قصة حلم ليان

اقرأ في هذا المقال


يجب أن نزرع بأطفالنا كل ما هو جميل، ومن هذه الأمور الأساسية هو المحافظة على بيئة نظيفة، سنحكي في قصة اليوم عن فتاة تحب الرسم كثيراً، وفي يوم من الأيام حلمت أنها ترسم الكرة الأرضية، كانت هذه الرسمة محاطة بالنفايات والمخلفّات، ولكن هذه الفتاة التي تحب النظافة قامت بتحويل هذه النفايات إلى رسومات رائعة.

قصة حلم ليان:

ليان فتاة صغيرة وجميلة وتعشق الرسم كثيراً، كانت أمّها دائماً تجدها تجلس في غرفتها وهي تنظر من نافذة المنزل وترسم؛ فهي تحب الطبيعة وألوانها، وفي يوم ميلادها دعت ليان أصدقائها لأن والدتها أخبرتها بأنّها تريد عمل حفلة عيد ميلاد لها، غنّت ولعبت مع جميع أصدقائها.

وعندما أرادت ليان أن تفتح الهدايا كان من أكثر ما أعجبها هدية والدتها؛ لأنّها كانت عبارة عن دفاتر من الرسم ولوحات بيضاء وألوان جميلة، كانت ليان ترسم على اللوحات البيضاء وهي سعيدة، ومن شدّة فرحها برسوماتها كانت تقوم بتعلقيها على الحائط، كانت ليان تنام وتستيقظ في صباح اليوم التالي وهي تنظر لرسماتها؛ فتجدها أجمل من اليوم الذي قبله.

كانت ليان تفكّر في المكان المناسب الذي ستضع به رسماتها، بعد ذلك تنهض وتقوم بتغيير ملابسها، وتلبس الحذاء وترافق أمّها إلى البستان؛ لتحدث والدتها طوال النزهة عن رسمتها.

أمضت ليان في هذا اليوم وقتاً طويلاً مع والدتها خارج المنزل، وعادت إلى المنزل متعبة؛ اتجهّت سريعاً إلى غرفتها وهي مشتاقة جدّاً لأقلامها الملونة ولوحاتها البيضاء التي تمارس عليها هوايتها المفضّلة، جلست أمام هذه اللوحات وبدأت تفكّر ماذا سترسم في هذا اليوم؛ وكانت تريد البحث عن أفكار جديدة للرسم.

خطر بذهنها أن ترسم شيئاً يمثّل الطبيعة؛ فبدأت برسم العصافير والأشجار الخضراء والأزهار الملوّنة، ورسمت أيضاً الكرة الأرضية، أكملت ليان رسمتها وبدأت تنظر لها وهي سعيدة بما رسمت، ولكن فجأةً بدأت ليان تشعر بأن هذه الرسومات تتحوّل لشيء مخيف ومرعب؛ فبدأت القمامة تظهر في الشوارع التي رسمتها، أكواب من البلاستيك وكراسي وطاولات بأرجل مكسورة، وأشياء أخرى غريبة.

بدأ يظهر لها فراشي كبيرة الحجم ملقاة على الأرض، وبدت هذه الأشياء وكأنها وحش مرعب يطير في الهواء، ويلاحق ليان في كل مكان، كانت هي تركض من شدة الخوف، ولكن ظلت هذه الأشياء تلاحقها فمرةً تظهر عند قدميها، ومرة تتناثر في الهواء، وتتحرّك يميناً وشمالاً، وهي تركض مسرعة وقلبها يخفق بشدة من الخوف ومن بشاعة المنظر.

كان لدى ليان قلم سحري، تخبأه بين أقلامها الأخرى فتوقفّت عن الركض وقالت في نفسها: لن أبقى خائفة هكذا بل سأغيّر كل شيء من حولي بواسطة هذا القلم السحري، وعندما وقفت كان أول ما واجهته كان بيتاً كبير الحجم ومنظره بشع للغاية، فأمسكت قلمها السحري وبدأت تغيّر الرسمة حتّى أصبح منزلاً جميلاً.

فرحت ليان بالمنزل الجديد، وعندما نظرت له وجدته مبتسماً لها؛ لأنّها استطاعت بقلمها السحري أن تحوّله من منزل بشع إلى منزل مرتّب وجميل، أمّا الأشياء الأخرى مثل الكؤوس البلاستيكية وقطع الكرتون؛ فبدأت بتغيير شكلهم شيئاً فشيئاً، حتى استطاعت أن تحوّلهم إلى حديقة جميلة، وزاد من سعادة المنزل أنّه أصبح بجواره حديقة جميلة.

عندما نظرت ليان لرسمتها قالت: لقد قمت بتحويل القمامة والنفايات إلى شيء جميل، لو أنّنا استطعنا تدوير هذه النفايات والاستفادة منها لما رأينا هذا المنظر الهائل من القمامة والمخلّفات، أمّا لو تركناها لتكوّمت وجعلت من منظر الكرة الأرضية منظراً بشعاً، نعم لقد استطعت بقلمي السحري أن أصنع منظراً جميلاً للكرة الأرضية، وبدأت ليان بإكمال رسماتها ولوّنت جدران المنزل والحديقة بألوان جميلة.

أصبحت ليان سعيدة جدّاً بما صنعت، ثم خطر بذهنها أن تصنع لهذه الحديقة نهر بقلمها السحري، وأن يكون مجرى هذا النهر بجوار المنزل، وأن يحاط النهر من الجوانب بالأشجار والأزهار الملوّنة، وقالت: سأزرع الأعشاب أيضاً والمفيد منها مثل النعنع والميرمية والعنبر والحبق، وسأزرع الخضار المفيدة للأكل بجميع أنواعها.

وحينما كانت ليان ترسم ذلك إذ صادفت برميل؛ فقامت بتحويله إلى بئر ماء بقلمها السحري، ونوت أن تحتفظ به لأيام الصيف الحارّة، وفجأةً بدأت بتوديع كل المخلفّات والنفايات وقالت: سأصنع منكم كائنات حية مفيدة، وسأصنع مزرعة مليئة بالحيوانات المختلفة، فجأة سمعت ليان صوت أمها وهي تقول: هيا يا ليان استيقظي لتذهبي معي إلى البستان وتحدثّيني عن رسمة اليوم، فردت عليها ليان: نعم يا أمّي يا لها من رسمة جميلة ورحلة أجمل مع قلمي السحري، ولكنّها كانت حلماً وليس رسمة، ضحكت أمها وقالت لها: إذاً أخبريني بهذا الحلم الرائع.

المصدر: مدخل إلى قصص وحكايات الاطفال/كمال الدين حسين/1996قصص أطفال عاليمة مترجمة/توفيق عبدالله/2010قصص الاطفال ما قبل النوم/ياسر سلامة/2018قصص وحكايات/مجموعة مؤلفين/2021


شارك المقالة: