يجب علينا أن نعلّم أطفالنا أن لكل مرحلة من مراحل الحياة قيمتها ومتعتها، ويجب علينا أن نقدّر قيمة الوقت ونحاول استغلاله؛ فالوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك، سنحكي في قصة اليوم عن ولد كان مهملاً في حياته، وكان دائماً يفكّر كيف سيكون في المستقبل ونسي اللحظة التي يعيشها، وجد خيوطاً سحرية ساعدته أن يرحل إلى مستقبله، ولكن عندما ندم وأراد العودة لم يستطع ذلك ومات حزيناً.
قصة الخيط السحري:
كان هنالك أمير صغير يعيش مع والده في القصر، كان هذا الأمير ولد كسول جدّاً ولا يحب الدراسة أو المذاكرة، وكان والده دائماً يقوم بتوبيخه على ذلك، ولكن دون جدوى، في يوم من الأيام اقترب هذا الولد من النافذة فوجد بكرة عليها الخيوط الذهبية.
فرح الولد بها وعندما اقترب قالت له البكرة: لقد سمعت أنك تريد أن تصبح شابّاً بسرعة، أنا أستطيع مساعدتك، تعجّب الأمير منها وقال: وكيف ستساعديني؟ قالت له: إن أنت سحبت هذه الخيوط فسوف تتقدّم بالعمر بسرعة، ولكن عليك أن تعلم أن هذه الخيوط عندما يتم سحبها فلا تستطيع إعادتها.
لم يكترث الأمير الصغير لقول هذه البكرة، ودفعه الفضول لأن يستكشف مستقبله؛ فبدأ بسحب هذه الخيوط فأصبح شابّاً، وعندما سحبها مرةً أخرى رأى التاج على رأسه، فصرخ وقال: أنا ملك أنا ملك، لم يكتفِ بذلك بل قال للبكرة: أرجوكِ أيتها البكرة أريد أن أرى زوجتي وأولادي كيف سيكون شكلهم، فما كان منه إلّا أن سحب الخيط مرةً أخرى.
رأى أمامه امرأةً جميلة وثلاثة من الأطفال، وكان الأولاد يتميّزون بالجمال والسمنة، بعد ذلك دفعه الفضول ليرى مستقبل أولاده؛ فسحب الخيط من جديد، ولكن لاحظ أن يده أصبحت شاحبة وضعيفة الحركة، وعندما نظر لوجهه بالمرآة وجد نفسه قد أصبح عجوزاً طاعناً في السن.
رأى نفسه قد أصبح ضعيفاً ومريضاً، سرعان ما ذهب إلى البكرة وأراد أن يعيد الخيوط بها، ولكن ذكّرته بأنّه أمر مستحيل، شعر وقتها بالندم الشديد لذلك، وقال في نفسه: ماذا فعلت، أنا لم أعش بسعادة ولم أعش أهم لحظات حياتي، بل أردت فقط أن أتجاهلها لأعرف المجهول، كيف سأستعيد الوقت الذي ضاع.
عاش العجوز فترةً قصيرة في مرضه ثم مات حزيناً، ولم يتذوّق طعم الحياة ولم يعرف قيمة الوقت، وتجاهل هذا كلّه حتى خسر حياته ومات.