخطر، وفيما يلي أبرز هذه الأسباب:
الأسباب التي تعرض السكان الذين يتحدثون اللغات لخطر جسدي:
- الحروب: تعد الحروب والإبادة الجماعية أحد أهم الأسباب التي تعرض اللغات لخطر الانقراض، ومن الأمثلة على ذلك لغات السكان الأصليين لتسمانيا الذين ماتوا بسبب الأمراض. والعديد غيرها من اللغات المنقرضة والمهددة بالانقراض في الأمريكيتين، حيث تعرضت الشعوب الأصلية لعنف الإبادة الجماعية. كما تأثرت لغة ميسكيتو في نيكاراغوا ولغات المايا في غواتيمالا للانقراض بسبب بالحرب الأهلية.
- الكوارث الطبيعية: الكوارث الطبيعية والمجاعة والمرض، أي كارثة طبيعية شديدة بما يكفي للقضاء على مجموعة كاملة من المتحدثين باللغة الأم لديها القدرة على تعريض اللغة للخطر. ومن الأمثلة على ذلك، اللغات التي يتحدث بها سكان جزر أندامان، الذين تضرروا بشدة من زلزال المحيط الهندي عام 2004م وتسونامي.
الأسباب التي تمنع المتحدثين أو تثبط عزيمتهم عن استخدام لغة:
- التمهيش: يخلق التهميش الثقافي أو السياسي أو الاقتصادي حافزًا قويًا للأفراد للتخلي عن لغتهم لصالح لغة أخرى أكثر شهرة.
- القمع السياسي: لقد حدث القمع السياسي عندما تعمل الدول القومية على الترويج لثقافة قومية واحدة، مما يحد من فرص استخدام لغات الأقليات في المجال العام والمدارس ووسائل الإعلام وفي أماكن أخرى. وحدث هذا في حالة العديد من لغات الأمريكيين الأصليين ولويزيانا الفرنسية والأسترالية، فضلاً عن لغات الأقليات الأوروبية والآسيوية مثل البريتونية أو الأوكسيتانية أو الألزاسية في فرنسا والكردية في تركيا.
- التحضر: يمكن أن يجبر التحضر انتقال الناس إلى المناطق الحضرية وإجبارهم على تعلم لغة بيئتهم الجديدة. وفي نهاية المطاف، ستفقد الأجيال اللاحقة القدرة على التحدث بلغتهم الأم، مما يؤدي إلى تعريض لغتهم الأم للخطر. وبمجرد حدوث التحضر، ستتعرض العائلات الجديدة التي تعيش هناك لضغوط للتحدث بلغة المدينة المشتركة.
- الزواج المختلط: يمكن أن يتسبب الزواج المختلط أيضًا في تعريض اللغة للخطر، حيث سيكون هناك دائمًا ضغط للتحدث بلغة واحدة مع بعضنا البعض. وقد يؤدي هذا إلى تحدث الأطفال فقط باللغة الأكثر شيوعًا التي يتم التحدث بها بين الزوجين.
تأثير انقراض اللغات على المجتمعات:
عندما تفقد المجتمعات لغتها، غالبًا ما تفقد أيضًا أجزاء من تقاليدها الثقافية المرتبطة بتلك اللغة، مثل الأغاني والأساطير والشعر والعلاجات المحلية والمعرفة البيئية والجيولوجية والسلوكيات اللغوية التي لا يمكن ترجمتها بسهولة. وعلاوة على ذلك، ينعكس الهيكل الاجتماعي لمجتمع الفرد من خلال سلوك الكلام واللغة، ويعد هذا النمط أكثر بروزًا في اللهجات.
وقد يؤثر هذا بدوره على الشعور بهوية الفرد والمجتمع ككل، مما ينتج عنه تماسك اجتماعي ضعيف حيث يتم استبدال قيمهم وتقاليدهم بقيم وتقاليد أخرى جديدة. قد يكون لفقدان اللغة عواقب سياسية أيضًا تمنح بعض البلدان أوضاعًا سياسية مختلفة أو امتيازات لمجموعات الأقليات العرقية.
وغالبًا ما يتم تحديد العرق من خلال اللغة واللهجة، فعلى سبيل المثال، من السهل تمييز الفرد ذو الأصل المصري من الفرد ذو الأصل السعودي من خلال اللهجة. وهذا يعني أن المجتمعات التي تفقد لغتها قد تفقد أيضًا شرعيتها السياسية كمجتمع يتمتع بحقوق جماعية خاصة.
فأثناء فقدان اللغة، والذي يشار إليه أحيانًا بالتقادم في الأدب اللغوي، تخضع اللغة المفقودة عمومًا لتغييرات حيث يجعل المتحدثون لغتهم أكثر تشابهًا مع اللغة التي ينتقلون إليها. فعلى سبيل المثال، فقدان التعقيدات النحوية والصوتية التي لا توجد في اللغة السائدة تدريجيًا، وهذا من شأنه أن يؤثر بشكل كبير على المجتمعات.
الاعتبارات والمواقف الأخلاقية لانقراض اللغات:
بشكل عام، يعتبر علماء اللغة والمتحدثون أن تسارع وتيرة تعريض اللغة للخطر يمثل مشكلة للمجتمع بشكل عام. ومع ذلك، فإن بعض اللغويين مثل عالم النطق بيتر لادفوجيد، جادلوا بأن موت اللغة جزء طبيعي من عملية التطور الثقافي البشري، وأن اللغات تموت لأن المجتمعات تتوقف عن التحدث بها لأسباب خاصة بها.
كما جادل أيضًا بأنه يجب على اللغويين ببساطة توثيق ووصف اللغات علميًا، ولكن لا يسعون للتدخل في عمليات فقدان اللغة. حيث تمت مناقشة وجهة نظر مماثلة مطولاً من قبل اللغوي موفوين، الذي يرى انقراض اللغات وظهور لغات جديدة بأنها عملية مستمرة وطبيعية.
ويعتبر غالبية اللغويين أن فقدان اللغة مشكلة أخلاقية، لأنهم يعتبرون أن معظم المجتمعات تفضل الحفاظ على لغاتهم. كما أنهم يعتبرونها مشكلة علمية؛ وذلك لأن فقدان اللغة على النطاق الذي يحدث حاليًا سيعني أن اللغويين المستقبليين لن يتمكنوا من الوصول إلا إلى جزء صغير من التنوع اللغوي في العالم، وبالتالي فإن صورتهم لماهية اللغة البشرية ستكون محدودة.