قصة السعادة والأصدقاء

اقرأ في هذا المقال


السكينة والسعادة تكمن في داخل الشخص، ولا تتأثّر بشكل المنزل أو السيارة أو الوظيفة التي يمتلكها الشخص؛ لذلك يجب علينا أن نركّز بجودة حياتنا وننظر للجانب المشرق، ولا نركّز على ما نمتلك، هذه الرسالة التي كان المدرّس يريد إيصالها لطلّابه القدامى اللذين اجتمعوا في منزله، وكانوا يشتكون ويتذمّرون من وظائفهم ورواتبهم وظروف حياتهم.

قصة الأصدقاء والقهوة

مريم وخالد ورضوان وعادل أصدقاء منذ أيام المدرسة، كبروا ودرسوا وحصل كل منهم على شهادة جامعية ووظيفة يعمل بها، وفي يوم من الأيام قابل أحد هؤلاء الأصدقاء وهو خالد مدرّسه القديم في المدرسة عن طريق الصدفة، وعندما أخبر أصدقائه بهذا الأمر فرحوا كثيراً؛ وقرّروا زيارته والاجتماع في منزله في يوم ما.

اجتمع الأصدقاء في منزل مدرّسهم القديم، ولكنّهم عندما بدأوا الحديث كان كلامهم عن الشكوى والتذمّر من سوء أحوالهم وعملهم وحياتهم، عندما سمعهم مدرّسهم وهم يشتكون بهذه الطريقة، ذهب إلى المطبخ ليعدّ لهم القهوة، وعندما عاد المدرّس وكان يحمل معه صينية الأكواب، كان كل كوب يختلف عن غيره؛ حيث كان منهم كوب مصنوع من الكريستال، وكوب من الخشب، ومن البلاستيك، ومنها مصنوع من المواد الرخيصة الثمن.

طلب المدرّس من طلّابه القدامى أن يختار كل منهم كوباً للقهوة، اختار أغلب الأصدقاء الأكواب المصنوعة من الكريستال أو الزجاج، وبقيت الأكواب المصنوعة من الخشب والمواد الرديئة في الصينية، نظر المدرّس لطلّابه وقال لهم: هل رأيتم، لم يتبقّ في الصينية سوى الأكواب رخيصة الثمن.

نظر الأصدقاء لبعضهم البعض ولم يفهموا مقصد المدرّس، فأكمل قائلاً: في الوقت الذي يبحث فيه الجميع عن الأفضل في الحياة، ينظر الشخص للمشكلة من الخارج ولم ينتبه إلّا للجزء السيء فيها ولا يستمتع بالجانب المشرق في حياته، هذا ما حدث الآن؛ فأنتم قمتم باختيار أفضل الأكواب، وفي حقيقة الأمر أن القهوة لها نفس المذاق في الأكواب كلّها، ولكن نحن لم ننتبه إلّا للأكواب من الخارج. هذا تماماً ما يحدث معكم؛ فأنتم تشتكون من وظائفكم وتقارنون أنفسكم بغيركم، ولكن جودة الحياة لا تختلف بالوظيفة أو المنصب.


شارك المقالة: