فلسفة برادلي في تهديد فلسفة المنطق للفلاسفة السابقين

اقرأ في هذا المقال


من الواضح أنّ الكثير من انتقادات برادلي لأسلافه ومعاصريه يعبر عن عداءه لنوع الذرية النفسية الواضحة في شكل متطرف في ديفيد هيوم ولكن يمكن العثور عليها بشكل متساوٍ في حسابات الحكم، وما اعترض عليه برادلي بشكل خاص بشأن مثل هذه الآراء هو أنّ التفاصيل (الأفكار) التي تعاملوا معها باعتبارها حقائق بحد ذاتها، والتي يُقال إنّ الأحكام تتكون منها ليست سوى بعيدًا عن كونها أفرادًا حقيقيين فهي مجرد أفكار مجردة من الحياة النفسية الكاملة المستمرة وغير قادرة على الوجود المستقل.

نقد برادلي في صحة المنطق لدى الفلاسفة السابقين:

هذه نسخة مبكرة من الشمولية التي كان لها منذ ذلك الحين العديد من الأتباع، ولكنه بعد ذلك يشير إلى أنّ الأحكام تتضمن أيضًا أفكارًا تجريدية، لأنّ موضوع أي حكم يكون بالضرورة منفصلًا عن خلفيته (على سبيل المثال عبر يوليوس قيصر نهر روبيكون وفصل النهر عن موقعه وفصل الجنرال عن جيشه) وهذه العملية تحرف بشكل حتمي الطريقة التي تسير بها الأمور بالفعل.

وهكذا فإنّ الاعتراضات التي نشرها برادلي ضد الروايات المضللة للمنطق بدأت الآن في تشكيل تهديد للمنطق نفسه من خلال تقويض نزاهة الأحكام التي تدخل في استنتاجاتها، وينهي المبادئ في سياق متشكك من خلال الإيحاء بأنّه لا يوجد حكم صحيح على الإطلاق ولا أي استنتاج صحيح تماما.

بالإضافة إلى مناقشته لطبيعة الأفكار والحكم والمراجع فإنّ التركيز الذي يوجهه لمفهوم الحقيقة هو طريقة رئيسية أخرى ساعد من خلالها في تشكيل جدول أعمال الفلسفة التحليلية اللاحقة، وفي هذه المرحلة بدأت محاولة برادلي لكتابة كتاب عن المنطق دون التورط في الميتافيزيقيا في الاستسلام لشكوكه حول مفهوم الحقيقة.

نظرية النسخ والترابط المنطقي:

وهو يرى أنّ المنطق يفترض مسبقًا نظرية تطابق الحقيقة (يسميها نظرية النسخ)، ولكن من الواضح أنّه يعتقد أنّ هذه النظرية غير كافية من الناحية الميتافيزيقية، حيث في الواقع يحشد ضدها أمثلة مضادة تعتمد على سبيل المثال الانفصال، والأمثلة المضادة التي يجب أن تنتظر نظرية وظائف الحقيقة قبل أن يتم استيعابها.

في مقالات عن الحقيقة والواقع يأخذ هذه الأفكار إلى أبعد من ذلك ويدافع عن هوية معرفة الحقيقة والواقع، ويرفض بشدة جميع البدائل بما في ذلك ليس فقط نظرية النسخ ولكن أيضًا أي فهم لمفهوم الحقيقة من حيث النجاح البراغماتي، وبالكاد يكون من الواضح أنّ برادلي يحمل نظرية هوية للحقيقة، وعلى الرغم من أنّه يعتقد عمومًا أنّه كان مؤيدًا لنظرية الترابط المنطقي للحقيقة (ويتم تحديده بشكل قياسي في الكتب المدرسية)، فإنّ هذا الاعتقاد الشائع هو في الأساس الأقل تضليلًا.

ومع ذلك فإنّ الجمع بين نظرية المعادلة المتطابقة وعقيدته الميتافيزيقية القائلة بأنّ الواقع هو كل موحد يتيح استنتاج الترابط المنطقي من آرائه كنتيجة، وهو نفسه يعتقد أنّ اختبار الحقيقة هو نظام وهو مفهوم ضمّن تحته ما هو المقصود عادة بالترابط المنطقي، وهذا ما يفسر سبب اعتقاده في كثير من الأحيان بأنّه مُنظِّر الترابط المنطقي، وقد يُعتقد أنّ هجومه الشهير على الفكرة الهيغلية القائلة بأنّ العقلاني هو الحقيقي، ولا يتفق مع اعتقاده بنظرية هوية للحقيقة، ولكن الاثنين متصالحان من خلال عقيدته عن درجات الحقيقة، وهي عقيدة يجب فهمها في سياق ما وراء الطبيعة.


شارك المقالة: