قصة قصيدة إن ذنبي وزن السماوات والأرض

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة إن ذنبي وزن السماوات والأرض

أمّا عن مناسبة قصيدة “إن ذنبي وزن السماوات والأرض” فيروى بأنه في يوم من الأيام قام الحجاج بن يوسف الثقفي ببعث كتاب إلى عامله في خراسان، وبعث له في الكتاب بأنه قد انتبه إلى ان عمره قد أصبح ثلاثة وخمسون عامًا، وقال له بأنّه من وصل الخمسين من عمره قد أوشك على النهاية، وكان سبب بعثه لهذا الكتاب بأنه قد أحس بأن المرض قد انتشر في جسمه، فقد أصيب بمرض في معدته، ولم ينفع العلاج معه، ومن ثم بعث بوصيته للخليفة الوليد بن عبد الملك بن مروان.

وفي يوم وبينما هو في مجلسه، قال لرجلين من رجاله: اسندوني، فسندوه، فوقف، ونادى بأن يسمحوا للناس بالدخول إلى مجلسه، وعندما دخل الناس إلى مجلسه، أخذ يذكر الموت، وكربه، ومن ثم ذكر اللحد ووحشته، ومن ثم تكلم عن الدنيا وزوالها، ومن ثم تكلم عن الآخرة وكربها، ومن ثم أخذ ينشد قائلًا:

إن ذنبي وزن السماوات والأرض
وظني بخالقي أن يحابي

فلئن من بالرضى فهو ظني
ولئن مر بالكتاب عذابي

لم يكن ذاك منه ظلما وهل
يظلم رب يرجى لحسن المآب

وعندما سمع أهل العراق بخبر مرضه، وباقتراب موته فرحوا، وشمتوا به، وأظهروا ذلك بطريقة سيئة، ففي يوم دخل على مجلسه رجل يقال له أبو المنذر يعلى بن مخلد المجاشعي، وقال له: كيف ترى ما أنت فيه من سكرات الموت؟، فقال له الحجاج: والله إنها شديدة، ألمها مضيض، وجهدها جهيد، والويل الويل إن لم يرحمني الله، فقال له أبو المنذر: إن الله يرحم من كان رحيمًا كريمًا، وإني أشهد بأن قرين فرعون وهامان، لما فعلته بالناس، فإنك قد قتلت الصالحين منهم، وأطعت المخلوق في عصية الخالق، فرفع الحجاج رأسه، وأخذ ينشد قائلًا:

رب إن العباد قد أيأسوني
ورجائي لك الغداة عظيم

وكان (الحجاج) يدعو حين حضرته الوفاة فيقول : “اللهم اغفر لي، فإن الناس يزعمون أنك لن تفعل”.

نبذة عن الحجاج بن يوسف الثقفي

هو هو أبو محمد الحجاج كليب بن يوسف بن الحكم الثقفي، ولد في الطائف، ولاه الخليفة عبد الملك بن مروان ولاية مكة المكرمة، ومن بعدها ولاه على العراق.


شارك المقالة: