إنّ من أهم وأصعب أقسام الترجمة الأدبية هي ترجمة النثر؛ والسبب في ذلك هو عدم التزام القصائد بنسق لغوي خاصّ، بالإضافة للاختلاف والتباين بين الثقافات واللهجات، ومواجهة المترجم بعض المصطلحات الصعبة، وأيضاً لأن المترجم الأدبي يجب أن يكون مبدع بحيث يكون أشبه بصاحب النص الأدبي، كل هذه الأمور تجعل من ترجمة القصائد النثرية تحدّي كبير، وسنحكي في هذا المقال عزيزي القارئ عن أهم التطبيقات العملية التي يجب على المترجم الأدبي التركيز عليها.
التطبيقات العملية لترجمة القصائد النثرية
لكي يكون المترجم النثري ضمن قائمة المترجمين المتمرسين؛ فيجب عليه اتباع النقاط التالية وهي:
- عملية النقل المتوازي المقبول التي يقوم بها المترجم عند نقله القصيدة النثرية من لغة إلى أخرى، وعدم اللجوء للخيانة اللغوية التي يقوم بها البعض، لذلك ينبغي على المترجم الأدبي أن يدرس الحالة اللغوية لكل من النص الأصلي والمستهدف.
- هنالك معاني تسمّى ب (المعني السينيماتيكية)، و (المعاني البرغماتية)، يجب على المترجم أن يقوم بالبحث عن تلك المعاني؛ وهذا من أجل عمل تكافؤ لغوي بين الثقافتين، ولا ينسى المترجم التكافؤ اللغوي في الصور والدلالات الشعرية.
- عند عملية إعادة الصياغة للنص فعلى المترجم أن يتنبّه إلى العمق الأدبي والحفاظ على النسق النصي، وترجمة التصرّف التي تعني التركيز على المضمون الشعري للقصيدة النثرية.
- على المترجم أن يعلم بأنّه لا يستطيع أن يقوم بترجمة القصيدة النثرية ذات الوزن والقافية المحدّدتين في اللغة الأصل، بنفس الطريقة في اللغة الهدف؛ وهذا بسبب الاختلافات الكثيرة بين اللغتين في عدّة جوانب ونقاط، خاصّةً عند ترجمة الشعر الحر في اللغة العربية؛ فهنالك اختلافات في التركيب والصياغة بين اللغات، والشيء ذاته عن ترجمة قصيدة من أي لغة أخرى إلى العربية.
وبشكل عام فإن الشعر العربي له عدّة صفات تختلف عن غيره مثل: الإبداع الجمالي الذي يصف الحالات النفسية والحسيّة والوجدانيّة المختلفة للمؤلّف، وأحياناً تصف القصائد النثرية باللغة العربية التناص التاريخي لبعض الأشخاص أو الوقائع والأحداث؛ لذلك تبقى ترجمة القصائد النثرية تحدّي عبقري بعدم تعرّضها للإهانة عن طريق النقل غير الصحيح ودقيق لها، والوصف الغير كافي لأهم معانيها الجمالية.