قصة الحمار والطاولة والعصا أو (The ass, the table and the stick) هي حكاية فولكلورية إنجليزية، للمؤلف جوزيف جاكوبس، والتي نُشرت عام 1892، ونشرها أبناء جي بي بوتنام.
الشخصيات:
- جاك.
- والد جاك.
- العجوز.
- النجار.
قصة الحمار والطاولة والعصا:
كان هناك في يوم من الأيام فتى يُدعى جاك، وكان غير سعيد في المنزل بسبب سوء معاملة والده، لدرجة أنّه قرر الهرب والبحث عن مكان آخر للعيش فيه في العالم الواسع، وركض حتّى لم يعد قادرًا على الركض، حتّى وصل مباشرة أمام امرأة عجوز صغيرة كانت تجمع العصي، كان يتنفس بشدة لدرجة أنه لم يستطع التكلم أمامها بكلمة، لكنّ المرأة كانت محبة وطيبة، وقالت في نفسها أنّه يبدو أنه فتى جيد.
لذلك استخدمته خادمًا لها، ودفعت له جيدًا مقابل خدمتها، فوافق لأنّه كان جائعًا جدًا، وأحضرته إلى منزلها في الغابة حيث خدمها لمدة اثني عشر يومًا، وعندما مرّ عام في خدمتها، نادته وقالت له إنّهاحضّرت له أجرًا جيدًا، لذا فقد قدمت له حماراً من الإسطبل، ولم يكن عليه سوى سحب أذني الحمار ليجعله يبدأ في الحال في التحرك، ولمّا نَهَق، ألقى من فمه ستة قروش من الفضة ونصف تيجان وجنيه ذهب.
كان الصبي مسرورًا بالأجر الذي تقاضاه من العجوز، وركب بعيدًا حتى وصل إلى نزل، وهناك أمر بإحضار أفضل ما لديهم من طعام وشراب، وعندما رفض صاحب النزل خدمته وتقديم الطعام له دون أن يدفع له مقدمًا، ذهب الصبي إلى الإسطبل وسحب أذني الحمار وحصل على مبلغاً كبيراً من المال، كان المضيف قد شاهد كل هذا من خلال صدع في الباب، وعندما حلّ الليل وضع حمارًا آخر واستبدله بحمار جاك الثمين، دون أن يعرف الشاب المسكين.
لذلك دون أن يعرف جاك أنه تم إجراء أي تغيير، انطلق في صباح اليوم التالي إلى منزل والده، في تلك الأثناء كان هناك بالقرب من منزل والديه حيث سكنت أرملة فقيرة مع ابنتها الوحيدة، كان جاك والفتاة أصدقاء جيدين ومحبين حقيقيين، ولكن عندما طلب جاك الإذن من والده للزواج من الفتاة، كان رده: ولكن أنت لا تملك أبدًا المال اللازم لتتزوج وتكون أسرة.
فقال الفتى: لدي هذا المال يا أبي، وذهب إلى الحمار وسحب أذنيه الطويلتين، ثمّ كرر السحب حتّى خرجت إحدى أذني الحمار في يديه دون جدوى، في تلك الأثناء بينما كان والده يراقب ما فعله بالحمار، التقط الأب شوكة قش وضرب ابنه وطرده خارج المنزل، إعتقاداً منه أنه يهزأ به، فركض جاك بأقصى سرعة يقدر عليها، وركض حتى وقع على باب أحد البيوت، وفتحه.
وكان هناك في الداخل ورشة نجارة، قال النجار: أنت فتى جيد، اخدمني إذا أردت لمدة اثني عشر شهرًا ويومًا وسأدفع لك جيدًا، فوافق، وخدم النجار لمدة عام ويوم، فقال السيد: الآن سأعطيك أجرك، وقدم له منضدة، وأخبره أنه لم يكن لديه سوى أن يقول: أيتها المائدة، جهزي الطعام، وفي الحال سيظهر كثير من الأكل والشرب أمامك.
ربط جاك الطاولة على ظهره، وذهب معها بعيدًا حتى وصل إلى النزل، وصاح: حسنًا، أيها المضيف جهز عشاء اليوم، وليكن العشاء الأفضل، فقال المضيف: آسف جداً، ولكن لا يوجد شيء في المنزل سوى لحم الضأن والبيض، فصاح جاك: لحم الضأن والبيض بالنسبة لي لا شيء! يمكنني أن أحضر أفضل من ذلك.
تمّ فرش الطاولة بالديك الرومي والنقانق ولحم الضأن المشوي والبطاطا والخضروات، ففتح المضيف عينيه، لكنه لم يقل شيئًا، وفي تلك الليلة، أحضر من علية منزله طاولة تشبه إلى حد كبير طاولة جاك، واستبدلها، وفي صباح اليوم التالي حمل جاك الطاولة التي لا قيمة لها على ظهره وذهب بها إلى المنزل، وعندما وصل قال: والآن يا أبي، هل يمكنني الزواج من فتاتي التي أحبها؟
أجاب الأب: ليس إلا إذا كنت تستطيع جمع المال للزواج بها، فصاح جاك: انظر هنا! أبي لدي طاولة تقوم بجميع الأعمال الخاصة بي، وتقدم لي الطعام متى أريد، قال الرجل العجوز: دعني أراها، فوضعها الفتى في منتصف الحجرة وأمرها بتجهيز الطعام، ولكن دون جدوى، ظلّت المائدة عارية، وفي حالة من الغضب، أمسك الأب بالمدفأة من الحائط وألصقها بظهر ابنه.
حتّى فر الصبي وهو يصدر عويلًا من المنزل، وركض حتى وصل إلى نهر وسقط فيه، فحمله رجل ثمّ أخرجه وأمره بمساعدته في بناء جسر فوق النهر، وذلك برمي شجرة عبره، لذلك صعد جاك إلى أعلى الشجرة وألقى بثقله عليها حتّى أنّه عندما قطع الرجل الشجرة من جذورها، سقط جاك ورأس الشجرة على الضفة الأبعد، قال الرجل: شكراً، والآن سأدفع لك مقابل ما فعلته.
ثمّ قام ومزق غصنًا من الشجرة وجعلها في شكل عصا بسكينه، ثمّ قال له: خذ هذه العصا، وعندما تقول لها ارفعي أيتها العصا واضربي، عندها ستدمر أي شخص يغضبك، شعر الصبي بسعادة غامرة لإحضار هذه العصا، فذهب معها بعيدًا إلى النزل، وبمجرد ظهور المضيف قال جاك: ارفعي أيتها العصا واضربيه! وعلى الفور طارت العصا من يده وضربت المضيف على ظهره.
ولفت حول رأسه، وكدمت ذراعيه وضلوعه حتّى سقط وهو يئن على الأرض، ولا تزال العصا تجتاح الرجل الساجد، ولم يوقفها جاك حتّى استعاد الحمار والطاولة المسروقين، ثمّ ركض إلى المنزل على مؤخرته، والطاولة على كتفيه، والعصا في يده، ولمّا وصل إلى هناك وجد والده ميتًا، فجاء بحماره إلى الإسطبل وشد أذنيه حتى ملأ جيوبه بالمال.
وسرعان ما عُرف من خلال البلدة أنّ جاك عاد وهو يمتلك الثروة الكبيرة، وبناءً على ذلك، وضعت جميع الفتيات في المكان قبعاتهن وقال جاك: الآن، سأتزوج من أغنى فتاة في المكان، لذا غدًا ستأتين جميعكنّ أمام منزلي ونقودكن في مآزركن، وفي صباح اليوم التالي كان الشارع مليئًا بالفتيات اللواتي يرتدين مآزر وفيها ذهب وفضة، لكنّ حبيبة جاك كانت من بينهن، ولم يكن لديها ذهب ولا فضة.
ولا شيء سوى بنسين من النحاس، هذا كل ما لديها، فقال لها جاك: قفي جانباً، بما أنّه ليس لديك فضة ولا ذهب، ابتعدي عن البقية، أطاعت الفتاة أوامره، وسالت الدموع على خديها، ولكن ملأ جاك مئزرها بالماس، وعندها صاح جاك قائلاً: أيتها العصا اضربيهن! عندئذ قفزت العصا، وركضت على طول صف الفتيات، وطرقت رؤوسهن جميعًا وتركهن بلا حراك على الرصيف، ثمّ أخذ جاك كل أموالهن ووضعها في حضنها، وقال: والآن يا فتاتي، أنت الأغنى وسوف أتزوجك.