إن الله لا يحب الظالمين، ولا يجب علينا أن نظلم أحد، فإن هنالك يوم حساب، وسوف يحاسب كل مظلوم عما قام به من ظلم، ومن القصص التي تروي حكاية مظلوم، هي قصة هارون الرشيد مع يحيى بن خالد البرمكي، حيث وضعه في السجن ظلمًا، ولم يقبل أن يخرجه منه على الرغم من اعتذاره منه.
من هو علي بن أبي طالب؟
أبو الحسن علي بن أبي طالب الهاشمي القُرشي، ابن عم رسول الله، وزوج ابنته فاطمة الزهراء رضي الله عنها، وهو رابع الخلفاء الراشدين، ولد في مكة المكرمة، وتوفي في الكوفة في العراق.
قصة قصيدة ستعلم في الحساب إذا التقينا
أما عن مناسبة قصيدة “ستعلم في الحساب إذا التقينا” فيروى بأن الخليفة العباسي خرج في يوم من أيام شهر رمضان إلى مكة المكرمة، وخرج معه حاشيته وعسكره، وكان قد نذر بأن يخرج إلى الحج، وبقي هنالك حتى أتى موعد الحج، فكانت تضرب له الخيم المكللة بالديباج، والمفروشة بأفضل أنواع الحرير، وكان يخرج من خيمة إلى خيمة، والناس تنظر إليه، حتى وصل إلى الحرم المكي، وأدى فريضة الحج، وبينما هو في الحج كان يحيى بن خالد البرمكي في السجن، وأدرك بأنه ميت لا محالة، فكتب كتاب، وأعطاه لابنه الفضل، وأوصاه أن يوصله إلى الخليفة، وكتب في هذا الكتاب أبياتًا للخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهي:
سَتَعلَمُ في الحِسابِ إِذا الِتَقَينا
غَداً عِندَ المَليكِ مَنِ الغَشومُ
يتوعد الشاعر في هذا البيت ويخبر من ظلمه بأنه سوف يلقاه يوم القيامة، وسوف يطالبه بحقه في ذلك اليوم.
سَتَنقَطِعُ اللِذاذَةُ عَن أُناسٍ
مِن الدُنيا وَتَنقَطِع الهُمومُ
لِأَمرٍ ما تَصَرَّفَتِ اللَيالي
لِأَمرٍ ما تَحَرَّكَتِ النُجومُ
سَلِ الأَيّامَ عَن أُمَمٍ تَقَضَّت
سَتُخبِرُكَ المَعالِمُ وَالرُسومُ
تَرومُ الخُلدَ في دارِ المَنايا
فَكَم قَد رامَ مِثلَكَ ما تَرومُ
وعندما انتهى الخليفة من أداء فريضة الحج وعاد إلى بغداد، بعث الفضل بن يحيى بكتاب والده إليه، وعندما قرأها وعلم بموت يحيى، قال: والله إن الجود والكرم والسخاء قد مات عندما مات، والله لو أنه ما زال حيًا لعفوت عنه، ثم أمر بإخراج الفضل من السجن، ووضعه وزيرًا مكان أخيه جعفر.
الخلاصة من قصة القصيدة: بينما كان الخليفة هارون الرشيد في الحج، كان يحيى بن خالد البرمكي في السجن، وعندما اقتربت منيته، وعلم بأنه مفارق، بعث بأبيات من الشعر مع ابنه الفضل إلى الخليفة هارون الرشيد يخبره فيها بأنه قد ظلمه، وبأنه سوف يطلب حقه منه يوم القيامة.