قصة قصيدة أبا خالد بادت خراسان بعدكم

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة أبا خالد بادت خراسان بعدكم

أمّا عن مناسبة قصيدة “أبا خالد بادت خراسان بعدكم” فيروى بأن يزيد بن المهلب خرج في يوم من الأيام من مدينة البصرة في العراق، وتوجه صوب مكة المكرمة لأداء مناسك الحج، وعندما إلى هنالك طلب من رجاله أن يحضروا له حلاقًا يحلق له رأسه، فخرج أحدهم وبحث له عن حلاق، وأتاه بأحدهم، وقام بحلاقة رأسه، وعندما انتهى من ذلك أمر له اليزيد بن المهلب بخمسة آلاف درهم، ففرح الحلاق بذلك فرحًا كبيرًا، وقال له: سوف آخذ هذه الخمسة آلاف، وأذهب إلى زوجتي، وأخبرها بأني أصبحت غنيًا، فضحك ابن المهلب، وأمر له بخمسة آلاف درهم أخرى، ففرح الحلاق فرحًا أكبر مما سبق، وقال له: إن امرأتي طالق إن قمت بحلاقة رأس رجل من بعدك.

وصادف أن الحجاج بن يوسف الثقفي قد أمر في ذلك الوقت بسجن اليزيد بن المهلب، على خراج عليه مقداره مائة ألف درهم، وعندما عاد من الحج، وضع في السجن، وبينما هو في السجن تم جمع المائة ألف درهم له، وأتاه الفرزدق يزوره بعد ذلك وطلب من الحاجب أن يدخله إليه، فقال له الحاجب: إنه في مكان لا يمكن لأحد الدخول إليه فيه، فقال له الفرزدق: إني قد تألمت لما أصابه، وهذا سبب قدومي، فإني لم آتي إليه مادحًا، فأذن له الحاجب بالدخول إليه، وعندما رآه الفرزدق أخذ ينشد قائلًا:

أَبا خالِدٍ بادَت خُراسانُ بَعدَكُم
وَقالَ ذَوُو الحاجاتِ أَينَ يَزيدُ

فَلا مُطِرَ المَروانِ بَعدَكَ قَطرَةً
وَلا اِبتَلَّ بِالمَروَينِ بَعدَكَ عودُ

وعندما سمع يزيد ما قال الفرزدق فيه، التفت إلى الحاجب، وقال له: ادفع للفرزدق المائة ألف درهم التي جمعوها من أجلي، ودع جسدي للحجاج يفعل به ما يريد، فالتفت الحاجب للفرزدق، وقال له: والله إن هذا ما كنت منه خائفًا عندما منعتك من الدخول إليه، ومن ثم أعطاه المائة ألف درهم، فأخذها الفرزدق، وخرج منصرفًا.

نبذة عن الفرزدق

الفرزدق بن غالب بن صعصعة المجاشعي التميمي، شاعر من شعراء عصر الخلافة الراشدة والعصر الأموي، حيث ولد في فترة خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولد في أرض كاظمة في الكويت، وتوفي في البصرة في العراق.

المصدر: كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثيركتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسيكتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهانيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة


شارك المقالة: