تأثير اللغة والثقافة العربية على اللغة الإنجليزية

اقرأ في هذا المقال


نبذة تاريخية عن تأثير اللغة العربية:

إذا قمنا بإلقاء نظرة على تاريخ اللغة العربية، نستطيع أن نرى مدى كبر المفردات والكلمات المستخدمة والمنقولة من قبل الدول غير الناطقة بها؛ وذلك بسبب التواصل المباشر مع الثقافات والحضارات الأخرى، والذي ساعد بشكل كبير على انتشار بعض مفردات اللغة العربية في جميع أجزاء العالم وخاصة في أوروبا.

وفي القرن الثامن عشر وإلى القرن العشرين، زاد التماس والتواصل اللغوي بشكل كبير. وكانت هذه الفترة هي السبب في الانتشار الواسع لبعض المصطلحات العربية في العالم، وليس هذا فقط بل شهدت هذه الفترة ظاهرة التبادل اللغوي بشكل واسع، وكانت هذه الأخرى هي أحد أهم الأنشطة التي نشرت العربية في شتى أقطار العالم. وعلى الرغم من أن ظاهرة التبادل اللغوي ما زالت مستمرة وبشكل قوي، حتى أقوى من قبل، ولكن لم تحدث التأثير الذي أحدثته فترة القرن الثامن عشر وحتى العشرين.

دراسات لغوية في تأثير اللغة العربية على اللغة الإنجليزية:

تم إجراء دراسة في عام 1933 حول هذه الظاهرة، قام فيها اللغوي والباحث والت تايلور بتقديم بحثه (التقدير الأعلى)، وكان يضم ما يقارب ألف مصطلح عربي تم استعارته من قبل اللغات الأخرى. ولكنه أشار إلى أن البعض من هذه الكلمات قد فقدت شهرتها اللغوية وخرجت من التداول، وبين أنه ما يزال العالم يستخدم ما يقارب 260 مصطلح عربي، ولكن بعد ما يقارب الأربعين عامًا.

حيث قامت باحثة تسمى ساهرة عبد الحميد السيد بإحصاء عدد المصطلحات ذات الأصل العربي التي ما زالت قيد الاستخدام من قبل متحدثي اللغة الإنجليزية، وتبين معها أن عدد هذه المصطلحات يقارب 515 مصطلح. وفي هذه الدراسة تم أجراء العديد من المقارنات بين اللغة العربية واللغة الإنجليزية.

وتبين في هذه الدراسة أن اللغة العربية قد شغلت المرتبة السابعة في اللغات التي تم استعارة كلمات ومصطلحات منها من قبل اللغة الإنجليزية، مسبوقة باللغة الفرنسيةوالإيطالية والإغريقية والهند أوروبية والإسبانية واللاتينية. وفي عام 1987، قارن بارنهارت بين اللغة العربية واللغة الإنجليزية، وتببن معه تقريبًا نفس النتيجة، ولكن في هذه الدراسة شغلت اللغة العربية المرتبة السادسة وليس السابعة كالدراسة التي سبقتها.

اللغة العربية والمفكرين الغربيين:

بالإضافة إلى ذلك، شغلت اللغة العربية عقول الأدباء والشعراء الإنجليزيين، ففي القرن الثاني عشر سافر الأديب آرلر أوف باث إلى جنوب مضيق المانش؛ وذلك لدراسة اللغة العربية، وليس هذا فقط، بل قام أيضًا بترجمة لوائح الخوارزمي الفلكية من اللغة العربية إلى اللغة اللاتينية. حيث قام العديد من الأكاديميين الإنجليز بمحاولة ترجمة المخطوطات العربية إلى اللغة اللاتينية، وكان هذا هو السبب الرئيسي لإدخال دراسات اللغة العربية إلى العالم الغربي، فعلى سبيل المثال، تم استحداث أول منصب عربي في جامعة أكسفورد في عام 1963.

قام المستشرق إدوارد پوكوك بتأليف كتاب نبذة عن تاريخ العرب في الأدب. حيث كان لهذا الكتاب أثر كبير في انتشار ومعرفة العرب وحضارتهم وأديانهم وكل ما يخصهم في العالم الغربي، ودُرّس هذا الكتاب في الكثير من الجامعات الإنجليزية والأوروبية؛ وذلك لأنه كتاب شامل ومتكامل في تاريخ العرب.

أشهر المصطلحات العربية المستعارة في اللغة الإنجليزية:

نجد العديد من الكلمات العربية المنقولة والمستعارة في جميع جوانب الحياة الأوروبية. وفيما يلي أبرز هذه المصطلحات المستخدمة في اللغة الإنجليزية:

  • في العمارة: تم استعارة كلمات مثل القبة والحب والباروكة أو البرقع.
  • في مسكن الحيوانات والطيور: تم استعارة كلمات مثل القطرس والجمل والغزال والزرافة والجربوع والقرد والتونة.
  • في تجارة الملابس والأقمشة: تم استعارة كلمات مثل قفطان وشيفون وقطن وشاش وصندل وشاح وساتان.
  • في مجال الكيماويات والألوان والمعادن: تم استعارة القلوي والملغم والأنتيمون والزرنيخ واللازورد والبزموت والبوراكس. وبورق وسينابار و قرمزي وإكسير وجبس ومسك والريغار والقرمزي والصودا.
  • في مجال الأكل والشرب: تم استعارة الكحول والمشمش والخرشوف والموز (البعض من العرب يقولون عن الموز بنان) والقصب والكراميل والكراوية والخروب والقهوة والكمون والياسمين والكباب والليمون والزعفران والسمسم والسبانخ والسكر (وهي كلمة تم استعراتها من قبل معظم دول أوروبا) والسماق والكثير غيرها.
  • في مجال الجغرافيا والملاحة: تم استعارة الأميرال والحمراء والقناة وجبل طارق والرياح وسفاري والصحراء.
  • في المنزل والحياة اليومية: تم استعارة حبال وكلبش زقنينة وقربة وديوان وعبقري والجرة والمساج والمولد والصوفة.
  • في الموسيقى والأغاني: تم استعارة فَرْد وجيتار وهوكيت أي (إيقاعات) وعود وطبلة وتربادور أي (طرب الدار).
  • في عالم الزينة: تم استعارة العنبر والعطار والنقش وسيفيت والحناء واللازورد والقناع والمسكرة والترتر.
  • في عالم النباتات: تم استعارة البرسيم والنيل والزعفران والحشيش والليلك والعصفر.
  • في العلوم والرياضيات: تم استعارة التقويم والكيمياء والإنبيق والجبر والخوارزمي والعوار والقيراط والكيمياء.
  • في مجال الرياضة: تم استعارة المضرب والتنس.
  • في التجارة: تم استعارة الترسانة أي (دار الصناعة) والبازار والقهوة والشيك والترجمان.

شارك المقالة: