قصة القرد العنيد

اقرأ في هذا المقال


من أسوأ الصفات التي قد يتصّف بها البعض هي العناد؛ فيجب على الإنسان الاستماع لنصائح غيره، فربّما يعلمون ما لا يعلمه هو، سنحكي في قصة اليوم عن قرد عنيد جدّاً كان ينوي الذهاب إلى مكان مجهول؛ فنصحه أصدقائه بعدم الذهاب، وبسبب عدم استماعه لهم ندم كثيراً وأصبح سجيناً بين الأقفاص.

قصة القرد العنيد:

كان هنالك مجموعة من القرود تعيش في الغابة بين الأشجار الكثيفة والطويلة، وكان من بين هذه القرود قرد واسمه يامن، القرد يامن كان مميّزاً جدّاً عن بقية القرود؛ حيث كان لديه مهارة عالية في تسلّق الأشجار الطويلة، وكان ينتقل من شجرة إلى أخرى ببراعة شديدة، جميع أصدقائه القرود كانوا دائماً يمدحون هذه المهارة العالية لديه.

كان القرد سعيد بهذه المحبة المحاط بها من جميع أصدقائه، ومن الأمور المعتادة أن يأتي بجوار القردة طائر الهدهد، ويبدأ برواية القصص والحكايات، وفي إحدى الأيام حط الهدهد بجانب القرد يامن وبدأ برواية قصة غريبة وعجيبة؛ حيث بدأ بوصف مكان ما، وهذا المكان تعيش به الحيوانات التي تقوم البشر بخدمتها وحراستها أيضاً، وهو محاط بالأسوار العالية جدّاً.

كان القرد يستمع لهذه القصة بفضول كبير، ويفكّر ويسرح بخياله، لاحظت جميع القردة تفاعل القرد يامن الكبير مع قصة الهدهد وهو يتحدّث عن هذه الحيوانات التي تعيش برفاهية كبيرة، أدركت القرود أنّه لا بد أن القرد يامن يتخيّل نفسه في مكان هذه القرود؛ فهو يحب الراحة والحياة المرفهّة.

نظر له أحد القردة وقال: يا أيها القرد احذر من تفكيرك في الذهاب والسفر إلى هذا المكان؛ فالحيوان لا يعيش براحة إلّا في موطنه وغابته وبين أصدقائه، ولكن بدا على القرد يامن أنّه لا يستمع حتّى لقولهم، وهو مستمر بخياله الواسع، عندما أكمل الهدهد قصّته قال للقرد ميمون: أنا أريد تحذيرك أيضاً من الذهاب لهذا المكان؛ فهو موحش جداً ويجب عليك السير إليه مسافات طويلة.

كان القرد يامن شديد العناد ولم يستمع لكلام أي منهم، ولم يأبه لآرائهم، وقرّر أن يسافر لهذا المكان الذي أثاره الفضول لمعرفته وزيارته؛ بدأ بالقفز من شجرة إلى شجرة والقردة تصيح وتنادي عليه، ولكنّه لم يتوقّف واستمر بالقفز حتّى قرّر الهدهد أن يتبعه خوفاً عليه من المخاطر التي سيواجهها في طريقه.

عندما بدأ القرد يامن بالشعور والتعب من طول المسافات ومن قفزه بين الأشجار، نوى أن يجلس على إحدى فروع الشجر كي يستريح قليلاً، وكان الهدهد لا يزال يتبعه، عندما جلس شعر أنّه شديد الجوع والعطش، فبدأ يلتفت يميناً وشمالاً كي يبحث عن شيء ليأكله، وعندما التفت للأسفل وجد بعض الموز الملقى على الأرض، فرح كثيراً وأراد أن ينزل للأسفل كي يلتقطه.

حذرّه الهدهد من النزول كي لا يقع في أي خطر أو مأزق، ولكن لشدّة جوعه قرّر النزول فوراً، وعندما نزل تعثّر قبل أن يلتقط الموز، وفجأةً وجد نفسه بين الشباك؛ فقد كان هذا الموز الملقى على الأرض هو فخ نصبه أحد الصيادين لاصطياد القردة، بدأ القرد يامن يصرخ ويحاول أن يخلّص نفسه من هذه الشباك ولكن دون جدوى.

كانت حبال الصيد غليظة جدّاً ولم يستطع حتّى تمزيقها، وفجأةً وجد القرد يامن نفسه داخل أحد الأقفاص التي كان يسير بها هذا الصياد، وعندما وصل لسيارته وضع هذا القفص بجانب أقفاص أخرى، وكان بها حيوانات أخرى كان هذا الصياد قد اصطادها من الغابة مثل: الطيور والغزلان وغيرها.

سار الصياد إلى مكان بعيد جدّاً وغير معروف، وأسرع الهدهد كي يخبر القردة بما حصل للقرد يامن، حزنت القردة حزناً كبيراً لما حدث لهذا القرد، وشعر الهدهد أنّه قد يكون السبب في ذلك لأنّه هو صاحب الرواية التي سار هذا القرد من أجلها، ولكن القردة لا حيلة لها لإنقاذه؛ فقد كان الصياد قد أخذه وذهب بعيداً.

طلبت القردة من طائر الهدهد أن يطير ويحاول البحث عن القرد يامن، واستطاع في نهاية الأمر أن يجده؛ فقد كان في إحدى الأقفاص التي توجد في حدائق الحيوان، ووجده حزيناً والأطفال من حوله يلقون له الموز، فقرّر أن يزوره من فترة إلى فترة، وأخبر الهدهد أنّه نادم جدّاً على عدم سماعه لنصائح أصدقائه ونصيحته هو أيضاً.


شارك المقالة: