قصة قصيدة هذي سماؤك فلتصعد إلى أمل

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة هذي سماؤك فلتصعد إلى أمل

أمّا عن مناسبة قصيدة “هذي سماؤك فلتصعد إلى أمل” فيروى بأن أبو الحسن بن اليسع الكاتب كان في يوم من الأيام خارج مدينة قرطبة، فأتاه أبو الحسين بن سراج وجماعة معه، وأصروا عليه أن يسير معهم صوب المعتمد بن عباد صاحب إشبيلية، ولكنه لم يرغب بالخروج معهم، ولكنه وبعد إلحاحهم خرج معهم، وأخذ معهم حصانًا كبيرًا في العمر، لعله يتعب في الطريق، ويكون ذلك عذرًا له بالانفصال عنهم، والعودة إلى قرطبة، فحصل له ما أراد، وانفصل عنهم، وعاد إلى بيته، فكتب إليه أبو الحسين بن سراج، قائلًا:

عمري أبا حسن لقد جئت التي
عطفت عليك ملامة الإخوان

لما رأيت اليوم ولّى عمره
والليل مقتبل الشبيبة دان

والشمس تنفض زعفراناً بالرّبى
وتفتّ مسكتها على الغيطان

أطلعتها شمساً وأنت عطارد
وحففتها بكواكب النّدمان

وبعد ذلك بمدة تجرك المعتمد بن عباد صوب لورقة، وكان معه الجيش الذي بقي عنده من بعد غزوة الزلاقة، وكان يريد أن يتمكن من ابن رشيق، بسبب خروجه عن أمره في مرسية، فكتب إليه أبو الحسن بن اليسع، وقد اقترب منه، قائلًا:

هذي سماؤك فلتصعد إلى أمل
أمنيّتي منه رعي في كواكبها

منعتها وملوك الوقت تطلبها
سعياً لملكك فلتهنأ به وبها

واستمر ابن العباد بالمسير صوب مدينة مرسية، وقاتل جيش ابن رشيق، ولكنه لم يظفر من ذلك بشيء، حيث قام ابن رشيق بخدعه، وتوجه عائدًا إلى إشبيلية، وبعد ذلك، وفي عام أربعمائة وثلاث وثمانون للهجرة، تمكن ابن عباد من الاستيلاء على مدينة مرسية، وتمكن من أسر ابن رشيق، وقام بوضعه في السجن، ولكنه أبقى على أبي الحسن بن اليسع واليًا على مدينة لورقة، فأنشد في خبر ذلك أبو الحسن جعفر بن إبراهيم بن الحاج اللورقي قائلًا:

قل لي، ابن لي، هل تأملتها
أو هل تدبرت لها عاقبه؟

بالأمس أعيتك رشيقية
واليوم أحدثت لها صاحبه

نبذة عن أبي الحسن بن اليسع

هو ذو الوزارتين القائد أبو الحسن بن اليسع، والي مدينة لورقة في الأندلس في فترة حكم ملوك الطوائف في الأندلس.


شارك المقالة: