اقرأ في هذا المقال
- أوليمبيودوروس والتعليقات على أرسطو
- أولمبيودوروس وتعليقه على الموت
- أولمبيودوروس وقائمة الأعمال الموجودة الفلسفية
أولمبيودوروس الأصغر (ازدهر القرن السادس الميلادي)، وهو فيلسوف أفلاطوني حديث اشتهر بالحفاظ على التقليد الأفلاطوني في الإسكندرية، بعد أن قام الإمبراطور البيزنطي جستنيان بقمع الأكاديمية اليونانية في أثينا والمدارس الوثنية الأخرى في عام 529 م.
تتضمن أعمال أوليمبيودوروس الباقية تعليقات واضحة وقيمة على أفلاطون فيدو وجورجياس وفيليبوس وسيبياديس وسيرة أفلاطون ومقدمة لفلسفة أرسطو وتعليقات على فئات أرسطو والشهب، ويمكن أيضًا الحصول على معلومات مهمة حول أفكار وكتابات الفلاسفة الأفلاطونيين الأوائل مثل امبليكوس ودمشقي من أعمال أوليمبيودوروس.
كما حدد أوليمبيودوروس موقع الكبياديس الأول في بداية منهج أفلاطون لأنّه يتعلق بمعرفة الذات، فتلاميذه المبتدئون قادرون على الاقتراب من التسلسل الهرمي للفضائل الفلسفية مثل المستهتر الأرستقراطي الكبياديس.
يحتاج الكبياديس إلى معرفة نفسه على الأقل كفرد له أفعال معينة، قبل أن يتمكن من الوصول إلى فضائل مجرد التفاعل المدني، بينما يخاطب أوليمبيودور الطلاب المسيحيين بشكل أساسي ويخبرهم أنّ الكلمات المختلفة التي يستخدمونها غالبًا ما تكون رموزًا للحقائق المشتركة بين أديانهم.
أوليمبيودوروس والتعليقات على أرسطو:
تبدأ مقدمة مقدمة لمنطق أرسطو أو بمعنى آخر لعمله الفلسفي بأكمله مرة أخرى بعبارة مصاغة بعناية التي تم ذكرها في الكلمات الأولى في تعليق الكبياديس: “بما أننا نرغب في الاستمتاع بنبع الأشياء الجيدة فهناك شغف فينا للتشبث بفلسفة أرسطو، التي تزود الحياة بمبدأ الأشياء الجيدة وليس أقلها، لأنّها تقود العقل الساطع نحو الدقة فيما يتعلق بما هو يجري البحث عنه”.
يتكون المقدمة النقدية من خمس محاضرات يقدم فيها لطلاب أوليمبيودوروس لمحة موجزة عن مختلف مدارس الفلسفة اليونانية وتقسيم أعمال أرسطو، حيث يشرح من بين أمور أخرى هدف فلسفة أرسطو وهو الاعتراف بالخير أي على ما يبدو المحرك الرئيسي للميتافيزيقا كمبدأ لكل شيء ، وكذلك المتطلبات الأخلاقية والفكرية للطالب و مدرس الفلسفة.
يتم تقديم مختلف المفكرين والمدارس الفلسفية دون تقييم لمزاياهم الفلسفية، ولا يوجد حديث عن انسجام الفلاسفة بشكل عام أو حتى بين أفلاطون وأرسطو، يتبنى أوليمبيودوروس وجهة نظر امبليكوس بأن موضوع الهدف (skopos) للفئات هو كلام يدل على الأشياء من خلال وساطة الأفكار، والذي يتوافق مع التفسير الأساسي للفئات فى مدرسة الإسكندرية.
من الناحية الشكلية أيضًا فإنّ التعليق يشبه أكثر من تعليقاته الأخرى على أرسطو التي تقوم بالتنسيق القياسي المألوف من المعلقين الأفلاطونيين الآخرين على أرسطو، وعلى عكس التعليق على علم الأرصاد الجوية، والذي يعرض البنية الأوليمبية النموذجية للتقسيم إلى ممارسات والتي يتم تقسيمها بعد ذلك إلى عروض أطول لمعنى المقطع قيد المناقشة (theôriai) وتحليلات أكثر تفصيلاً للنص (lexeis)، فالتعليق على الفئات ينقسم ببساطة إلى (theôriai) والتي لا يبدو أنّها مقسمة إلى مزيد من التقسيمات الفرعية.
يبدأ تعليق علم الأرصاد الجوية بدون أي مقدمة مهمة مباشرة مع نص أرسطو، ومن المستحيل معرفة ما إذا كان طلابه في تلك المرحلة قد شقوا طريقهم من خلال الأطروحات الفيزيائية السابقة (بترتيب المناهج)، ولا سيما الفيزياء ومن السماء والجيل والفساد.
على أي حال لا يشير أوليمبيودوروس إلى المحاضرات التي ألقاها سابقًا حول هذه النصوص، حيث كل ما يفعله هو وضع العمل الحالي في سياق الأطروحات الفيزيائية الأخرى، لذلك يقول على سبيل المثال أنّ أرسطو كتب ثلاث أطروحات حول الأجسام الأولية وهي من السماء والتي تهتم بها بقدر ما هي أبدية، والتوليد التي تتعلق بقدومها، والأرصاد الجوية التي تعاملهم كأشياء تخضع للتأثيرات.
إنّ التعليق المكتوب من قبل أوليمبيودوروس بعد عام 565 له أهمية خاصة، وذلك لأنّه التعليق الوحيد الكامل على الأرصاد الجوية الموجود منذ العصور القديمة، وهناك تعليق آخر كتبه المسيحي يوحنا فيلوبونس قبل حوالي 30 عامًا، لكنه غير مكتمل.
كان هذا في الواقع آخر تعليق لفيلوبونوس مكتوب، وذلك بعد جدل شديد في كونترا أرسطوتيم وربما في الوقت الذي توقف فيه عن تدريس الفلسفة، ولابد أنّ أوليمبيودور كان على دراية بجوهر إن لم يكن تفاصيل نقد فيلوبونوس اللاذع لأرسطو، ومع ذلك يبدو أنّه غير منزعج تمامًا منه.
فقد أعلن في وقت مبكر من الأرثوذكسية الأرسطية أنّ هناك خمسة عناصر وليس أربعة فقط، وأنّ العنصر السماوي (aithêr) إبداعي أي (poiêtikos)، والعناصر الأخرى مادة (hulikos).
اللافت للنظر أنّه يعيد إنتاج حجة أرسطو لوجود عنصر خامس من (من السماء)، ولا يمكن تفسير دائرية الحركة السماوية إلّا بافتراض وجود عنصر سماوي خاص، كما إنّه يجادل ضد الرأي القائل بأنّ السماوات تتكون من نار، ولا يخفي أو ينكر بأي حال حقيقة أنّ أرسطو كان يعتقد أنّ الكون والوقت أبديين.
تنبع التأثيرات الرئيسية لأوليمبيودور في هذا التعليق من إسكندر الأفروديسياس الذي يستشهد به كثيرًا، وآراء أمونيوس التي كان مألوفًا بها بشكل وثيق، ولكن أوليمبيودوروس لا يشير أبدًا إلى فيلوبونوس.
هناك إشارات عرضية إلى بعض الأشخاص الذين لم يتم الكشف عن أسمائهم والذين قدموا وجهات نظر لا يتفق معها أوليمبيودور، ولكن من الصعب تتبع هذه الآراء إلى فيلوبونوس، ويبدو أنّ هذا الأخير لم يكن مصدر قلق له، فبالنسبة لأوليمبيودوروس وتلاميذه كما هو الحال مع سيمبليسيوس في أثينا، كان من الواضح أنّ جون فيلوبونوس كان شخصًا غير مرغوب فيه.
أولمبيودوروس وتعليقه على الموت:
يقد أولمبيودوروس تفسيرات لممارسة الفيلسوف للموت في أفلاطون فيدو، فقد ميّز المفسرون الأفلاطونيون الجدد نوعين من الموت:
1- الموت الجسدي.
2- الموت الطوعي.
يقترح أوليمبيودوروس أنّ الموت الجسدي ما هو إلّا صورة للموت الطوعي ولا يمكن اعتباره موتًا أصليًا، وذلك لأنّ الموت الأصلي يفترض مسبقًا الاستعداد للموت والجهد المستمر لتطهير الروح خلال حياة الفيلسوف، وفقط التحضير للموت والتطهير يمكن أن يضمن الفصل الكامل للروح عن الجسد.
ونسبة إلى هذا التمييز هو أنّه بين (apothnēskein) و(tethnanai)، والتي تشير هذه المصادر إلى المعنى المزدوج للموت:
1- الموت كحدث أو عملية.
2- الموت كدولة.
أولمبيودوروس وقائمة الأعمال الموجودة الفلسفية:
1- مقدمة عن منطق أرسطو وتعليقه على فئات أرسطو.
2- تعليق على الأرصاد الجوية لأرسطو.
3- تعليق على أفلاطون الكبياديس الأول.
4- تعليق على أفلاطون جورجياس.
5- تعليق على أفلاطون فيدو.
6- حياة أفلاطون.
بصرف النظر عن هذه الأعمال فإنّه يوجد ملاحظات هامشية من تعليق أولمبيودوروس على تفسير أرسطو في المخطوطة اليونانية أوربينو 35، وينطبق الشيء نفسه على التعليق على فيلبوس لأفلاطون والذي على الرغم من أنّه يُنسب إلى أوليمبيودوروس، فقد أظهره ويستيرنك عام 1959 على أنّه عمل دمشقي.
فلا بد أنّ أوليمبيودور قد كتب الكثير خلال مسيرته الطويلة، وهو نفسه يشير إلى تعليق على مقدمة بروفيري، والذي قد تم استخدامه من قبل ديفيد وإلياس، ولا بد أنّه كانت هناك تعليقات على تحليلات أرسطو ، وعلى أطروحات أرسطو المادية، كالتعليقات على العمل الفلسفي الجيل والفساد، وكذلك على الروح المذكورة في المصادر العربية.
في تعليق الأكيبياديس أعلن أوليمبيودور محاضرات عن السفسطائي، كما أنّ العمل على (في النشاط) بواسطة زوسيموس، بأنّه يجب اعتبار كل ما قاله هيرمس والفلاسفة عملاً زائفًا.