قادت المفاهيم المختلفة للفلسفة الروسية العلماء إلى تحديد بدايتها في لحظات مختلفة من التاريخ ومع أفراد مختلفين، ومع ذلك قد يجادل قلة في أنّ هناك توجهًا دينيًا للفكر الروسي قبل بطرس الأكبر أي حوالي عام 1700 وأنّ الفلسفة المهنية والعلمانية التي يتم فيها النظر في القضايا الفلسفية بشروطها الخاصة دون الاستعانة بفائدتها، نشأت مؤخرًا نسبيًا في تاريخ البلاد الروسية.
نظرة عامة على الفلسفة الروسية:
يطرح مفهوم الفلسفة الروسية مشكلة ثقافية تاريخية، فلا يوجد إجماع حول الأعمال التي تشملها هذه الفلسفة والمؤلفين الذين قدموا مساهمات حاسمة، ولكن إلى حد كبير فإنّ المفهوم الأيديولوجي للفلسفة الروسية لما يشكل سماتها الأساسية لديه خيار الادراج ضمن الفلسفات، بينما في المقابل أدت المفاهيم المختلفة بالعلماء إلى تحديد بداية الفلسفة الروسية في أوقات مختلفة ومع أفراد مختلفين.
تشمل الفلسفة الروسية مجموعة متنوعة من الحركات الفلسفية، حيث بدأت الفلسفة الروسية ككيان منفصل في تطورها وذلك في القرن التاسع عشر والتي تم تحديدها في البداية من قبل معارضة الغربيين، وتم الدعوة إلى اتباع روسيا للنماذج السياسية والاقتصادية الغربية والسلافوفيل والإصرار على تطوير روسيا باعتبارها حضارة فريدة من نوعها.
ضمت المجموعة الأخيرة نيكولاي دانيلفسكي وكونستانتين ليونتييف مؤسسي الأوراسية الأوائل، التي منذ ذلك الحين أصبحت مناقشة مكانة روسيا في العالم أكثر السمات المميزة للفلسفة الروسية، ففي تطورها الإضافي تميزت الفلسفة الروسية أيضًا بالإرتباط العميق بالأدب والإهتمام بالإبداع والمجتمع والسياسة والقومية، وكان الكون والدين من الموضوعات البارزة الأخرى.
تأخر ظهور الفلسفة الروسية:
ومن الأفضل تناول الفكر الروسي دون تصورات مسبقة ثابتة حول طبيعة الفلسفة وحدودها الصحيحة، حيث إنّ ظروف الإضطهاد السياسي الشديد والتخلف الاقتصادي لا تؤدي إلى ازدهار الفلسفة كنظام نظري بحت، من ثم جاءت الفلسفة الأكاديمية متأخرة على الساحة الروسية، وأولئك مثل الكانطيين الجدد في نهاية القرن التاسع عشر الذين كرسوا أنفسهم لأسئلة الأنطولوجيا والمعرفة تم إدانتهم على نطاق واسع لفشلهم لمعالجة المشاكل الاجتماعية الملّحة في البلاد.
منذ مشروع التغريب لبطرس الأكبر كانت الفلسفة الروسية في المقام الأول من صنع الكتّاب والنقّاد الذين اشتقّوا مُثلهم وقيمهم من المصادر الأوروبية وركّزوا على الأخلاق والنظرية الاجتماعية وفلسفة التاريخ، في الاعتقاد بأنّ مثل ماركس وضعها في كتابه أطروحات حول فيورباخ، فقد كان الفلاسفة حتى الآن يفسرون العالم فقط بينما المهمة الآن هي تغييره.
ولَّد هذا الالتزام الإجتماعي العاطفي الكثير من التعصب العقائدي ولكنه أيضًا ألهم النزعة الأيقونية التي جعلها نيتشه محترمة فلسفيًا، فقد قام بإعادة تقييم القيم من منظور خارجي ساخر، حيث إنّ الإسهام الرئيسي للمفكرين الروس في الثقافة العالمية لم يتألف حتى الآن من الأنظمة ولكن في التجارب في نظرية وممارسة التحرر البشري.
والتي أدى بعضها إلى الثورة الروسية، في حين قدم البعض الآخر تنبؤات دقيقة بشكل ملحوظ عن طبيعة المدينة الفاضلة في السلطة مثل شخصية شيغالوف التي رسمها دوستويفسكي والتي بدءًا من مبدأ الحرية المطلقة، وصلنا من خلال تسلسل منطقي صارم إلى ضرورة الإستبداد المطلق، فقد تخصص الفلاسفة الروس في التفكير وأحيانًا التصرف في الآثار العملية للرؤى الأكثر إغراءً للحرية التي أنتجتها أوروبا على مدى المائتي عام الماضية.
فلاسفة الحضارة الروسية:
ومن بين الفلاسفة البارزين في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين:
- فلاديمير سولوفيف.
- فاسيلي روزانوف.
- ليف شيستوف.
- ليو تولستوي.
- سيرجي بولجاكوف.
- بافيل فلورنسكي.
- نيكولاي بيردييف.
- بيتريم سوروكين.
- فلاديمير فيرنادسكي.
من أوائل العشرينيات إلى أواخر الثمانينيات كانت الفلسفة الروسية تهيمن عليها الماركسية المقدمة على أنها عقيدة وليست أسبابًا للنقاش، لكن أدت عمليات تطهير ستالين التي بلغت ذروتها عام 1937 إلى توجيه ضربة قاتلة لتطور الفلسفة. فنجا عدد قليل من الفلاسفة المنشقين خلال الفترة السوفيتية من بينهم ألكسي لوسيف، حيث مهدت وفاة ستالين في عام 1953 الطريق لمدارس فكرية جديدة للظهور من بينها دائرة منطق موسكو ومدرسة تارتو موسكو السيميائية.