نبذة عن قصة تحولت العفاريت إلى حجر:
تُعد قصة تحولت العفاريت إلى حجر هي قصة هولنديّة شعبيّة، قامَ الكاتب ويليام إيليوت جريفيس بتأليفها.
الشخصيات:
- العفاريت.
- إليدا.
- السيدة العجوز.
ملخص أحداث قصة تحولت العفاريت إلى حجر:
عندما دخلت الأبقار إلى هولندا كان لدى الهولنديين أشياء أكثر وأفضل ليأكلوها. حلّت حقول القمح محل الغابات، وبدلاً من تناول الهولنديين الجوز ولحوم الطرائد البرية، كانوا يأكلون الخبز ويشربون الحليب، كان الصغار يربون الحيوانات الأليفة كالعجول، التي كانت تعيش مع جميع أفراد الأسرة تحت سقف واحد. لقد قضت الأبقار وقتًا سعيدًا جدًا مع الهولنديين؛ وذلك لأنها حيوانات كانت نظيفة للغاية وتُقدم غذاء جيد وتحلب بانتظام.
ومع مرور الوقت تعلم الهولنديين صناعة الجبن وبدأوا يأكلونه كل يوم، كانوا يحبون الجبن سواء كان نيئًا أو مطبوخًا أو محمصًا أو مقطعًا إلى شرائح أو متداخل بمكونات طبق آخر، وحتى الثعالب والمخلوقات البرية كانت مغرمة جدًا برائحة وطعم الجبن المُحمص، كانوا يأتون ليلاً بالقرب من المنازل وغالباً ما يسرقون الجبن من المخزن. وعندما كان يصعُب القبض على الثعلب، كان الهولنديين يضعون القليل من الجبن المطبوخ، فهم يعرفون جيدًا بأنَّ هذا سيغريه حتى يتم القبض عليه والاستفادة من فروه.
وسرعان ما أصبح من المألوف إقامة حفلات الجبن، فكان الرجال والنساء يجلسون حول النار ويقضمون الخبز المُحمص الذي سُكب عليه الجبن المُذاب. ولكن بعد أنْ يذهبون إلى فراشهم، تراودهم بعض الأحلام قد تكون بعضها ممتعة، ولكن كانت معظم الأحلام التي تراودهم بعد تناول الجبن تُعتبر نوعًا ما سيئة. فرأى بعض الحالمين أنَّ حصانًا كبيرًا قفز على السرير وجلس على بطنهم، وبدأ بعدها هذا الوحش يبتسم بشكل شرير ويشخر ويضغط حوافره على صدر النائم، حتى لا يستطيع التنفس أو الكلام. وكان هذا الشعور مروعًا، ولكن عندما يدرك الحالم بأنَّه يختنق بدا له وكأنَّه يقفز من مكان مرتفع، ومن ثمّ يهرب هذا الحيوان وينتهى هذا الحلم الرهيب.
كان هذا يسمى كابوسًا أو في اللغة الهولندية (nacht merrie)، والتي تعني مهرة أو فرس الليل. وفي الحلم، لم يكن حصانًا صغيرًا، ولكنه دائمًا ما يكون فرسًا كبيرًا يجلس على معدة الحالم. وفي تلك الأيام، بدلاً من البحث عن المتاعب أو التساؤل عمّا إذا كان هناك أي صلة بين الكوابيس والأكل المفرط للجبن، ظن الآباء الهولنديون أنَّ هذا كله بسبب العفاريت. كانت العفاريت أو الجان الهادئة التي كانت تعيش في هولندا قبيحة وقصيرة القامة، ولكنها ذكية للغاية وسريعة في العمل وقادرة على السفر لمسافات طويلة في ثانية واحدة.
وبالإضافة إلى ذلك، كان لدى هؤلاء العفاريت رؤوس كبيرة وعيون خضراء وأقدام مشقوقة مثل الأبقار، لقد كانوا قبيحين للغاية، لدرجة أنَّهم أُمروا بالعيش تحت الأرض وعدم الخروج أبدًا خلال النهار، فإذا لم يلتزموا بما أُمروا به فسوف يتحولون إلى حجر. كانت سمعة العفاريت سيئة بسبب الأذى الذي كانوا يتسببوه بكلامهم، لقد أحبوا قضاء وقت ممتع مع البشر وكانوا يستمعون إلى محادثة الناس وبعد ذلك يسخرون منهم بتكرار الكلمة الأخيرة. وهذا هو سبب تسمية من يقوم بتكرار آخر الكلام بحديث الأقزام أو أحاديث العفاريت.
ولأن هذه العفاريت كانت قصيرة القامة، فقد حسدوا الرجال على مكانتهم الكبيرة وطول قامتهم، فأرادوا النمو كالبشر. ونظرًا لأنهم لم يكونوا قادرين على القيام بذلك، فقد تسللوا في كثير من الأحيان إلى منزل وخطفوا أطفالًا من مهودهم، ولكنهم يضعون أحد أطفالهم الأذكياء بدلًا من هذا الطفل. وكان هذا هو السبب في أنَّ العديد من الأطفال الصغار الفقراء الذين أصبحوا نحيفين يُطلق عليهم المتحولون، وعندما لا يتمكن الطفل المريض من التعافي بعد الرعاية، تعتقد الأم وقتها بأنَّ العفاريت قد أخذوا طفلها.
كانت العفاريت هي المخلوقات الوحيدة التي ستُغير نفسها إلى أفراس الليل وتجلس على جسد الحالم لأخذ أطفاله، وعادة ما يدخلون من خلال ثقب أو صدع في البيت. وعلى الرغم من ذلك، إذا تمكن هذا الشخص في المنزل من سد الثقب أو الشق، فيمكنه قهر العفريت وعدم السماح له بالدخول إلى المنزل. وأمّا فيما يتعلق بحاكم العفاريت، فقد عاش تحت الأرض كملك للعالم السفلي. كان قصره مصنوع من الذهب ومُرصع بالأحجار الكريمة وكان لديه ثروات أكثر بكثير من ثروات البشر. أطاعه جميع العفاريت، الذين عملوا في المناجم والصياغة والسندان والذين صنعوا السيوف والرماح والأجراس والجواهر.
كانت أروع الأشياء في هؤلاء الأقزام هي الطريقة التي جعلوا أنفسهم فيها غير مرئيين، بحيث لم يتمكن البشر من رؤية الأفراس الليلية ولا العفاريت الذكور أثناء تأثرهم بالأحلام. وكان هذا بسبب القبعة الحمراء الصغيرة التي يمتلكها كل عفريت، فهي بمثابة عباءة سحرية تجعله غير مرئي بالعيون الفانية. وفي أحد الليالي، عندما كانت سيدة عجوز تموت على سريرها دخل عفريت متوسط الحجم بقبعته الحمراء، من خلال الصدع إلى الغرفة ووقف عند سفح سريرها، وفقط من أجل الأذى ولإخافتها بجعل نفسه مرئيًا، نزع قبعته الحمراء.
عندما رأت السيدة العجوز العفريت صرخت بصوت عالٍ: اذهب بعيدًا، اذهب بعيدًا. ألا تعلم أني أؤمن بربي؟ ولكن القزم سخر منها بعيونه الخضراء. نادت السيدة العجوز ابنتها أليدا، وهمست في أذنها: أحضري لي حذائي الخشبي. فنهضت السيدة العجوز من سريرها، وألقت بالأحذية الثقيلة واحدة تلو الأخرى على رأس عفريت فخرج من خلال الشق، ولكن قبل أنْ يخرج نصف جسده، انتزعت أليدا قبعته الحمراء بعيدًا. وبعدها أدخلت إبرة في قدمه المشقوقة وجعلته يعوي من الألم، فنظرت أليدا إلى الصدع الذي هرب العفريت من خلاله ووجدته شديد السخونة.
دارت أليدا القبعة الحمراء الصغيرة حول سبابتها وراودتها فكرة رائعة، فذهبت وأخبرت الرجال بخطتها ووافقوا عليها، كان هذا لجمع المئات من المزارعين وسكان البلدة. وكانت خطتها بقتل كل العفاريت عندما يأتون لأخذ القبعة، ولكنها رأت هذا العفريت مرة أخرى وتركت له ملاحظة تطلب منه إحضار مئات من العفاريت إلى المستنقع العظيم. وهناك عند منتصف الليل، وجد العفريت الغطاء الأحمر على شجيرة، والآن يمكنه الاحتفال بعودة الغطاء، وفي المقابل طلبت من العفريت أنْ يحضر لها قلادة ذهبية.
حلَّت ليلة ضوء القمر وتجمع المئات من رجال درينثي معًا، وكانوا مسلحين بحذوات الفرس وبندق الساحرة ونباتات أخرى، كان لديهم أيضًا أجزاء من الرق مغطاة بالرونية، وهو نوع غريب من الكتابة، ومختلف التعويذات التي من المفترض أنْ تكون ضارة للعفاريت. وتمّ الاتفاق على التحرك معًا في دائرة باتجاه مركز الالتقاء، حيث كانت أليدا تعلق الغطاء الأحمر على الشجيرة. وبعد ذلك، باندفاع كان على الرجال أنْ ينتزعوا كل قبعات العفاريت ويسحبون ويمسكون بها، سواء كان بإمكانهم رؤيتهم أم لا، أو حتى الشعور بأي شيء أم لا، كل ما عليهم فعله هو النزول قليلًا للأرض ومحاولة إمساك شيء خفي.
وفي غضون دقائق قليلة، كان في أيديهم مئات من القبعات الحمراء وبهذا أصبح العديد من العفاريت مرئيين، لقد كانوا في الواقع قبيحين للغاية. فهرب المئات من العفاريت الآخرين مع قبعاتهم، وظلوا غير مرئيين. وما كانوا يجهلونه أنَّه عندما انفصلوا في مجموعات شُوهدوا من قِبَل البشر؛ وذلك لأنه في كل مجموعة كان هناك واحد أو أكثر من العفاريت مرئي؛ لأنه كان بلا غطاء للرأس. ولذلك انقسم الرجال إلى فرق لمطاردة العفاريت لمسافات طويلة. هرب العديد من العفاريت وحاول الآخر استعادة أكبر قدر ممكن من القبعات؛ وذلك لكي لا يشعروا بالعار أمام ملكهم.
وعند بزوع أول أشعة للشمس، تحولت العفاريت جميعها إلى حجارة وأصبحت الأرض خالية من الأشجار التي كانت مليئة بالعفاريت. وما زالت الحجارة هذه موجودة حتى يومنا هذا بين الحنطة السوداء وأزهار البطاطس في الصيف، تحت الظلال والغيوم ونسيم الخريف الهامس أو عند حلول موسم الشتاء، تُرى هذه الحجارة من مرتفعات عالية.