حصان الكثبان(THE DUN HORSE) نسخة معاد كتابتها بشكل كبير من “The Dun Horse”. جمع جورج بيرد جرينيل هذه الحكاية عن محمية باوني ونشرت عام 1889 في كتابه بعنوان “قصص البطل والقصص الشعبية”.
الشخصيات:
- العجوز.
- الصبي.
- المحاربين.
- الحصان.
قصة حصان الكثبان:
قبل سنوات عديدة كانت تعيش في قبيلة باوني امرأة عجوز وحفيدها صبي يبلغ من العمر ستة عشر عامًا تقريبًا حيث لم تكن لهم علاقات مع الناس وكانوا فقراء جدا لدرجة أنهم احتقروا من قبل بقية القبيلة ولم يكن لديهم أي شيء يملكونه خاص بهم، وكانت القرية دائماً بعد أن تقوم بنقل المخيم من مكان إلى آخر، تبقي العجوز وحفيدها دون مساعدة خلفهم.
كانت العجوز وحفيدها يذهبوا إلى المعسكر القديم بعد رحيل القبيلة ليبحثوا عن أي شيء رماه الهنود الآخرون على أنّه مهترئ أو غير مفيد وبهذه الطريقة، يحصلون أحيانًا على قطع من الملابس والأحذية المهترئة التي تمتلئ بالثقوب، وقطع من اللحم.
و في أحد الأيام، بعد أن ابتعدت القبيلة عن المخيم، كانت المرأة العجوز وصبيها يسيرون على طول الطريق خلف الباقي، وفجأة وجدوا حصان قديم بائس وعجوز كان من المفترض أنّه تم التخلي عنه من قبل بعض الهنود، كان نحيفًا ومرهقًا، وكان أعمى ولا يرى بعينيه، وكان يعاني من آلام في الظهر، وكانت إحدى قدميه الأمامية منتفخة جدًا.
كان عديم القيمة والفائدة لدرجة أن أي أحد من أفراد القبيلة لم يكن على استعداد لتحمل عناء محاولة قيادته معهم، ولكن عندما جاءت المرأة العجوز وحفيدها، قال الصبي: سنأخذ هذا الحصان القديم، لأنّه يمكننا أن نجعله يحمل حقيبتنا، لذا وضعت المرأة العجوز حقيبتها على الحصان وقادته خلفها لكنه لم يستطع السير إلّا ببطء شديد.
تقدمت القبيلة في نورث بلات حتى وصلوا إلى كورت هاوس روك حيث تبعهم الصبي وجدته وخيموا مع الآخرين، وفي أحد الأيام أثناء وجودهم هناك، جاء مجموعة من الشبان الذين أرسلوا للبحث عن جاموس، وقد أسرعوا إلى المعسكر وأخبروا الرؤساء أن قطيعًا كبيرًا من الجاموس كان قريبًا، وأنّ بينهم عجل مرقط.
كان لرئيس البوينيز ابنة جميلة جدًا، وعندما سمع الرئيس عن العجل المرقط ، أمر صائديه وفرسانه بالذهاب عبر القرية وإحضار العجل المرقط ووعد بأن الذي سيقتل العجل المرقط ويحضره له ستكون ابنته الجميلة زوجته، كان الجاموس على بعد أربعة أميال من القرية، وقررالفرسان الذهاب إلى هناك وبهذه الطريقة، فإنّ الرجل الذي لديه أسرع حصان سيكون هو الفائز بقتل العجل.
ثم اختار جميع المحاربين والشباب أفضل وأسرع خيولهم، واستعدوا للبدء، ومن بين أولئك الذين استعدوا للمطاردة كان الفتى المسكين على الحصان العجوز، ولكن عندما رأوه أشار إليه جميع الشجعان الأغنياء الذين يمتطون خيولهم السريعة وقالوا: انظروا، هناك الحصان الذي سيمسك العجل المرقط، وضحكوا عليه حتى خجل الولد المسكين ولكنّه انطلق إلى جانب الحشد، ولم يسمع لنكاتهم وضحكاتهم.
عندما قطع مسافة قصيرة توقف الحصان وأدار رأسه وتحدث إلى الصبي حيث قال: أنزلني إلى الوادي وألصقني بالطين، ثمّ غطي رأسي ورقبتي وجسدي وساقي، وعندما سمع الصبي الحصان يتكلم خاف، لكنّه فعل ما قيل له، ثم قال الحصان: الآن اركب، لكن لا ترجع إلى المحاربين الذين يضحكون عليك لأن لديك مثل هذا الحصان الفقير، ابق هنا حتى يتم إعطاء الأمر لبدأ المطاردة.
وفي تلك الأثناء، تمّ اصطفاف جميع الخيول الجميلة في طابوروكانت متحمسة جدًا للذهاب إلى درجة أن ركابها لم يتمكنوا من السيطرة عليها وأخيرًا أطلق البوق صوتاً قوياً، ثم انحنى جميع الفرسان إلى الأمام على خيولهم وصرخوا وذهبوا بعيدًا، فجأة شوهد الحصان المسن بعيدًا إلى اليمين، وكان لا يبدو أنّه يركض بل بدا وكأنّه يبحر مثل طائر.
اجتاز جميع الخيول الأسرع منه، وفي لحظة كان بين الجاموس، في البداية التقط العجل المرقط، و حمله وطار بشكل مستقيم كالسهم وعندما سقط العجل نزل الفتى وبدأ في جلد العجل قبل أن يأتي أي من المحاربين الآخرين، ولكن عندما نزل الفارس من الحصان العجوز لاحظ كيف تغير حيث كان يقفز حول الجاموس الميت وبالكاد يستطع أن يقف ساكناً، وأصبح ظهره على ما يرام مرة أخرى وكانت رجليه قوية وكانت كلتا عينيه صافية ومشرقة.
قام الصبي بسلخ العجل الذي قتله، ثم حزم كل لحمه على الحصان، ووضع جلده المرقط فوق الحمولة، وعاد إلى المخيم مشياً على الأقدام وهو يقود حصانه، وعند وصوله المخيم كان خائفًا من كل ما يراه، فطلب منه أحد الفرسان الشباب والأغنياء من القبيلة وقدم له اثني عشر خيلًا جيدًا مقابل الرداء المرقط، حتى يتمكن من الزواج من ابنة رئيس القبيلة الجميلة ؛ لكنّ الصبي رفض وسخر منه ولم يبيع الرداء.
بينما كان الصبي يسير إلى المعسكر يقود الحصان الرقيق، عاد معظم المحاربين وذهب أحد أولئك الذين جاؤوا أولاً إلى القرية إلى المرأة العجوز وقال لها: لقد قتل حفيدك العجل المرقط، فقالت المرأة العجوز:لماذا جئت لتخبرني بهذا؟ يجب أن تخجل من السخرية من ابني، لأنه فقير، قال المحارب: ما قلته لك صحيح، ثم انطلق بعيدًا، وبعد قليل تقدم شجاع آخر إلى المرأة العجوز، وقال لها: لقد قتل حفيدك العجل المرقط، ثم بدأت السيدة العجوز تبكي وشعرت بحزن شديد لأنّ الجميع يسخر من ولدها، لأنّه فقير.
سرعان ما جاء الولد وقد قاد الحصان إلى المنزل حيث يعيش هو وجدته، كان نزلًا صغيرًا بما يكفي لشخصين، وكان مصنوعًا من قطع قديمة من الجلد التقطتها السيدة العجوز، وتم ربطها معًا بخيوط من الجلد الخام ، كان أتعس وأسوأ من نزل في القرية، وعندما رأت المرأة العجوز ابنها يقود الحصان الذي كان يحمل حمولة من اللحم والرداء المرقط، كانت متفاجئة للغاية.
فقال لها الولد: ها قد أتيت لكِ بالكثير من اللحم لتأكلي، وها هو الجلد المرقط، ثمّ أنزل اللحم عن الحصان فضحكت المرأة لأنّ قلبها كان سعيدا، وعندما ذهبت لأخذ اللحم من ظهر الحصان شمها وقفز حولها، وتصرف مثل حصان قوي، نظرت إليه المرأة العجوز في دهشة، ولم تصدق أنه كان نفس الحصان الضعيف، لأنّ الحصان لا يسمح للمرأة العجوز أن تقترب منه.
في تلك الليلة تحدث الحصان مرة أخرى إلى الصبي وقال: غداً سيأتي الفرسان لمهاجمتك وستكون حفلة حرب كبيرة. سيهاجمون القرية، وستخوض معركة كبيرة، وعندما يتم وضع جميع الخيول في خط المعركة، ويكونون جميعًا على استعداد للقتال يجب أن تقفز إلي، وتركب فوق ظهري ونذهب مباشرة حتى رئيسهم، أعظم محاربيهم وأقتله، ثم أركب، وأفعل هذا أربع مرات، واقتل أربعة من أشجع محاربيهم لكن لا تذهب مرة أخرى، إذا ذهبت للمرة الخامسة، ربما ستقتل وإلّا ستفقدني.
في اليوم التالي حدث ذلك كما قال الحصان، ونزل الفرسان لقتاله، ثم أخذ الصبي قوسه وسهامه، وقفز على الحصان واندفع في وسطهم، وعندما رأى الفرسان أنه سيضرب رئيسهم، أطلقوا جميعًا سهامهم عليه وتطايرت السهام بكثافة عبر بعضها البعض، لكن لم يصب أي منهم الصبي، وهاجم الرئيس وقتله، ثم ركب إلى الوراء، بعد ذلك هاجم مرة أخرى بين الفرسان، حيث هاجم محاربهم الأشجع، وقتله، ثم هاجم مرتين، حتى ذهب أكمل أربع مرات من الهجوم كما قال له الحصان.
