قصة قصيدة وفؤادي كلما عاتبته

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة وفؤادي كلما عاتبته

أمّا عن مناسبة قصيدة “وفؤادي كلما عاتبته” فيروى بأنه في يوم من الأيام أتى جماعة إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، ودخلوا إلى مجلسه، وردوا عليه السلام، فرد عليهم سلامهم، وأجلسهم، وسألهم عن سبب قدومهم، فقالوا له: يا أمير المؤمنين، إن عندنا في مسجدنا إمام شاب، وإن هذا الشاب عندما يصلي بنا، يجلس بعد الصلاة، ولا يقوم من مجلسه إلا بعد أن ينشد قصيدة، فقال لهم الخليفة عمر: قوموا معي، نذهب إليه، فإني إن قمت بدعوته إلى هنا، فسوف يظن بأني قد كرهت ما سمعت عنه، فقام الخليفة ومعه القوم، وتوجهوا إلى بيت هذا الشاب، وطرق عليه الخليفة باب بيته، فخرج إليهم، وعندما رأى الخليفة أمامه، استغرب، وقال له: يا أمير المؤمنين، ما الذي أتى بك إلى بيتي؟، فقال له الخليفة: لقد بلغني عنك أمر لم أحبه، فقال له الشاب: يا أمير المؤمنين، ما الذي بلغك عني؟، فقال له الخليفة: لقد وصلني أنك تتغنى بالشعر بعد الصلاة، فقال له الشاب: إنها موعظة أعظ نفسي بها، فقال له الخليفة: هات أسمعني إياها، فإن كانت حسنة قلتها معك، وإن كانت قبيحة نهيتك عنها، فأخذ الشاب ينشد قائلًا:

وفؤادي كلما عاتبته
عاد في اللذات يبغي نصبي

لا أراه الدهر إلا لاهيا
في تماديه فقد برح بي

يا قرين السوء ما هذا الصبا
فني العمر كذا باللعب

وشباب بان مني ومضى
قبل أن أقضي منه أربي

ما أرجي بعده إلا الفنا
طبق الشيب على مطلبي

ويح نفسي لا أراها أبدا
في جميل لا ولا في أدب

نفس لا كنت ولا كان الهوى
اتق الله وخافي وارهبي

وعندما سمع الخليفة ما قال هذا الشاب من شعر أخذ يبكي حتى ابتلت لحيته، ثم التفت إليه، وقال له: هكذا فليغني كل من غنى، ومن ثم قال له: وأنا أقول:

نفس لا كنت ولا كان الهوى
رابضي الموت وخافي وارهبي

حالة الشاعر

كانت حالة الشاعر عندما أنشد هذه القصيدة الخوف من الله تعالى، والتقوى، فهو يرى بأن هذه الدنيا فانية، لا يجب عليه أن يقضيها إلا بعبادة الله تعالى.


شارك المقالة: