طريق النجاح ليس سهلاً، بل يجب على الإنسان أن يصارع ويكون لديه الإرادة والإصرار لتحقيق ما يريد، سنحكي في قصة اليوم عن طفل يحب الفراشات، وكان يراقب دودة حتى تخرج من شرنقتها، ولكنّه عادى الطبيعة وساعدها على الخروج سريعاً، ظن أنّه ساعدها بذلك ولكنّه سبّب لها الضرر دون أن يعلم.
قصة الفراشة:
كان هنالك طفل يحب الفراشات كثيراً واسمه خالد؛ فهو يستمتع بشكلها وألوانها المتنوّعة المبهجة، وكان خالد كلّما رأى فراشة من الفراشات يجلس يتأمّل بها، وعندما يعود لمنزل يشعر بأن يومه كان سعيداً بسببها، وفي يوم من الأيام وجد شرنقة صغيرة، والشرنقة هي أول مرحلة من مراحل تكوين الفراشة، وتكون بها الفراشة لا تزال كالدودة الصغيرة.
فرح خالد بها كثيراً، وجلس يتأمّل منظر هذه الدودة كيف ستكبر وتتحوّل من دودة قبيحة الشكل إلى فراشة جميلة زاهية الألوان؛ حيث كان هنالك ثقب صغير على الشرنقة ساعد خالد على مراقبة الدودة، كانت هذه الدودة تبذل جهداً كبيراً في محاولة الخروج من الشرنقة، وكان منظرها لافت للنظر.
أمضى خالد الوقت الطويل في مراقبة هذه الدودة، ما يقارب العشر ساعات أو أكثر، كانت الدودة خلال هذا الوقت تصارع من أجل شق طريقها لتكبر وتعيش حياتها كفراشة؛ حيث الثقب الموجود على الشرنقة صغير جدّاً.
بدأ خالد يشعر بالملل في انتظار تلك الفراشة؛ فهي أمضت وقتاً طويلاً ولم تستطع التقدّم سوى خطوة صغيرة فقط، ولم تخرج من الثقب؛ فظنّ أنّ هذه الفراشة قد بذلت كل ما وسعها في ذلك وأنّها توقفّت عن المحاولة، وبدأ يفكّر في تقديم المساعدة لها؛ فهو يحب الفراشات كثيراً لأنّها تحرّك به العواطف.
ذهب خالد وأحضر مقص صغير، وقرّر أن يقوم بتوسعة الثقب الصغير لمساعدتها على الخروج، انتظرها قليلاً ولاحظ أنّها تقدمّت واستطاعت الخروج منها وأصبحت فراشة؛ ولكن كان هنالك شيئاً غريباً في شكلها جعلها لا تبدو كباقي الفراشات.
فرح خالد كثيراً بمساعدة الفراشة في الخروج من شرنقتها، ولكن كانت هذه الفراشة لا تبدو جميلة؛ حيث الأجنحة صغيرة وجسمها متورّم وبالكاد تستطيع حمل نفسها، شعر أنّه ساعدها أن تخرج من دون جهد أو تعب.
لم يكن خالد يعلم أن هذا الصراع الذي كانت تقوم به الدودة هو عبارة عن جهد يساهم في تخلّصها من السوائل الموجودة بجسمها، وبالتالي يخف وزنها وتكبر أجنحتها وتستطيع الطيران؛ لذلك بقي بانتظار أن تطير هذه الفراشة ولكنّها لم تستطع ذلك.
حزن خالد على الضرر الذي سبّبه لتلك الفراشة؛ فهو كان يقصد مساعدتها، لكنّه لم يكن يعلم بقانون الطبيعة والحياة وهو على الشخص أن يصارع ويبذل قصارى جهده حتى يستطيع النجاح والتقدّم.