نبذة عن قصة حقل بولاينز:
تُعد قصة حقل بولاينز أو حقل عشبة بوليون هي واحدة من العديد من القصص الخياليّة الأيرلنديّة حول لقاء البشر والجن ومحاولة خداع بعضهم البعض، كما أنَّها تحكي قصة مكر قامَ بها توم للجني، ولكنه تلقّى منه صفعة كبيرة بسبب هذا المكر. حيث قامَ الكاتب جوزيف جاكوبس بتأليف هذه القصة في عام 1830م.
الشخصيات:
- توم فيتزباتريك.
- الرجل العجوز الصغير (الجني).
ملخص أحداث قصة حقل بولاينز:
في أحد أيام عيد البشارة، وهو أحد أعظم العطلات في أيرلندا كان اليوم مذهل، وكان هناك شاب اسمه توم فيتزباتريك يقوم بنزهة في الحقول، كما أنَّه كان يسير ببطء على طول الجانب المشمس من السياج. وفجأة سمع صوت طقطقة ضجيج تأتي من السياج. قال توم لنفسه: أليس غريب الآن سماع الحجارة تغني في هذا الموسم؟ لذا بدأ الشاب توم يسترق السمع للمكان وهو يسير على أطراف أصابع قدميه، وكان يحاول فهم ما إذ كان تخمينه صحيح، أيّ هل الحجارة هي من تغني أم أنَّه مجرد صوت لطائر.
وبعد ذلك، عندما نظر بحدة عبر الأدغال لم يكن الصوت مصدره طائر، بل إبريقًا بنيًا كبيرًا قريبًا منه. ورأى رجل عجوز صغير الحجم جالسًا وكان لديه قبعة صغيرة مثبتة على قمة رأسه ومئزر جلدي من النوع المذهل، وكان توم يراقبه بإمعان، فأخرج الرجل الصغير كرسيًا خشبيًا صغيرًا ووقف عليه ووضع إبريقًا صغيرًا عليه. أخذ الإبريق الكبير ملأه ووضعه بجانب الكرسي، ثمّ جلس مرة أخرى بالقرب من الإبريق، وبدأ محاولته لوضع قطعة كعب على جزء صغير من حذاء بني اللون يشابه لون الإبريق الذي شاهده توم من بعيد، وكان صوت الضرب به نفس صوت الطقطقة التي سمعها توم لأول مرة.
قال توم لنفسه: لقد سمعت كثيرًا عن الجن، لكن في الحقيقة لم أؤمن بهم أبدًا، ولكن يجب أنْ استغل هذا الموقف لأجني ثروتي. وأكمل توم: يقولون يجب ألا تبتعد عن عين الجن بسرعة، وإلا سيهربون منك. ولذلك تسلل توم ببطء شديد، ولنقوم بتشبيهه كالقطة التي تزحف نحو الفأر، وكانت وعينه مثبتة على الرجل الصغير، كان توم يظن بأنَّ هذا الرجل هو جني يحتفظ بكنز كبير. قال توم وعيناه مثبتتان على الرجل: بارك الله في عملك أيها الجار. فرفع الرجل الصغير رأسه وقال بلطف: شكرًا.
قال توم بمكر: أتساءل لم تعمل في العطلة! أجاب الرجل الصغير: هذا عملي وليس عملك. أكمل توم: ربما تكون متحضرًا بما يكفي لتخبر ما لديك في جيبك هناك؟ قال الرجل العجوز الصغير: إنَّه شراب جيّد تعجب توم وسأله من أين جلبه، فرد العجوز: هل أنت تسأل من أين حصلت عليه؟ لقد صنعته. فقال له توم: حسنًا، ألم نصبح بتسامرنا هذا أصدقاء؟
وأكمل: هل ستعطيني قليلاً من هذا الشراب؟ لكن الرجل الصغير بدا غاضباً من ذلك وقال بعبوس: سيكون من المناسب لك أيها الشاب أن تعتني بممتلكاتك بدلاً من أنْ تُزعج الناس الهادئين بأسئلة حمقاء مثلك! أكمل العجوز: ألا يمكنك أنْ ترى ما قامت به الأبقار بالشوفان الخاص بك، لقد تناولوه بالكامل وبدأ يلوح بيديه بطريقة ذكية لتشتيت توم.
تفاجأ توم لدرجة أنَّه كان على وشك النظر من حوله بالطريقة التي أرادها العجوز الصغير، ولكن بدلاً من ذلك عاد إلى وعيه في الوقت المناسب واستولى على الجني وأمسك به من يده. كان توم غاضباً للغاية وسكب كل الشراب على الأرض، وقال بقسم أنَّه سيقتل الرجل العجوز المخادع إذا لم يريه مكان إخفاء الكنز؛ وذلك لأنه كان يعلم جيدًا أنَّ مثل هؤلاء القوم الصغار دائمًا ما يكون لديهم فخار من الذهب مدفون في الكثير من المناطق. بدا توم شريرًا وهو يتحدث وكان الرجل الصغير خائفًا جدًا وقال لتوم: تعال إلى هذا الجانب من الحقل وافترض أنني سأضطر إلى إظهار المكان الذي خبأت فيه ذهبي.
لذا انطلق توم وكان يمسك الجني من يديه، وفي الوقت الذي كانوا يذهبون فيه للحقل لم يبعد توم عينيه عن الجني العجوز. وصلوا أخيرًا إلى حقل كبير مليء بعشبة البوليون، وأشار الجني إلى عشبة بوليون كبيرة، وقال بحسرة: احفر تحت هذا البوليون وستحصل على فخار رائع مليء بالذهب، وفي هذا الوقت كان توم على عجلة من أمره ولم يفكر أبدًا بجلب المجرفة قبل وصوله لمكان الذهب. أراد توم الذهاب لإحضار المجرفة من منزله، ولكنه كان خائفًا من عدم مقدرته على معرفة مكان الذهب مرة أخرى.
فكر قليلاً وقرّر أنَّ يخلع رباط حذائه الأحمر، وربطه بسرعة حول العشبة وقال للجني بنبرة غضب: أقسم لي أنَّك لن تأخذ هذا الرباط بعيدًا عن ذلك البوليون! فأقسم الجني بعدم لمس الرباط أبدًا فقال الجني بنبرة صوت هادئة للغاية وتكاد تكون غير مسموعة: لن تحتاجني بعد الآن، أليس كذلك؟ قال له توم: لا لقد أقسمت على ألا تلمس العلامة التي وضعتها على عشبة البوليون لأعرفها مرة أخرى ولذا لا أعتقد بأنني سأحتاج إليك. وأكمل: يمكنك الذهاب الآن أيها العجوز أتمنى لك التوفيق، لقد أخذت منك ذهبك لأنني بحاجته أكثر منك فما زال أمامي عمر طويل على عكسك.
قال الجني الصغير لتوم: وداعًا لك إذن توم فيتزباتريك، وأتمنى لك أنْ تجد الكثير من الخير في الفخار الذهبي عندما تحصل عليه وأتمنى أنْ يصنع منك رجل جيد. وبهذا وضع توم الرباط الأحمر الصغير على عشبة البوليون وأبعد الجني الصغير عن مكان الذهب. وبعد ذلك، يمكننا أنْ نتخيل سرعة ركض توم إلى منزله من أجل إيجاد المجرفة لإخراج الذهب. وبالفعل أحضر توم المجرفة وعاد بها بسرعة إلى حقل عشبة البوليون.
ولكن صُدم توم بعد أنْ رأى حال الحقل، أوفى الجني بقسمه ولم يلمس العلامة أبدًا، ولكن الآن لم يكن هناك أي عشبة بوليون في الحقل الكبير بأكمله ولم يجد توم فيه سوى رباط حذائه الأحمر مُلقى به على الأرض. ما الذي كان على توم فعله؟ قرر توم في البداية أنْ يقوم بحفر حقل نبتة البوليون بأكمله، ولكن كان هذا مجرد هراء، حيث كان هذا الحقل يتكون من أكثر من أربعين فدانًا أيرلنديًا أي أنَّ حفره بأكمله أشبه بالمستحيل.
سرعان ما عرف توم أنَّه لا يوجد شيء بإمكانه فعله سوى العودة بالمجرفة إلى المنزل. وكلما كان يرى عشبة بوليون في الحقل يلعن بقلبه ذلك الجني على ما فعله به، فكان من الممكن أنْ يكون أحد أغنى أفراد المملكة لولا ما قامَ به الجني.