الصدق هو من الأخلاق الحميدة والمبادئ الأساسية التي يجب على الطفل أن يتعلّمها، ويجب على الطفل أن يدرك أن الصدق هو المنجاة حتّى وإن كان قول الحقيقة أمر صعب، وسنحكي في قصة اليوم عن ولد قام بفعل خاطئ فجاء ولد آخر وقال له أن يكذب على أمّه حتى ينجو من العقاب؛ ولكن هذا الولد كان خلوقاً وقرّر قول الحقيقة فنجا بصدقه من عقاب أمّه وكانت فخورة به.
قصة الصدق منجاة:
في مرّة من المرّات أعطت أم غالب لابنها غالب نقوداً، وطلبت منه أن يذهب لمحل الألبان وقالت له: يا بني اذهب لمحل الألبان وأحضر لنا لتراً من الحليب ولكن يجب عليك أن تكون حذراً في طريق العودة فلا تلعب أو تركض كي لا ينكسر الإبريق.
قال لها غالب: حسناً يا أمي سأفعل ما تطلبين، ذهب غالب لشراء الحليب وفي طريق عودته شاهد جمع من الناس يتحدثّون؛ فدفعه الفضول كي يذهب ويكتشف الأمر، ولكن أثناء سيره انزلقت قدمه ووقع على الأرض؛ فانكسر الإبريق الذي يحمله بيديه وانسكب الحليب على الأرض.
حزن غالب لما حدث له وبدأ بالبكاء، لم يكن يعرف ماذا سيفعل فهو وعد أمّه أن لا يلعب أو يتوقّف ولكنّه خالف أمرها، شاهده ولد في الشارع فجاء وسأله: لماذا تجهش بالبكاء؟ فأخبره أنّ أمّه تنتظره حتى يعود بإبريق الحليب ولكنّه خالف أمرها وتوقّف وسال منه الحليب كله.
نظر الولد إليه وفكّر بحيلة كي ينقذه فقال له: أنا لدي الحل اذهب لأمك وأخبرها أنّك أثناء سيرك في الطريق قد صدمك شخص وأوقع الإبريق منك وبهذا لن تعاقبك على فعلتك، نظر له غالب وقال له بغضب: وهل تريد منّي أن اكذب على أمّي، أنا لا أستطيع الكذب بل سأذهب وأخبرها بما حدث مهما كان عقابي.
خجل هذا الولد وطأطأ رأسه على الأرض، وتعجّب من صدقه وخلقه الحسن، عاد غالب للمنزل وأخبر أمّه بما حدث ولم يشعر بالخوف بل تحدّث بكل شجاعة، وبعد ما أخبر أمّه بما حث شكرته أمّه لصدقه وسامحته.
أخبر غالب أمّه أيضاً بما قاله له الولد الذي رآه بالشارع، وأخبرها أنه رفض أن يكذب عليها لكي ينجو من العقاب؛ فزاد فخرها وإعجابها بابنها وقالت له: يا بني أنا سوف أسامحك ولكن عليك أن تكون حذراً في المرّات القادمة واعلم يا بني أن الصدق دائماً هو المنجاة.