للغة العربية علوم وأصول أخذت عن القدماء من العرب، ولا يتقن هذه الأصول سوى قليل من الناس، وقد أخذ العديد من الناس أصول اللغة عن أناس لا يجيدونها، ومن هؤلاء الكسائي الذي أخذ اللغة عن ناس لا يتقنونها.
من هو يحيى بن مبارك اليزيدي؟
أبو محمد يحيى بن المبارك اليزيدي الأموي، ولد في مدينة البصرة في العراق، ومن ثم سكن في مدينة بغداد، وانتقل إلى مكة المكرمة وحدث هنالك.
قصة قصيدة كنا نقيس النحو فيما مضى
أما عن مناسبة قصيدة “كنا نقيس النحو فيما مضى” فيروى بأن الكسائي ولد في مدينة الكوفة في العراق، ومن ثم انتقل إل مدينة بغداد، وبينما هو في مدينة بغداد قدم إلى هنالك نزل أعراب الحليمات في منطقة من مناطق بغداد يقال لها قطربل، وقد اشتهرت هذه المنطقة بالخمر وأسباب اللهو، وقد اشتهر أعراب الحليمات بأنهم غير فصحاء، وبأنهم لا يفقهون شيئًا من اللغة.
ويروى بأن الكسائي قد اختلط معهم، وأخذ منهم اللغة، فخلط في علمه، وفي يوم من الأيام قام الكسائي بمناظرة سيبويه، وفي تلك المناظرة استشهد الكسائي بلغتهم على سيبويه، فأنشد في خبر ذلك أبو محمد يحيى بن المبارك اليزيدي قائلًا:
كُنَّا نَقيِسُ النحوَ فيما مضى
على لسانِ العربِ الأولِ
يقول الشاعر في هذا البيت بأن علماء النحو في زمانهم كانوا يأخذون قواعد اللغة من العرب القدماء.
حتى أتى قومٌ يَقيسُونَه
على لغيِ أشياخِ قُطربلِ
ويقول في هذا البيت بأنهم استمروا بأخذ علوم اللغة من القدماء حتى أتى قوم يقيسونه على سكان منطقة قطربل في بغداد.
فجاءنا قومٌ يَقيسونَهُ
على لسانِ النبطِ الأرذلِ
فكلُّهمْ يعمل في نقضِ ما
به يصابُ الحقُّ لا يأتَلي
إن الكسائيَّ وأصحابهُ
يرقَونَ في النحوِ إلى أسفلِ
يهجو الشاعر في هذا البيت الكسائي ومن معه، ويقول بأنهم يهدمون اللغة العربية، ويسيرون بها إلى الأسفل.
الخلاصة من قصة القصيدة: كان الكسائي قد أخذ اللغة العربية من أعراب الحليمات عندما نزلوا في منطقة من مناطق بغداد يقال لها قطربل، وبعد ذلك بمدة من الزمان ناظر الكسائي سيبويه، فاستشهد بلغة أعراب الحليمات في تلك المناظرة، فهجاه بسبب ذلك اليزيدي.