قصة باتشا والتنين

اقرأ في هذا المقال


قصة باتشا والتنين أو (Batcha and the Dragon) هي قصة خيالية للكاتب باركر فيلمور، مؤلف كتاب (The Laughing Prince) كان جامعًا ومحررًا للحكايات الخيالية من الحكايات التشيكوسلوفاكية والفولكلور السلافي.

 الشخصيات:

  • باتشا.
  • ملك الأفاعي.
  • الساحر.

قصة باتشا والتنين:

ذات مرة كان هناك راعي يُدعى باتشا، خلال الصيف كان يرعى قطعانه في أعالي الجبل حيث كان لديه كوخ صغير وحظيرة غنم، وذات يوم في الخريف بينما كان مستلقيًا على الأرض وهو يدخن غليونه، وتصادف أن ينظر إلى أسفل منحدر الجبل وهناك رأى مشهدًا رائعًا حيث كان جيش كبير من الثعابين المئات منها يزحف ببطء إلى جرف صخري ليس بعيدًا عن المكان الذي كان يرقد فيه.

وعندما وصلوا إلى الجرف، قضم كل ثعبان ورقة من نبات كان ينمو هناك، ثمّ عندما لمسوا الجرف بالأوراق ففتحت الصخرة، وزحفوا إلى الداخل واحدا تلو الآخر، وعندما اختفى آخر واحد أغلقت الصخرة، فسأل باتشا نفسه: ماذا يمكن أن يعني هذا؟ أعتقد أنني سأضطر إلى الصعود هناك بنفسي وأرى ما هو هذا النبات، أتساءل هل ستفتح الصخرة لي إذا أكلته؟

صفر لكلبه دوناي وتركه مسؤولاً عن الغنم، ثمّ شق طريقه إلى الجرف وفحص النبات الغامض، والتقط ورقة شجر ولمس الجرف في نفس المكان الذي لمسته فيه الثعابين وعلى الفور انفتحت الصخرة، ذهب باتشا إلى الداخل، ووجد نفسه في كهف ضخم مليء بالذهب والفضة والأحجار الكريمة، وكان هناك طاولة ذهبية في الوسط وعليها ثعبان وحش وهو ملك الثعابين، أمّا الثعابين الأخرى، فكانت ملقاة على الأرض حول المائدة.

وكانوا  جميعاً نائمين، وبينما كان باتشا يتجول لم يتحرك أي منهم، وكان باتشا يتفحص الجدران والمائدة الذهبية والثعابين النائمة، وعندما رأى كل شيء فكر في نفسه: إنّه أمر غريب ومثير للاهتمام للغاية، ولكن حان الوقت الآن للعودة إلى خرافي، ولكن عندما حاول باتشا الذهاب وجد أنه لا يستطيع ذلك، لأنّ الصخرة قد أغلقت، لذلك تم حبسه مع الثعابين، فقال: أفترض أنني سأضطر إلى البقاء هنا طوال الليل.

ووضع رداءه حوله واستلقى، وسرعان ما نام بسرعة، وعندما استيقظ كان ثعبان الملك العجوز لا يزال مستلقيًا على الطاولة الذهبية ولكنه لم يعد نائماً، وكانت جميع الثعابين الأخرى على الأرض تواجه المائدة الذهبية وألسنتها تقول: هل حان الوقت؟ رفع الثعبان الملك العجوز رأسه ببطء وقال بهمس: نعم حان الوقت، ومدّ جسده الطويل، وانزلق بعيدًا إلى جدار الكهف وكل الثعابين الأصغر كانت تتلوى وراءه.

تبعهم باتشا مفكرًا في نفسه: سأخرج بالطريقة التي يذهبون بها، وعندما لمس ملك الثعابين العجوز الحائط بلسانه وفتحت الصخرة، انزلق جانباً وزحفت الثعابين واحداً تلو الآخر، وعندما خرج آخر واحد حاول باتشا أن يتبعه، لكنّ الصخرة تأرجحت في وجهه، وحبسته مرة أخرى، وقال ملك الأفاعي العجوز بصوت عميق: هاه، أيها الإنسان البائس لا يمكنك الخروج، أنت هنا وستبقى هنا.

قال باتشا: لكن لا يمكنني البقاء هنا، ماذا يمكنني أن أفعل هنا؟ لا أستطيع النوم إلى الأبد! يجب أن تدعني أخرج، لدي خراف في المرعى وزوجة في المنزل في الوادي ستقلق إذا تأخرت في العودة، توسل باتشا وجادل حتى قال الأفعى العجوز أخيرًا: حسنًا سأسمح لك بالخروج، ولكن ليس حتى تقسم لي ثلاث مرات بأنّك لن تخبر أي شخص كيف دخلت.

وافق باتشا على ذلك، وأقسم ثلاث مرات أن لا يخبر أحداً كيف دخل الكهف، قال الثعبان العجوز وهو يفتح الجدار: إنني أحذرك إذا حنثت بهذا القسم، فإنّ المصير الرهيب سيلحق بك، وبدون كلمة أخرى سارع باتشا بعد فتح الصخرة، وبمجرد أن خرج من البيت نظر إليه في دهشة، يبدو أن كل شيء قد تغير حيث كان فصل الخريف عندما تبع الثعابين في الكهف، والآن وجد الربيع.

وبكى من الخوف وقال: يا له من أمر مؤسف، هل نمت خلال الشتاء؟ أين خرافي؟ وزوجتي ماذا ستقول؟ وبركبتيه المرتعشتين شقّ طريقه إلى كوخه حيث كانت زوجته مشغولة بالداخل، ويمكنه رؤيتها من خلال الباب المفتوح، لم يكن يعرف ماذا سيقول لها في البداية، لذا تسلل إلى حظيرة الغنم واختبئ بينما كان يحاول التفكير في قصة محتملة، وبينما كان جالسًا هناك، رأى رجلاً نبيلًا أنيقًا يأتي إلى باب الكوخ ويسأل زوجته عن مكان زوجها.

انفجرت المرأة بالبكاء وشرحت للغريب أنّه في أحد الأيام في الخريف السابق كان زوجها قد أخذ خرافه كالمعتاد ولم يعد أبدًا، وقالت:  الكلب قاد الأغنام إلى المنزل، ومنذ ذلك اليوم وحتّى هذا اليوم لم يسمع أي شيء عن زوجي المسكين، أفترض أنّ الذئب قد التهمه، أو أنّ السحرة أمسكوا به ومزقوه أشلاء ورموه فوق الجبل، وها أنا بقيت أرملة فقيرة مهجورة.

كان حزنها عظيمًا لدرجة أن باتشا قفز من حظيرة الغنم لتهدئتها، وقال: زوجتي العزيزة لا تبكي أنا هنا على قيد الحياة وبصحة جيدة لم يأكلني ذئب، ولم يمسك بي أي ساحر، لقد كنت نائماً في حظيرة الغنم هذا كل شيء، يجب أن أنام طوال الشتاء، فتوقفت المرأة عن البكاء، وتغير حزنها إلى مفاجأة ثمّ إلى غضب، وقالت: أنت بائس! أنت كسول، كيف تتخلى عن أغنامك وعنّي لتبقى نائماً كالثعبان.

وأعتقد أنك تعتقد أنني أحمق بما يكفي لتصديق مثل هذه القصة، أخبرني أين كنت وماذا كنت تفعل؟ وتقدّمت إلى باتشا بكلتا يديها وبدأت بضربه لو لم يتدخل الشخص الغريب، وقال: لا فائدة من الضرب بالطبع لم ينام هنا في حظيرة الغنم طوال الشتاء، والسؤال هو أين كان؟ ثمّ قال الغريب: هنا بعض المال لك، خذيها واذهبي إلى المنزل، واتركي باتشا لي وأعدك بأنني سأخرج الحقيقة منه.

وبمجرد رحيلها تحوّل الغريب إلى مخلوق فظيع المظهر له عين ثالثة في منتصف جبهته، وعند رؤيته شهق باتشا من الخوف، وقال لنفسه: إنّه ساحر الجبل، والآن ماذا سيحدث لي، ضحك الساحر وقال: أرى أنّك تعرفني، لذلك لا مزيد من الأكاذيب، قل لي: أين كنت طوال الشتاء؟ وتذكر باتشا قسمه الثلاثي لأفعى الملك العجوز وكان يخشى كسرها.

ولكن عندما أعاد الساحر نفس السؤال مرة ثانية وثالثة، وأصبح أكبر حجما وأكثر فظاعة في كل مرة يتحدث فيها نسي باتشا قسمه واعترف بكل شيء، قال الساحر: تعال معي الآن وأرني الجرف، أرني النبات السحري، وقاد الساحر إلى الجرف وقطف ورقة من النبات السحري ووضع باتشا الورقة على الجرف وفتحت الصخرة على الفور، فقال الساحر: اذهب للداخل، لكنّ أرجل باتشا المرتعشة رفضت التحرك.

وأخرج الساحر كتابًا وبدأ يقرأ تعويذة، وفجأة ارتعدت الأرض، وبصوت صفير عظيم طار تنين وحش من الكهف، كان ملك الثعابين العجوز الذي انتهت سبع سنوات من عمره والذي أصبح الآن تنينًا طائرًا وقد نفخ من فمه الضخم ناراً ودخاناً، وكان يتمايل يمينًا ويسارًا بين أشجار الغابة فتقطعت وتكسرت مثل الأغصان الصغيرة، ثمّ أعطى الساحر باتشا لجامًا، وقال: ارمِ هذا حول عنقه.

وعندما رفع ذراعه لإلقاء اللجام على رأس التنين انقلب عليه التنين فجأة وانقض تحته، ووجد نفسه على ظهر التنين وشعر أنه يتم رفعه لأعلى فوق قمم أشجار الغابة، فوق الجبال ذاتها، وبغضب شديد أطلق فيضانات كبيرة من الماء المغلي، وكان باتشا الذي تمسك بظهره نصف ميت من الخوف، ثمّ خفت حدة غضبه تدريجيا، لكنّ التنين لم ينته بعد من معاقبة باتشا لحنثه بيمينه.

لقد صعد أعلى حتّى بدت جبال الأرض مثل تلال النمل الصغيرة، وفي النهاية توقف التنين عن الطيران وعلق بلا حراك في السماء، وكان باتشا يقول لنفسه: ماذا علي أن أفعل؟ إذا قفزت على الأرض فسوف أقتل نفسي ولن أستطيع الطيران إلى السماء، وتوسل باتشا شفقة التنين، لكنّه هزه بغضب بذيله، وفجأة سمع باتشا الصوت الجميل للقُبرة التي كانت تطير في السماء.

فقال: عزيزتي القُبرة ساعديني، لأنّي في ورطة كبيرة، فحملت القُبرة بعض أوراق البتولا، وحلّقت فوق باتشا وأسقطت أوراق البتولا على رأس التنين، فغرق التنين على الفور إلى الأرض بسرعة كبيرة لدرجة أن باتشا فقد وعيه، وعندما نظر إلى نفسه كان جالسًا أمام كوخه الخاص وقد اختفى جرف التنين، وكان الوقت متأخرًا بعد الظهر وكان الكلب دوناي يقود الأغنام إلى المنزل.

وكانت هناك امرأة قادمة من طريق الجبل، فتنفس باتشا الصعداء، وقال: الحمد لله لقد عدت، ما أجمل سماع نباح دوناي! وها هي زوجتي ستوبخني وأنا أعلم، ولكن حتّى لو فعلت كم أنا سعيد برؤيتها.


شارك المقالة: