تتنوّع القصص والحكايات ولكن في أكثرها تكون النهاية سعيدة وتظهر للقارئ أن الخير ينتصر دائماً على الشر، سنسرد لكم في هذه القصة عن وصيفة شريرة قامت بغدر أميرتها وأرادت أخذ مكانها، ولكن تم كشف أمرها في نهاية القصة.
فتاة الإوز:
كان هنالك أميرة صغيرة وجميلة وكانت تعيش مع أبوها الملك وأمها الملكة، مات أبوها وبقيت أمّها ترعاها في القصر حتى كبرت وأصبحت أميرة جميلة، وكانتا تسكنان في قلعة عالية قالت لها أمّها: لقد كبرتِ يا ابنتي وهنالك شاب من المملكة المجاورة قد تقدم لخطبتك ويجب عليكِ الآن أن تفكري بالزواج.
شعرت هذه الأميرة بحزن كبير؛ وذلك لأنها اعتادت على العيش بجوار أمّها ولكنّها عندما فكّرت في الأمر ذهبت إلى أن أمّها محقّة، لذلك قامت بالاستعداد للسفر لمكان بعيد فأحضرت حقيبة كبيرة ووضعت بها كل ما تملك من مجوهرات وحلي وهدايا من أمها، وكانت أمّها قد أعطتها الكثير من الهدايا ولكن من هذه الهدايا حصان مميز وناطق اسمه فولدو، وعند استعدادها للسفر أعطتها أمّها خصلة ذهبية من شعرها وقالت لها: يا ابنتي إن هذه الخصلة سحرية وستقوم بحمايتك من كل شر سيحيط بك.
وأعطتها الأم هدية أخرى وهي عبارة عن كأس ذهبي وطلبت منها أن تملؤه بالماء عند وصولها للنهر، فسافرت الأميرة، كانت الوصيفة مرافقتها في الرحلة، كانت الرحلة طويلة ومتعبة فبدأت الأميرة تحس بالتعب؛ فهي ليست معتادة على السفر لهذه المسافات وطلبت من الوصيفة أن تملأ لها الكأس بالماء، فرفضت الوصيفة وكانت تغار من جمال هذه الأميرة وقالت لها: أنا لن أمتثل لأوامرك بعد اليوم.
شعرت هذه الأميرة بالحزن لما سمعته ولكنّها تابعت مسيرها، فأرادت ملء الكأس وعندما انحنت وقعت منها الخصلة السحرية التي كانت قد وضعتها في جيبها، فرحت الوصيفة الشريرة لذلك ومسكت الأميرة من كتفها وقالت لها: لقد أضعتِ الخصلة التي ستحميكِ من الأذى وأنا الآن سألبس ثيابك وأصبح أنا الأميرة.
لم تكن الأميرة تملك أي شيء لتدافع به عن نفسها ففعلت ما طلبت منها الوصيفة وقاما بتبديل الثياب، وركبت الوصيفة الحصان الناطق والأميرة ركبت حصان الوصيفة وقالت لها: إن أنتِ أخبرتِ أحداً بالسر فسوف أقتلك، خافت الأميرة وقالت لها: لن أفعل.
عند وصولهما للقصر جاء الشاب الذي تقدّم لخطبتها ومعه رجل عجوز للترحيب بالأميرة، فقاما بالترحيب بالوصيفة التي كانت تلبس ثياب الأميرة الفاخرة ظناً أنّها هي الأميرة، وبقيت الأميرة الحقيقية في الخارج ولم يعطها أي شخص أي اهتمام، ولكن الأمير التفت لها بعد ذلك وسأل الوصيفة عنها وقال لها: من هذه البنت الجميلة التي كانت برفقتك؟ قالت له: هذه واحدة من المتسولات جاءت معي لكي أبحث لها عن عمل.
فقال لها الملك: حسناً فلتعمل مع راعي الإوز، فوافقت ولكنّها طلبت من الملك طلباً غريباً وقالت له: أريد منك قتل حصاني فهو حصان شرس جدّاً وكاد أن يوقعني عن ظهره أكثر من مرة، وكانت الأميرة خائفة من هذا الحصان أن ينطق ويفضح الوصيفة بالحقيقة.
اندهش الملك لهذا الطلب ولكنّه أراد تنفيذه، فبعث أحد الجنود لقتله، سمعت الأميرة بذلك وحاولت منع الجندي من قتل الحصان الذي كان هدية من أمّها ولم تستطيع، ولكنها في النهاية أعطت هذا الرجل قطعة ذهبية مقابل أن يعلق رأسه فتراه كلمّا خرجت لترعى الإوز.
في اليوم التالي خرجت وعندما نظرت لرأسه بكت وقالت له: إن موتك قد أبكى فؤادي، فقال لها الحصان: ستحزنين ليوم وتفرحين غداً، ذهبت الأميرة إلى الحقل لترعى الإوز وقامت بفرد شعرها الذهبي الطويل لكي ترتبّه، وكان الولد الذي يرافقها بالحقل شقي جدّاً ويحب مضايقة البنات، فجاء لشد شعرها ولكن حصل أمر عجيب، فهبّت رياح قوية وأزاحت قبعة هذا الفتى وراح يركض وراءها، وحصل هذا الأمر لأكثر من مرة، قرّر هذا الفتى أن يخبر الملك بما يرى، فالرياح تحمي هذه البنت وكان يراها وهي تكلم رأس الحصان كذلك.
قرّر الملك أن يرى ما حقيقة قول هذا الفتى، فتبعه باليوم التالي وراقب الأميرة التي أصبحت راعية الإوز فوجدها تكلّم الحصان والرياح، ورأى كذلك شعرها الذهبي الطويل فقرّر الذهاب لها وسألها أن تقل له من هي، فقالت له: أنا أخاف أن أقول لك من أنا فقد أقسمت بعدم القول، قام هذا الملك وتبعها للكوخ الذي تسكن به وكان به مدفأة من حديد فقال لها: أخبري المدفأة بالحقيقة فهي ليست أحد.
صدقت الأميرة كلامه واقتربت من المدفئة وبدأت بقول الحقيقة وقالت: أنا الأميرة ووصيفتي خدعتني وأخذت ثيابي وكل ما أملك وأمي ستحزن كثيراً لو علمت ما حدث لي، كان هذا الملك قد يضع أذنه بالقرب من المدفئة من الخارج وسمع كلام الأميرة.
في مساء هذا اليوم قرّر الملك أن يقوم بعمل وليمة كبيرة، وجلس بجانب الأميرة راعية الإوز وكانت تلبس ثوباً مطرزاً بالذهب والفضة حتى فتن الجميع بجمالها، وحتى إن الأميرة المزيفة لم تعرفها وكانت تجلس بالجهة الأخرى، وبعد الطعام بدأ الملك بسرد حكاية عن خادم قام بخداع سيده وأخذ مكانه وسرق أملاكه ونظر للأميرة المزيفة وقال لها: ما هو القصاص الذي يناسب ذلك الخادم؟ ضحكت الأميرة ضحكة مليئة بالشر وقالت: أرى أن يأخذ منه ملابسه ومجوهراته وأن يضعه داخل برميل ويقوم بجره به خارجاً عقاباً لما فعل، ضحك الملك وقال لها: حسناً هذا عقاب عادل وسوف تنالينه أيّتها الأميرة المزيفة.