قصة الحمار المغرور

اقرأ في هذا المقال


ينظر الشخص المغرور دائماً إلى غيره بأنّه مميّز، ولكنّه لا يعلم بأن كل مخلوق خلقه الله له ميزة مختلفة، وأنّه ليس الأفضل، هذا ما حدث مع الحمار المغرور الذي كان يسخر من غيره ويرى نفسه بأنّه الأفضل والأقوى؛ ولكن عندما تحدّته السلحفاة وطلبت منه السباحة عجز عن ذلك، شعر وقتها أنّه كان مخطئاً وأن لكل حيوان ما يميّزه عن غيره.

قصة الحمار المغرور

في إحدى الغابات يعيش الحمار كركش مع بقية الحيوانات، كانت الحيوانات تعيش في منازلها متجاورة وتتعاون دائماً مع بعضها البعض، كانت جميع الحيوانات تعيش مع بعضها بتواضع أيضاً ما عدا الحمار كركش الذي كان دائماً يشعر من حوله أنّه هو الأفضل؛ حيث دائماً يمشي في الغابة بتعالي وغرور ويقول: أنا الحمار أفضل الحيوانات، أنا أستطيع حمل الأثقال التي لا يحملها غيري.

وبينما هو كذلك إذ قابل الأرنب؛ فنظر الحمار نظرة ازدراء للأرنب وقال: أنت حيوان نحيل وهزيل ولا تقوى على حمل الأحمال مثلي، ثم سار بطريقة وقابل اللقلق فقال له: أنت أيّها الطائر المسكين ليس لك صوت، أمّا أنا فأستطيع أن أسمع بصوتي جميع الحيوانات، ثم قابل الحصان وقال له: أنت أيّها الحصان تعيش برفاهية ولست مثلي معتاد على تحمّل الظروف القاسية.

شعرت الحيوانات التي قابلها الحمار بالحزن من كلمات الحمار القاسية، والمليئة بالسخرية، وبينما كان الحمار كركش يمشي في الغابة بغرور كعادته، إذ قابل السلحفاة الحكيمة، تابع الحمار سخريته من السلحفاة أيضاً وبدأ يسخر منا ويخبرها بأنّها حيوان ضئيل وضعيف ولا يقوى على فعل شيء، بالإضافة إلى بطئها الشديد، كانت هذه السلحفاة حكيمة وعندما سمعت كلمات الحمار ابتسمت.

تفاجأ الحمار من ابتسامة السلحفاة ثم سألته: وهل تستطيع أيّها الحمار أن تسبح فوق الماء؟ كانت الحيوانات تقف وتستمع للحديث الذي يدور بينهما، وانتظرت أن تسمع لإجابة الحمار، شعر الحمار باحمرار الوجه لعجزه عن الردّ، ولكن غروره دفعه لأن يقول للسلحفاة: نعم أنا أستطيع ذلك، فطلبت منه أن يفعل ذلك أمام جميع الحيوانات.

سألته السلحفاة قبل أن يبدأ بالسباحة وقالت له: هل أنت متأكّد من أنّك لن تغرق؟ لم يهتم الحمار لكلامها وسرعان ما ذهب ليسبح، ولكنّه لم يستطع إكمال السباحة وسرعان ما بدأ يغرق، أسرعت الحيوانات لإنقاذه، وعندما خرج من الماء نظرت له السلحفاة وقالت: عليك أن تعلم أيّها الحمار أنّه لكل حيوان قدرات ومهارات تميّزه عن غيره، وعليك أن تتوقّف عن غرورك وتعاليك على الآخرين.

أكملت السلحفاة قائلة: منّا من يستطيع السباحة، والآخر الطيران أو الزحف، عليك أن لا تقلّل من قيمة غيرك، شعر الحمار بالخجل وقرّر أن يعتذر من جميع الحيوانات، وعاد إلى الغابة وصار يتعامل مع الجميع بتواضع وعاشت الحيوانات معاً بسعادة.


شارك المقالة: