تُعتبر الرواية من تأليف الكاتبة والروائية البريطانية أجاثا كريستي، وقد نشرت لأول مرة في المملكة المتحدة سنة 1925م، حيث لاقت انتشار واسع حال صدورها، كما حظيت الرواية باهتمام كبير بين النقاد والأدباء والقراء، وهذا ما دفع بالمنتجين إلى استثمارها في الأفلام السينمائية العالمية، كما تمت ترجمتها إلى العديد من اللغات العالمية ومن ضمنها اللغة العربية.
نبذة عن الرواية
دارت أحداث ووقائع الرواية في أحد البلدان الأوروبية الخيالية، والذي وصفته الكاتبة أنه يقع في وسط أوروبا وهو مملكة هيرزوسلوفاكيا، حيث لم يكن هناك أي وجود لهذا البلد على أرض الواقع، وقد كانت تلك الرواية أول رواية يتم بها ظهور المشرف باتل، وقد كان المشرف من الشخصيات التي تم اعتمادها من قِبل الكاتبة في العديد من رواياتها، وعلى وجه التحديد تحت تصنيف الروايات البوليسية أو روايات التحقيق.
في بداية الأحداث كانت قد انطلقت الرواية من قارة أفريقيا، وقد كان ذلك الأمر جراء تأثر الكاتبة بالرحلة التي قامت بها مع زوجها الأول والذي يدعى ارشيبولد كريستي إلى القارة الأفريقية، وقد تم العمل على تحويل الرواية إلى نص مسرحية سنة 1931م، ولكن لم يتم تجسيدها على خشبة المسرح إلا في سنة 2013م في دولة كندا، كما تم تحويلها إلى رواية مصورة سنة 2007م.
وقد حملت الرواية حين تم تجسيدها إلى أفلام ومسرحيات سينمائية عالمية العديد من التغييرات في الأحداث والشخصيات من بينها إضافة شخصية سيدة تعرف باسم ماربل، ولكن في الحقيقة التي لم تكن موجودة في المسودة والنسخة الأصلية للرواية، كما طرأ على الرواية حين تمت ترجمتها إلى الغالبية العظمى من اللغات العالمية العديد من التغيرات في العناوين.
ففي أغلب الأحيان كانت تتم ترجمتها تحت عنوانها الأصلي والمشار إليه في هذه الرواية، وفي أحيان أخرى تمت ترجمتها تحت عنوان الجريمة الأخيرة، ولكن في الكثير من الأحيان كان يتم الحفاظ على العنوان الأصلي في بعض الترجمات وتغييره في ترجمات أخرى مثل (سر رسائل الحب) باللغة الفنلندية، وعنوان (الرسائل القاتلة) باللغة النرويجية، و (لغز في القصر) باللغة التركية، وعنوان (مذكرات ايرل) باللغة الألمانية.
رواية سر جريمة تشيمنيز
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية حول الشخصية الرئيسية، وقد كانت تلك الشخصية حول شاب يدعى انتوني كايد، وهو من الشباب الذين يعملون في مجال الإرشاد السياحي في إحدى الدول الأفريقية، وفي أحد الأيام التقى صدفة مع أحد أصدقائه المقربين والذي يدعى جيمس مكبراث، وفي تلك الأثناء طلب منه صديقه القيام بإيصال أحد الطرود إلى مدينة لندن، وقد كان يحتوي هذا الطرد على مجموعة من المذكرات والرسائل الخاصة بالوزير الأول والسابق لمملكة هيرزوسلوفاكيا، وبناء لإلحاح صديقه وافق انتوني القيام بالمهمة وإنجازها في أسرع وقت.
لقد كان الدافع القوي حول رغبة أنتوني في القيام بتلك المهمة هي المكافأة الكبيرة والضخمة التي تم عرضها عليه في حالة تكللت المهمة بالنجاح، ولكن لم تكن الأمور تسير بكل بساطة ويسر كما كان يتوقع أنتوني، إذ أنه حين وصول إلى مدينة لندن زاره شخص غريب وغامض، وقد كان ذلك الشخص ينتمي إلى إحدى العصابات الإجرامية، وفي تلك الأثناء قد تعرض كذلك إلى عملية سرقة من قِبل أحد الأشخاص الذي كان من أصول إيطالية، وقد كان الحصول على كتابات الوزير السابق هدف أكثر من جهة، فكل منهما يخطط من أجل أن تقع المذكرات بين يديه التي كانت بجعبة أنتوني.
وقد كانت الخطوة التالية في المهمة هو أن يقوم أنتوني بإيصال مذكرات ورسائل الوزير إلى فتاة شابة تدعى فيرجينيا رافيل، لكن ما تفاجئ به أنتوني هو أنها حين وصل إلى منزل فرجينيا وجد أمامه جثة الشخص الغامض ذو الأصول الإيطالية، وبعد العديد من التساؤلات لأهل المنزل اتضح أن هذا الشخص الغامض قام بسرقة إحدى الرسائل التي كانت تحمل توقيع باسم فيرجينيا، ثم سرعان ما توجه إلى منزل فيرجينيا وبدأ في ابتزازها وتهديدها بأنه سوف يقوم بفضحها في حال لم تقدم له مبلغ من المال لقاء صمته، وهنا ترضخ له فيرجينيا وتعطيه ما يطلبه من المال، كما أنها في ذلك الوقت قد وعدته بتقديم المزيد من المال له في وقت لاحق.
وحينما حان ذلك موعد ذلك الوعد جاءت لتعثر على ذلك الإيطالي متوفي قرب منزلها، وفي تلك الأثناء أنكرت فيرجينيا أي علاقة لها بتلك الرسائل، وهنا وجد أنتوني ورقة مكتوب عليها ملاحظة “تشمينيز 11.45″، وحين وصول أنتوني إلى ذلك المكان في الموعد المحدد سمع صوت إطلاق نار، وفي تلك اللحظة يتم إيجاد جثة تعود لأحد الأشخاص والتي بعد التعرف عليها تم التوصل إلى أنها تعود إلى أحد الأمراء الذي يعرف باسم مايكل، وهو ما كان وريث عرش مملكة هيرزوسلوفاكيا.
حيث أنه في ذلك الوقت كان يقيم في مدينة تشمينيز من أجل حضور حفلة كان يقيمها لورد يدعى كاتهام، وقد كان هذا اللورد أحد الأصدقاء المقربين من شخص سياسي يعمل في السلك الدبلوماسي البريطاني ويدعى جورج لوماك، والذي اتضح في وقت لاحق أنه من أحد أقرباء فيرجينيا، وخلال كل تلك الأحداث وجد أنتوني نفسه أحد المتهمين بارتكاب جريمة قتل، وفي تلك الأثناء ظهر أحد المشرفين والذي يدعى باتل، والذي بدوره تم تكليفه بالقضية، ولكنه كان غير مقتنع بأن أنتوني هو القاتل؛ وقد برر ذلك بأنه لا يملك أي دافع لقتل الأمير.
ومع مرور الوقت تزداد الأمور تعقيداً أكثر فـأكثر، حيث أنه حينما وصل أحد المحققين من دولة فرنسا، والذي كان السبب في قدومه هو البحث عن أحد الأشخاص المتهمين في إحدى قضايا السرقة ويدعى الملك فيكتور، حيث تم الحديث عنه بأنه قام بسرقة أحد الأحجار الكريمة المصنوعة من الألماس، والتي كانت موجودة في برج لندن، وخلال ذلك قام بإخفائها في مدينة تشمينيز، ولكنه لم يتم التوصل بعد إلى مكانها، إذ لحد تلك اللحظة كان مكانها مجهول.
وقد كانت تلك الحادثة منذ عدة سنوات، وقبل أشهر قليلة تم إطلاق سراح فكتور من السجن في مدينة باريس، وهنا صرح المحقق الفرنسي أنه يظن أن الملك فيكتور سوف يعود من جديد إلى تشيمنيز؛ وذلك من أجل استرجاع الجوهرة المخفية، كما كان يعتقد أن هذا السارق من المحتمل أن يكون أي واحد من الضيوف المقيمين في هذه المدينة، وعلاوة على ذلك كان أنتوني هو الآخر مهتم بالوصول والعثور على الملك فيكتور؛ وذلك لأنه كان يعتقد أنه من الممكن أن يكون هو ذاته القاتل الحقيقي، وأنه حيث الوصول له سوف يحصل على براءته من التهمة التي وجهت إليه.