قصة قصيدة أطعت الآمريك بقطع حبلى
للعاشقين قصص وأخبار، منها ما انتهى بقرب وزواج، ومنها ما انتهى بقطيعة وشوق، ومن هؤلاء العاشقين شاعرنا ابن الدمينة الذي انتهت قصة عشقه بقطيعة وشوق.
أما عن مناسبة قصيدة “أطعت الآمريك بقطع حبلى” فيروى بأن ابن هرمة لقي في يوم من الأيام أحد أصدقائه بينما كان في السوق، فوقف معه، ورد عليه السلام، وسأله قائلًا: من أين أتيت؟، فقال له: من المسجد، ولم تكن ساعتها ساعة صلاة، فقال له: وما الذي فعلته هنالك؟، فقال له: كنت جالسًا مع إبراهيم بن الوليد المخزومي، فقال له ابن الهرمة: وماذا قال لك؟، فقال: لقد طلب مني أن أطلق زوجتي، فقال له ابن الهرمة: وماذا أجبته؟، فقال له: لم أجبه بشيء، بل سكت عن الكلام، فقال له ابن الهرمة: والله إنه لم يقل لك ذلك إلا بسبب شيء أظهرته له، وكتمته عني، أفرأيت إن طلبت منه أن يطلق امرأته فهل سيفعل ذلك؟، فقال له: لا والله، فقال ابن الهرمة: لقد كان ابن الدمينة أنصف منك، فقد كان يعشق فتاة من قومه، فبعثت له بأن أهلها منعوها عن لقائه، فأرسل لها:
أَطَعتِ الآمِرِيكِ بِقَطعِ حَبلِى
مُرِيهِم فِى أَحِبَّتِهِم بِذَاكِ
يعاتب ابن الدمينة حبيبته التي استمعت إلى كلام أهلها بأن تبتعد عنه، ولا تلقاه، ويقول لها بأنها أطاعتهم على قطع وصاله، ويطلب منها أن تأمرهم بأن يفعلوا بمن يحبون كما أمروها أن تفعل معه.
فَإن هُم طاوعُوكِ فطَاوِعِيهِم
وَإِن عَاصَوكِ فاعصِى مَن عَصَاكِ
أَمَا وَالرَّاقِصاتِ بِكُلِّ فَجٍّ
وَمَن صَلَّى بِنَعمانِ الأراكِ
لَقَد أَضمَرتُ حُبَّكِ فِى فُؤَادِى
وَما أَضمَرتُ حُبّاً مِن سِواكِ
نبذة عن ابن الدمينة
هو عبد الله بن عبيد الله ابن الدمينة الأكلبي، وهو شاعر غزل من شعراء العصر الأموي.
الخلاصة من قصة القصيدة: لقي ابن الهرمة صديقًا له، فأخبره صديقه بأن رجلًا قد طلب منه أن يطلق زوجته، فسأله عن سبب ذلك، وعن رده عليه، فأخبره بأنه لم يرد عليه، وبأنه لا يعلم سبب ذلك، فقال له بأنه قد أظهر لذلك الشخص شيئًا وكتمه عنه، ومن ثم أخبره بقصة ابن الدمينة الذي كان يحب فتاة، فمنعوها أهلها عن لقاءه، فأجابتهم إلى ذلك، فبعث إليها شعرًا يعاتبها فيه.