مفهوم التبادل اللغوي

اقرأ في هذا المقال


ما هو التبادل اللغوي؟

يعد التبادل اللغوي هو طريقة لتعلم لغة جديدة، تعتمد على ممارسة اللغة المتبادلة من قبل شركاء التعلم الذين يتحدثون لغات مختلفة. حيث يتم ذلك عادة من قبل اثنين من الناطقين الأصليين يعلم كل منهما الآخر لغته الأم، على سبيل المثال، شخص عربي وأمريكي، يعلم الأمريكي الشخص العربي اللغة الإنجليزية ويعلم العربي الشخص الأمريكي اللغة العربية. كما يختلف التبادل اللغوي عن كافة الطرق الأخرى التي يتم فيها تعلم اللغات، فهو الطريقة الوحيدة لتعلم اللغات التي لا يوجد مقرر دراسي أو أنشطة محددة. ويطلق على تبادل اللغة أحيانًا اسم تعلم اللغة الترادفي.

تاريخ التبادل اللغوي:

لطالما استخدم الأفراد هذه الممارسة لتبادل المعرفة باللغات الأجنبية. على سبيل المثال، منح جون ميلتون لروجر ويليامز الفرصة لتعليمه اللغات العبرية واليونانية واللاتينية والفرنسية، وبالمقابل تعلم منه اللغة الهولندية. ويقال أن تبادل اللغة ظهر لأول مرة في أوائل القرن التاسع عشر حيث تم إدخال الأطفال في المدارس في المملكة المتحدة إلى برنامج تبادل لغوي تم إنشاؤه حديثًا.

ووجدت دول مثل بلجيكاوسويسرا أن برنامج التبادل اللغوي سهل للغاية؛ وذلك لأن هناك العديد من اللغات التي يتم التحدث بها في بلد واحد. وبعدها التحق الأفراد اللذين أرادوا تعلم اللغات إلى البرنامج الفرنسي والألماني للتبادل اللغوي في عام 1968، وانتشر هذا البرنامج بعد ذلك إلى تركياومدريد.

أهمية التبادل اللغوي في التعليم:

تختبر الجامعات بشكل متزايد تبادل اللغات كجزء من منهج تعلم اللغة، وفي هذا الصدد، تلعب برامج التبادل اللغوي دورًا مشابهًا لبرامج الدراسة بالخارج وبرامج الانغماس اللغوي في خلق بيئة تمكن المتعلم من تعلم اللغة من مصدرها المباشر، حيث يجب على طالب اللغة استخدام اللغة الأجنبية للتواصل الحقيقي خارج إطار الفصل الدراسي.

زاد السفر اللغوي بشكل ملحوظ خلال السنوات الثلاث الماضية، وكانت نسبة الزيادة 67%. ومع ذلك، هناك أيضًا مخاوف من عدم إمكانية استخدام التبادل اللغوي كبديل لتعليم اللغة الرسمي، نظرًا لصعوبة استخدام التبادل اللغوي في تعلم القواعد الرسمية ومهارات الكتابة. وبالإضافة إلى ذلك، توجد العديد من المنظمات غير المتصلة بالإنترنت لتسهيل تبادل اللغة، مثل برنامج (Unilang)، وهناك أيضًا تطبيقات متوافرة على الأجهزة المحمولة تساعد على تعلم اللغات، مثل و(Bilingua) و(Hello Pal) و(Tandem). فباستخدام تطبيقات الأجهزة المحمولة، يمكن للمستخدمين من جميع أنحاء العالم التواصل مع شركاء لغويين جدد لمشاركة تجاربهم ومشاعرهم.

فوائد برامج التبادل اللغوي:

يُنظر إلى برامج التبادل اللغوي على أنها أداة مفيدة للمساعدة في تعلم اللغة في مدارس اللغات. حيث تميل عمليات التبادل اللغوي إلى الاستفادة من إتقان اللغة الشفهية والطلاقة واكتساب المفردات العامية والاستخدام العام لها. وفيما يلي أبرز وأهم فوائد برامج التبادل اللغوي:

  • أحد أهم الفوائد للتبادل اللغوي هو التعرف على ثقافة المتحدث الأصلي، فمن المعروف أن فهم ثقافة المتحدث الأصلي ستساعد في فهم سبب وكيفية استخدام اللغة.
  •  يساهم التبادل اللغوي بكون المتعلم في بيئة ودية وغير رسمية، ممّا يعني أنه لا يوجد ضغط من قبل أحد لتصحيح كل شيء يُنطق؛ وذلك لأن كلا المتحدثين يحاولان التعلم والفهم. وهذا يمنح بيئة التعلم جوًا ممتعًا ومثمرًا. فمن خلال التعلم مع متحدثين أصليين، سيحصل كل شخص على فهم أفضل للغة؛ لأنه يتعلم من شخص لديه معرفة وخلفية في اللغة، في حين أن تعلم اللغة من شخص قد تعلم اللغة في مراحل لاحقة في حياته، قد لا يكون من الصحيح أن تتعلم اللغة منهم.
  • يساعد التبادل اللغوي الناس بأن يتعلموا بشكل أسرع، فعندما يكون لديهم اتصال فردي مع معلمهم، يكسر هذا الحواجز المتواجدة في العملية التعلمية التقليدية. حيث يختار الكثير من الناس التعلم على انفراد ولكنهم يجاهدون للعثور على معلم. فالأفراد المشتركين في برامج التبادل اللغوي لديهم دافع كبير لتعلم لغة جديدة. وقد يشعر المتحدثون الأصليون للغة المراد تعلمها بإحساس جديد بالتحفيز؛ وذلك لأنهم الآن مسؤولون عن تعليم هذا الشخص.

دور التكنولوجيا في برامج التبادل اللغوي:

مع نمو الإنترنت، أصبحت عمليات التبادل اللغوي باستخدام الشبكات الاجتماعية وتقنيات نقل الصوت عبر بروتوكول الإنترنت شائعة بشكل متزايد. كما توفر الشبكات الاجتماعية لتعلم اللغة، مثل (Hello Talk)، للطلاب الآن القدرة على العثور على شركاء لغويين حول العالم والتحدث أو الدردشة النصية أو الفيديو من خلال برامج المراسلة الفورية. وقد سمح ذلك للطلاب الذين لم يتمكنوا سابقًا من العثور على شركاء لغة أجنبية بالبحث عبر الإنترنت عن متحدثين أصليين لتلك اللغة.

المصدر: The Jews of Rhode Island, by George M. Goodwin, Ellen Smith (2004) Ahn, Tae youn (2016). "Learner agency and the use of affordances in language-exchange interactions". Language and Intercultural Communication Tamara Marie Guide to Successful Language Exchanges: A Language Learner's Guide to Effective Conversation Practice in Any Language


شارك المقالة: