قصة الثعلب الماكر

اقرأ في هذا المقال


إنّ أغلب القصص والحكايات خاصّةً القصص المحكية للأطفال تكون أبطال القصة فيها من الحيوانات، ومن البديهي أن تتحدّث هذه الحيوانات حتّى يستطيع القارئ فهم المغزى من الحكاية، فعالم الحيوان وعالم الإنسان كلاهما يعيش بعالم تحكمه قوانين مشتركة، وتمجّد به الأخلاق الحميدة وتذم به الأخلاق السيئة، سنتناول عزيزي القارئ في هذه القصة عن ثعلب ذو طبع شرير ولكنّه ينال عقابه بنهاية القصة.

الثعلب الماكر:

في يوم من الأيام كان هنالك مجموعة من الحيوانات التي تعيش مع بعضها البعض في غابة مليئة بالهدوء والسكينة والسعادة الغامرة؛ حيث كانت هذه الغابة مليئة بجميع أنواع الحيوانات من ذئاب وثعالب ونمور وأسود وفيلة وحتى الأرانب، ولكن بحسب قوانين الغابة فيوجد دائماً بعض الحيوانات التي تتمنّى الشر ووقوع المشاكل فكان هنالك ثعلب ماكر يسعى وراء افتعال المشكلات دائماً؛ فهو لا يحب أن يرى الحيوانات سعيدة.

كان الثعلب الماكر يمشي في الغابة يوماً حتّى رأى أربناً صغيراً يمشي وهو يغني ويمسك بيده حبة من الجزر ويأكلها فناداه وقال له: تعال أيها الأرنب، فأجابه الأرنب: لا لن آتي فأمي قالت لي إنّك ثعلب ماكر، غضب الثعلب من كلام الأرنب وحاول أن يحتال عليه ليأتي إليه فقال له: أيها الأرنب أرجوك لا تصدق كل ما تسمع فأنا ثعلب مسالم ولكن كانوا يقولون ذلك عن أجدادي وأنا لست مثلهم فلن أؤذي أصدقائي، اعتقد الأرنب أنّه صادق بكلامه بينما كان الثعلب يحتال على الأرنب كي يسرق طعامه.

وافق الأرنب ومشى للثعلب الماكر مبتسماً، وما إن وصل الأرنب حتى قفز عليه الثعلب وأوقعه أرضاً وظهرت أنيابه القوية، خاف الأرنب وبدأ يصيح لكن الثعلب وضع قدمه على فمه وقال له: أمّك تقول لك الصدق فأنت لست صديقي، ويجب عليك أن تساعدني وإلّا قتلتك، قال له الأرنب: ماذا تريد مني أن أفعل؟ قال له: أريد منك أن تحضر لي الصيصان التي مع الدجاجة التي تسكن قرباً منك، وأريد منك أن تجلب لي في كل يوم صوص واحد.

عندما أفلت الأرنب من قبضة الثعلب هرب بعيداً حتى وصل منزله، وعندما وصل المنزل كان يبكي ويرتجف خوفاً فسألته أمه: ما بك يا ولدي؟ قال لها: لقد مسكني الثعلب وهددني إن لم أحضر له الصيصان التي بجوارنا فسوف يعاقبني بشدة، قالت له أمه: اهدأ يا بني هذا الثعلب الماكر يجب أن ينال جزاء أفعاله وسوف أنتظر أباك لكي نرى ماذا سنفعل معه.

عند عودة الأرنب الكبير أخبرته الأم ماذا فعل الثعلب الماكر مع أرنبها الصغير، فغضب كثيراً وقرّر الذهاب لأسد الغابة وأخبره بما فعل ذلك الثعلب، غضب الأسد من هذا الثعلب الذي لا يكف عن المكر لغيره وقرّر أن ينصب له فخّاً، وكان الفخ أن يمسك الأرنب الصوص ويذهب للثعلب حتى يأتي له، عندما جاء الثعلب للأرنب قال له الأرنب: لقد سمعت أن الأسد يمنعك من سرقة الصيصان فما قولك؟ أجابه الثعلب: ومن هو أسد الغابة حتّى يمنعني فأنا لا أحد يمنعني من ذلك.

فجأة ظهر الأسد وكان يختبئ هو والأرنب الكبير خلف شجرة، وعندما ظهر أراد الثعلب الهروب ولكن أصدقاء الأسد كانوا في حصاره فوقف أمامه وقال له: وهل تظن أننّي لا أستطيع منعك بالفعل؟ خاف الثعلب وتجمّد مكانه من شدّة الخوف وقال له الأسد: يجب أن نجعل هذه الحيوانات ترتاح منك ومن مكرك ويجب أن تسجن فهذه العقوبة المناسبة لك، تم سجن الثعلب حتى يعاقب على أفعاله وعاش الأرنب والدجاجة والصيصان وبقية الحيوانات جميعها السعادة والهدوء أخيراً بعد سجن الثعلب الماكر.


شارك المقالة: