من أرقى الصفات والمشاعر هي الإخلاص، فهو شعور سامي، سنحكي في قصة اليوم عن خلد كان ينزعج من أشعة الشمس؛ فأراد رميها بالسهم لإيذائها، سمعته الضفدعة وكانت مخلصة للشمس فقامت بتحذيرها؛ لهذا السبب كافأت الشمس الضفدعة وعاقبت الخلد بعدم مشيه فوق الأرض.
قصة الخلد والشمس:
كان هنالك خلد يسكن في جحر في مكان ما، كان هذا الخلد لا يحب فصل الصيف؛ حيث ينزعج كثيراً من أشعة الشمس القوية، لأنّها تتسبّب في الحرارة العالية، وفي يوم من الأيام خرج الخلد من جحره ماشياً ليبحث عن طعام، في هذا اليوم كانت أشعة الشمس ساطعة بقوّة؛ فغضب كثيراً وقرّر أن يفعل شيئاً.
كان يحدّث نفسه ويقول: إن استمرّت أشعة الشمس في إزعاجي فسوف أعاقبها؛ حمل الخلد الرمح والسهم وكان عازماً على ضرب الشمس ظنّاً منه أن هذا سيؤذيها، وذهب وجلس فوق أحد الأشجار العالية جدّاً.
في هذه الأثناء كان هنالك ضفدعة برية تعيش على الأرض، وسمعت ما كان هذا الخلد يحدّث نفسه، وشاهدته وهو يحمل السهم وينوي شرّاً بالشمس؛ فشعرت بالخوف وقالت في نفسها: ما هذا الخلد الشرير والغبي؟ نحن لا نستطيع العيش بدون الشمس؛ فهي جزء مهم وأساسي كي نبقى على قيد الحياة، لا بد أن أذهب وأقوم بتحذير الشمس منه.
أسرعت الضفدعة وقالت للشمس: أيتها الشمس هذا الخلد لا يحبك وهو ينوي بكِ الشر، ويريد أن يرميكِ بسهمه، غضبت الشمس كثيراً من تصرّف هذا الخلد غير المبرّر وقالت: سوف أعاقب هذا الخلد وأمنعه من المشي فوق الأرض التي أمتعها بأشعتي، ومنذ ذلك اليوم ظلّ الخلد يمشي تحت الأرض؛ لأن الشمس عاقبته على تصرّفه.
شعرت الشمس كذلك أنّها تريد مكافأة الضفدعة لإخلاصها لها وقالت لها: أيتها الضفدعة سوف أكافئك لأنكِ أخبرتني بنية الخلد، وسوف أجعل المياه غير باردة وغير ساخنة وأجعلها فاترة؛ حتى تضعين البيض متى شئتِ، حتّى وإن كان الطقس بارداً، وفي أحد الأساطير تقول أنّ أنثى الضفادع للآن عندما تضع بيضها في الماء يصبح فاتراً، أمّا الخلد فلا يستطيع المشي تحت أشعة الشمس.