قصة قصيدة ألا لا أبالي اليوم ما صنع الدهر

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة ألا لا أبالي اليوم ما صنع الدهر

أمّا عن مناسبة قصيدة “ألا لا أبالي اليوم ما صنع الدهر” فيروى بأن والد منظور بن زبان كان قد تزوج من امرأة يقال لها مليكة بنت خارجة بن سنان المزني، ولكنها لم تلد له، وبعد أن توفي قام منظور بالزواج منها، فولدت منه هاشم وعبد الجبار وخولة، فقام الرسول صل الله عليه وسلم ببعث خال البراء إليه لكي يقتله، ولكن عندما وصله خبر ذلك هرب هو وزوجته، فلم يستطع خال البراء من الإمساك به.

وعندما أصبح أبو بكر الصديق خليفة المسلمين، قام بطلبه هو وزوجته، فوجدهما في البحرين، فبعث لهما أحد لكي يحضرهما إلى المدينة المنورة، وعندما أتى إلى المدينة، أمره أبو بكر الصديق بأن يطلق زوجته، ولكنها بقيت معه حتى أصبح عمر بن الخطاب خليفة للمسلمين، وفي يوم من الأيام رفع أمره إلى عمر بن الخطاب، فبعث في طلبه، وعندما أتاه سأله عما قيل فيه من شرب الخمر، وتزوجه من امرأة أبيه، وقال له: هل تتزوج من امرأة أبيك وهي أمك؟، ألم يصلك أن هذا نكاح المقت؟، فاعترف منظور له بذلك، وقال له: والله إنه لم يصلني بأن ما فعلت حرام، فأمر الخليفة بوضعه في السجن، وبعد صلاة العصر، أمر به، فأحضروه، فجعله يقسم بأنه لم يكن يعلم بأن ما فعل حرام، فأقسم على ذلك أربعين مرة، فخلى الخليفة سبيله، وقال له: والله لو أنك لم تقسم لضربت لك عنقك، وفرق بينه وبين زوجته، وفي خبر ذلك أنشد الوليد بن سعيد المري قائلًا:

بِئْسَ الخَلِيفَةُ لِلآبَاءِ قَدْ عَلِمُوا
فِي الأمَّهَاتِ أَبُو زَبَّانَ مَنْظُورُ

فاشتد عليه فراقها، فرآها يومًا تمشي في الطريق فأنشد قائلًا:

أَلاَ لاَ أُبَالِي اليَومَ مَا صَنَعَ الدَّهْـــــرُ
إِذَا مُنِعَتْ منِّي مُلَيْكَةُ والخَمْرُ

فَإِنْ تَكُ قَدْ أَمْسَتْ بَعِيدًا مَزَارُهَا
فَحَيّ ابْنَةَ المرِّيِّ مَا طَلَعَ الفَجْرُ

وقال أيضًا:

لَعَمْرُ أَبِي دِينٌ يُفَرِّقُ بَيْنَنَـــا
وَبَيْنَكِ قَسْرًا إِنَّهُ لَعَظِيــــمُ

ووصل خبر ذلك إلى عمر بن الخطاب فبعث في طلبه، ولكنه هرب.

نبذة عن منظور بن زبان

هو منظور بن زبان بن سيار بن عمرو بن عقيل بن هلال الفزاري، صحابي، وشاعر. وكان سيدًا من سادات قومه.

المصدر: كتاب "البداية والنهاية" تأليف ابن كثير كتاب "العقد الفريد" تأليف ابن عبد ربه الأندلسي كتاب "الأغاني" تأليف أبو فرج الأصفهانيكتاب "الشعر والشعراء" تأليف ابن قتيبة


شارك المقالة: