رواية الوحش - The Monster

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر رواية الوحش من الروايات التي اشتهرت في مجال الأدب العالمي، التي تعود إلى المؤلف والأديب (ستيفن كرين)، وهو من مواليد الولايات المتحدة الأمريكية عام 1871م، وقد برز من خلال كتاباته التي تضم العديد من التصنيفات مثل القصص القصيرة والشعر، وقد اعتبرت تلك الرواية كن أفضل الروايات التي كتبها على الإطلاق، فهي من وحي الخيال جسد من خلالها نظرات البشر والتشوهات الإنسانية ومدى تأثير التسامح في المجتمع.

نبذة عن الرواية

في عام 1897م، بدأ في  كتابة روايته الشهيرة، إذ كان كرين يسكن في تلك الفترة مع زوجته كرا تايلر بإنجلترا وكان يعاني من تدهور حالته المادية، وقد حققت هذه الرواية نجاحًا عظيمًا بالولايات المتحدة الأمريكية وبإنجلترا أيضًا، وقد بدأ أن كرين لجأ إلى كتابة الرواية من أجل احتياجه المُلّح إلى المال.

وفي هذه الرواية عمل كرين على استخدام البعض من الخيال؛ وذلك لتوضيح صورة القرية الخيالية التي أراد بث الرواية من خلالها، كان تلك المرة الأولى التي يتم توظيف الخيال في الروايات، ثم بعد ذلك أصبحت المكان الأساسي الذي تقوم به مجموعة كبيرة من قصصه، حيث تم استخدام الأسلوب ذاته في أربعة عشر قصة أخرى جديدة، كما كان قد استوحى هذه القرية من قرية بورت جرفيس الواقعة في مدينة نيويورك، والتي كان قد لبث فيها عدد من السنوات في مرحلة الطفولة.

رواية الوحش

في البداية كانت تدور وقائع الرواية داخل أحدى القرى من صنع خيال الكاتب في مدينة نيويورك، كان قد أطلق عليها اسم (وهيلمفيل)، إذ يعمل طبيب في القرية من أصل أمريكي الذي يسمى (ترسكوت)، عمل على توظيف سائق له من أصول أفريقية يسمى (هنري جونسون)، حيث أن ذلك السائق قام في وقت سابق بإنقاذ حياة ابن الطبيب.

إذ كان يعمل معه في مكان العمل ذاته، وقد تعرض لحريق أثناء عمله، مما أودى بنفسه إلى الإصابة بمجموعة من التشوهات، وعلى أثر تلك الحادثة أطلق أهل القرية لقب الوحش على ذلك السائق، كما أن الطبيب ترسكوت تعهد أمام جميع الناس أن يقوم بتقديم الحماية الكاملة مدى الحياة للسائق هنري، وهذا الأمر قد جعل عائلة الطبيب من الأُسر المنبوذة داخل المجتمع.

السائق كان رجل زنجي من أصحاب البشرة السمراء، لكنه تميز بقدر عالي من الذكاء والفطنة والوسامة، وفي أحد الأيام كان الناس في القرية مجتمعين من أجل الاستماع إلى عزف أحد الفرق العازفة للموسيقى، وفجأة صدر صوت لصافرات الإنذار، فقد كانت من الجهة التي يكمن بها أحد المصانع القريبة، فاكتشف السكان وجود حريقة في تلك الجهة، كما أن هذا الحريق قد وصل إلى بيت الدكتور ترسكوت، فسارع البعض من السكان بالذهاب إلى مكان الحريق لمحاولة تفادي الكوارث.

وعند الوصول استطاعوا إنقاذ الدكتور ترسكوت، لكنهم لم يستطيعوا الوصول إلى مكان الغرفة التي يقطن فيها ابنه، الذي يُسمى جيمي، ومن هنا جاء دور البطل السائق، إذ سرعان ما دخل إلى منزل الدكتور؛ من أجل انقاذ حياة ابنه وأول ما رأى الولد سالماً سرعان ما حمله وأراد الخروج به، إذ عمل على لفه داخل بطانية؛ من أجل حمايته من أن تلتهمه النيران.

واجه السائق صعوبة في الخروج من ذات المكان الذي دخل منه في البداية، حاول سلوك الطريق التي تؤدي إلى المعمل الخاص بالدكتور ترسكوت؛ حتى يتمكن  من الخروج من خلال أحد الممرات السرية الموجودة هناك، لكنه اكتشف حينها أنّ النار قد وصلت إلى هناك أيضاً، ولم يعد له أي ممر يخرج منه، وفوق ذلك انفجرت مادة كيميائية داخل معمل الطبيب، مما جعل الأمر أكثر صعوبة في الخروج، كما أصيب السائق في وجهه نتيجة ذلك.

وفي تلك الأثناء تخبر الزوجة زوجها الدكتور ترسكوت أن ولدهما ما زال في الداخل، حينها سارع الطبيب الدخول من الممر السري من الخارج، فاستطاع الوصول إلى ابنه، فلقد وجده ملقى على الأرض، وعلى الفور قام بحمله إلى خارج البيت، لكن لم يعلم حينها أنّ السائق هنري كان في الداخل، وعندما علم حاول أن يدخل مرة ثانية، لكن الأشخاص الموجودين بمكان الحادث منعوه من ذلك.

عزم أحد الموجودين على الدخول إلى البيت، وقاد هنري إلى الخارج، حيث كان قد أصيب بتشوهات بالغة وكثيرة، حتى قيل أنه من المستحيل أن يعيش، وبأنه سوف يموت قريباً، غير أنه بقي على قيد الحياة، فحاول الدكتور ترسكوت جاهداً مساعدته بكل السبل والوسائل، من أجل تقديم أفضل أنواع العلاج له، حينها اعترض الكثير من الناس؛ إذ أنه من وجهة نظرهم يرون أنّ هنري، نتيجة تعرضه لكثير من الإصابات سوف يصبح وحشًا، لكن الطبيب لم يسمع كلام الناس وساعده، ونتيجة لذلك بدأ الناس بالابتعاد عن عائلة الطبيب بشكل كامل، والانعزال عن الالتقاء والاختلاط بهم.


شارك المقالة: