يمر الطفل بمرحلة من مراحل عمره يكون فيها أناني؛ ولا يحب أن يشاركه أي أحد ألعابه، ولكن علينا أن نعالج هذا الأمر بكل حكمة وهدوء، سنحكي في هذه القصة عن سمر الأنانية التي تصرّفت بأنانية مع أعز صديقاتها؛ فجاءت جدّتها وروت لها حكاية الأسد الأناني، ومنذ ذلك الوقت قرّرت سمر أن تترك هذا الطبع السيء.
قصة ألعاب سمر
سمر وفرح هما صديقتين يسكنان بجوار بعضهما البعض، وفي يوم من الأيام جاءت والدة فرح لزيارة جارتها والدة سمر، وكما في كل مرّة ذهبت فرح وسمر كي تلعبان مع بعضهما البعض، وكانت العادة أن سمر وفرح تتشاركان الألعاب سويّةً، ولكن فرح عندما طلبت من سمر أن تشاركها اللعب رفضت سمر ذلك بشدّة، وعندما سألتها عن السبب قالت لها سمر: أنا لا أحب أن يلعب أي أحد بألعابي الخاصّة.
شعرت فرح بالحزن الشديد وصارت تبكي، وذهبت تشتكي لوالدتها عن صديقتها سمر ورفضها مشاركتها الألعاب، كانت جدّة سمر تجلس مع والدتها ووالدة فرح في المجلس، وسمعت ما قالته فرح، وبعد انتهاء الزيارة ذهبت الجدّة لحفيدتها سمر ونادت عليها وسألتها: لماذا قمتِ بهذا التصرّف السيء يا ابنتي؟ لماذا منعتِ صديقتك فرح بمشاركتكِ الألعاب؟ قالت لها سمر: أنا لا أحب يا جدّتي أن يشاركني أحد ألعابي الخاصّة.
نظرت لها جدّتها نظرة استغراب وقالت: ولكن فرح تشارككِ ألعابها الخاصّة دائماً؛ فلماذا أنتِ لا تشاركيها ألعابك! قالت لها سمر: يا جدّتي ألعابي أنا قيّمة وثمينة وأخاف أن يحدث لها أي مكروه، ولكن الألعاب التي تمتلكها فرح رخيصة الثمن وليست ذات قيمة، ضحكت الجدّة وقالت لحفيدتها: لقد تذكّرت بكلامكِ هذا قصّة الأسد الأناني، قالت لها حفيدتها: ومن هو الأسد الأناني؟ قالت لها الجدّة: سأروي لكِ القصة.
في إحدى الغابات كان هنالك أسد صغير أناني لا يحب أي أحد أن يلعب معه أو يشاركه اللعب؛ وهذا لأنّه ابن ملك الغابة، ونتيجة هذا الكبر كانت الحيوانات لا تحبّه، وفي يوم من الأيام خرج الأسد الصغير ووجد القرد يلعب بكرة جميلة، شعر الأسد الصغير أنّه يريد اللعب مع القرد؛ فطلب منه أن يلعب معه، ولكن القرد رفض وقال له: أنت ابن ملك الغابة، وتمنع الجميع أن يلعب معك أو يشاركك أشيائك الخاصّة، وأنا لن أسمح لك باللعب معي.
بينما كان الأسد الصغير يتحدّث مع القرد إذ مرّ الفيل الصغير، فرح عندما رأى القرد يلعب بالكرة؛ فاقترب منه وطلب منه أن يلعب معه بالكرة، وافق القرد على مشاركة الفيل اللعب معه بكل فرح وسرور، صارت أصوات الضحك والمرح تتعالى بين القرد والفيل، أمّا الأسد الصغير فقد كان ينظر لهما باغتياظ شديد.
بعد ذلك مرّ الكلب وشاهد الفيل والقرد يلعبان بالكرة الجميلة، وطلب منهما أن يشاركهما اللعب؛ فوافق القرد على طلب الكلب، وصار الثلاثة يلعبون بالكرة الجميلة بكل سعادة وسرور، والأسد الصغير لا زال ينظر للقرد وأصدقائه بغيظ شديد، بعد مدّة من اللعب مرّ الحمار وشاهد الكلب والفيل والقرد يلعبون الكرة، وقف الحمار بقربهما وسأل: لمن هذه الكرة يا ترى؟ ردّ الكلب وقال: هذه الكرة هي لصديقنا القرد، لقد أحضرها من مكان بعيد، قال الحمار: يبدو أنّها كرة غالية الثمن وجميلة، هل تسمحون لي أن ألعب معكم؟
سمح له القرد أن يلعب معهم بكل سرور ، وهكذا كان كلّما مرّ أي أحد من الحيوانات يأتي ويشاركهم اللعب بالكرة، حتّى ظلّ الأسد الصغير وحيداً، عاد الأسد الصغير لوالده لأسد وصار يشتكي له ما حدث معه، فقال له الأسد والده: لماذا رفض القرد أن يشاركك اللعب؟ قال له الأسد الصغير: لأنّني أمنع الجميع من لمس ألعابي الخاصّة بي؛ فأنا ابن ملك الغابة.
نظر له والده الأسد وقال: ولكن يا بني لا يجوز لك فعل ذلك، نحن جميعنا سواسية، وأنت عندما تشارك الجميع ألعابك فهم سوف يشاركونك اللعب أيضاً، شعر الأسد الصغير بالندم الشديد، وقرّر أن يتوقّف عن طبع الأنانية، وعندما انتهت الجدّة من قصّتها قالت سمر لها: لقد فهمت مقصدك الآن يا جدّتي، وأنا الآن علي أن أذهب وأعتذر لصديقتي فرح قبل أن يحدث معي مثل ما حدث مع هذا الأسد الأناني. ضحكت الجدّة واحتضنت حفيدتها وقالت لها: أنا فخورة بكِ يا عزيزتي، ولن يحدث معكِ أي شيء عندما تقرّرين أن تتركي طبع الأنانية.