من أهم الأمور التي يجب على الأطفال أن يتعلّمونها هي إطاعة أوامر الأكبر منهم سنّاً والسماع لنصائحهم وخصوصاً الأهل، وسنحكي في قصة اليوم عن غزال نصحه صديقه بعدم الذهاب لوحده، ولكنّه لم يلتفت لنصيحة صديقه؛ فحدث معه موقف أدرك من خلاله أهمية السماع لنصائح الغير.
السمكة الصغيرة والغزال:
في يوم من الأيام كان هنالك غزال يسير مع قطيع من الغزلان وفي أثناء سيره وجد أن الجو جميل فقرّر أن يمشي لوحده، ولكن كان له صديق عزيز ونصحه أن لا يبتعد عن القطيع خوفاً عليه، وحذّره أن يمشي لوحده لكي لا يتعرّض للخطر، فربّما يواجه يعض الحيوانات المفترسة، أو من الممكن أن يلاحقه بعض الصيادين لاصطياده وقتله.
لم يلقي الغزال لكلام صديقه أي اهتمام وتابع مسيره، وصل إلى البحر وكان يحب أن يمشي بجانب شاطئ البحر كثيراً، فوقف هناك وبدأ يتأمّل أمواج البحر المتتابعة، وبينما هو يراقب الأمواج رأى سمكة صغيرة بينها، وقامت هذه الأمواج بنقل السمكة الصغيرة إلى الشاطئ، وكان هو يراقب هذا المشهد ويعتبره مشهداً جميلاً، شاهد السمكة الصغيرة وهي تحاول أن تعود للبحر ولكنّها لم تكن قادرة على ذلك.
كانت هذه السمكة الصغيرة تمشي على الرمال وتصارعها من أجل العودة للبحر ولكن كان الأمر مستحيلاً؛ فهي صغيرة الحجم وليس لديها القوّة الكافية لمواجهة الرمال فبدأت تدعو الله أن ينجّيها من الموت؛ فهي عند بقائها بعيدة عن الماء لفترات طويل فحتماً ستموت.
بينما كانت السمكة على الشاطئ إذ سمعت رجلين يتحدّثان مع بعضهما البعض، وكانا يشيران إلى الغزال الموجود على الشاطئ ويخططّان لصيده، على الرغم من أنّها كانت تصارع من أجل حماية نفسها من الهلاك إلّا أنها شعرت بحزن تجاه هذا الغزال المسكين؛ فبدأت تتحرّك أكثر وتحاول الوصول إليه لتخبره لكن دون فائدة.
لاحظ الغزال أن السمكة تتحرّك بشكل كبير ومتكرّر أيضاً؛ فقرّر الذهاب إليها كي يحاول مساعدتها، وعندما وصل لها ابتسمت له السمكة فرحاً وأرادت إخباره بما سمعت وتنصحه بالعودة إلى موطنه، وقبل أن تبدأ السمكة بالتكلّم قال لها: أيّتها السمكة الصغيرة أنا أشعر بمعاناتكِ وسوف أساعدكِ للرجوع إلى البحر، فقالت له: شكراً لك أيها الغزال ولكن قبل أن تساعدني يجب أن أخبرك بأمر ما.
أخبرته السمكة عن الرجلين اللذين ينويان اصطياده؛ فهنالك واحد يراقبه والآخر ينوي الصيد، فأسرع بمساعدتها كي يسرع هو في عودته إلى موطنه، وعندما عاد الغزال ذهب إلى صديقه وشكره واعتذر له عن عدم الاستماع إليه وعدم أخذه بنصيحته؛ فقال له صديقه: لا بأس أيها الغزال لا بد أن الله قد أرسلك إلى السمكة الصغيرة لتنقذها، وقامت هي بإنقاذك لأنّك ساعدتها وكنت غزالاً طيّباً، ولكن لا بد لك أن تكون حذراً في المرات القادمة ولا تذهب لوحدك.