لكنّ الفرسان استمروا في القتال، ووقف الصبي حوله وشاهد المعركة، ثمّ قال لنفسه: لقد هجمت أربع مرات وقتلت أربعة محاربين وأنا بخير ولم أتأذى في أي مكان، لماذا لا يمكنني العودة مرة أخرى للقتال ؟ لذلك قفز على الحصان واندفع مرة أخرى، ولكن عندما وصل بين المحاربين، ضرب أحد المحاربين سهمًا وأطلق النار حيث أصاب السهم الحصان الغامض خلف قدميه الأمامية واخترق جسده وسقط الحصان ميتا. لكنّ الصبي قفز وشق طريقه عبر المعركة وهرب بأسرع ما يمكن.
وبمجرد أن قُتل الحصان ، قال سيوكس لبعضهم البعض: كان هذا الحصان مثل الرجل. لقد كان شجاعا، لم يكن مثل الحصان، وأخذوا سكاكينهم وفؤوسهم، وقطعوا الحصان المغمور وجرحوا لحمه وقطعوه إلى قطع صغيرة، شعر الولد بحزن شديد أنّه فقد حصانه، وبعد انتهاء القتال خرج من القرية حدادا على حصانه، ذهب إلى المكان الذي كان الحصان يرقد فيه وجمع كل قطع اللحم، التي قطعها الفرسان والساقين والحوافر، ووضعهم جميعًا في كومة، ثم نزل إلى قمة تل قريب، وجلس ولف ردائه فوق رأسه وبدأ يبكي على حصانه.
وبينما كان جالسًا هناك، سمع عاصفة رياح شديدة قادمة بصوت عالٍ وبعد الريح هطلت الأمطار، نظر الصبي من حيث جلس إلى كومة اللحم والعظام والتي كانت كل ما تبقى من حصانه، وكان بإمكانه رؤيتها فقط من خلال المطر ومرّ المطر وكان قلبه مثقلاً جداً و ظلّ في حداد، وسرعان ما أتت رياح متدفقة أخرى وبعدها مطر وبينما كان ينظر من خلال المطر الدافع نحو المكان الذي تتراكم فيه القطع، اعتقد أنّها بدت وكأنّها تتجمع وتتشكل وأنّ الكومة بدت وكأنّها حصان مستلقي، لكنّه لم يستطع أن يرى جيدًا المطر الكثيف.
بعد ذلك جاءت عاصفة ثالثة مثل غيرها، والآن عندما نظر نحو الحصان، اعتقد أنّه رأى ذيله يتحرك من جانب إلى آخر مرتين أو ثلاث مرات، وأنه يرفع رأسه عن الأرض، خاف الولد وأراد الهرب لكنه بقي، وبينما كان ينتظر جائت عاصفة أخرى وعندما كان المطر يتساقط نظرمن خلال المطر، رأى الصبي الحصان يرفع نفسه على رجليه الأماميين وينظر حوله، ثمّ وقف الحصان الرقيق.
غادر الصبي المكان الذي كان يجلس فيه على قمة التل ونزل إليه، فلما اقترب الولد منه تكلم الفرس وقال: لقد رأيت كيف كان هذا اليوم، ومن هذا قد تعرف كيف سيكون الأمر بعد ذلك، بعد هذا افعل ما اقول لك لا أكثر ولا أقل، ثم قال الحصان: الآن انطلق بعيدًا عن المعسكر، خلف ذلك التل الكبير واتركني هناك حتى الليل وفي الصباح تعال لأجلي وفعل الصبي ما قيل له.
وعندما ذهب للبحث عن الحصان في الصباح، وجد معه حصانًا أبيض جميلًا، أكثر وسامة من أي حصان في القبيلة. في تلك الليلة، طلب الحصان الرقيق من الصبي أن يأخذه مرة أخرى إلى المكان خلف التل الكبير وأن يأتي إليه في صباح اليوم التالي وعندما ذهب إليه الصبي مرة أخرى، وجد معه حصانًا أسود جميلًا، وهكذا لمدة عشر ليالٍ، ترك الحصان بين التلال، وفي كل صباح وجد حصانًا بلون مختلف.
أصبح بعد ذلك الولد ثريًا، وتزوج من الابنة الجميلة لرئيس القبيلة وعندما كبر أصبح رئيسًا بنفسه وأصبح لديه العديد من الأطفال من زوجته الجميلة، وكان دائمًا يعتني بجدته العجوز ويحتفظ بها في منزله الخاص حتى ماتت، ولم يركب الحصان الغامض أبدًا إلّا في الأعياد، وعاش الحصان في القرية لسنوات عديدة، حتى تقدم في السن.