قصة قصيدة يا بن هند دع التوثب في الحرب

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة يا بن هند دع التوثب في الحرب

نشبت الخلافات بين معاوية بن أبي سفيان وبين الأنصار من الأوس والخزرج عندما أصبح معاوية خليفة المسلمين، فهم لم يقبلوا به، وفي هذه الخلافات قصص وحكايات، ومن هذه القصص قصتنا لليوم.

أما عن مناسبة قصيدة “يا بن هند دع التوثب في الحرر” فيروى بأن معاوية بن أبي سفيان قام في يوم من الأيام بدعوة النعمان بن بشر بن سعد الأنصاري ومسلمة بن مخلد الأنصاري، وقال لهما: لقد أذاني ما لقيت من الأوس والخزرج، فقد وضعوا سيوفهم على جنوبهم، يدعون إلى القتال، حتى جبن من معي من الشجعان، حتى أني لم أسأل عن فارس من أهل الشام إلا وقالوا أنه قتل على يد الأنصار، والله إني سوف ألقاهم بحدة وحديد، فهم قد نصروا، ولكنهم بعد ذلك أفسدوا حقهم بباطلهم.

وعندما سمع النعمان بن بشر هذا الكلام غضب غضبًا شديدًا، وقال لمعاوية: لا تلم الأنصار على سرعتهم في الحرب، فإنهم كانوا على ذلك في الجاهلية، وأما ندائهم إلى القتال فإنك رأيتهم مع الرسول صل الله عليه وسلم، وأما لقائك لهم، فإنك تعلم ما لقيت منهم قريش عندما لقوهم، فإن أحببت أن ترى منهم ما رأت قريش فعليك بهم.

ووصل خبر ذلك إلى الأنصار، فجمعهم قيس بن سعد الأنصاري، وقال لهم: إن معاوية بن أبي سفيان قد قال ما وصلكم منه، وجواب النعمان له، فلعمري إن أغضبتم معاوية اليوم فإنكم قد أغضبتموه في الأمس، ولا يوجد لكم إليه من ذنب أكبر من نصر هذا الدين الذي أنتم عليه، فقوموا اليوم قومة تنسوه بها ما كان في الأمس، وأنتم من اللواء الذي قاتل عن يمينه جبريل وعن يساره ميكائيل، وهم مع لواء أبي جهل والأحزاب، ومن ثم أخذ ينشد قائلًا:

يـا بـن هـنـدٍ دع التوثبَ في الحرب
إذا نــحـن فـي البـلاد نـأيـنـا

يخاطب الشاعر معاوية بن أبي سفيان ويعايره بأمه هند، وما فعلت عندما قتلت حمزة وأكلت كبده.

نــحـن مـنـكَ الغـداةَ أقـربُ مـن أمسِ
وقــد قــربَ القــنـا عـسـكـريـنـا

نـحـن مـن قـد رأيـت فـادن إذا شئتَ
بـمـن شـئتَ فـي العـجـاجِ إليـنـا

إن بـرزنـا بـالجـمـع نـلقك بالجمعِ
وإن شـــئتَ مـــحــضــةً أســريــنــا

إن تـــشـــا فـــارسٌ له فـــارسٌ مــننـا
وإن شـئت بـاللفـيـف التـقينا

فالقنا في اللفيف نلقك في الخزرج
نــدعــو فــي حـربـنـا أبـويـنـا

أي هــــذيــــن مــــا أردتَ فـــخـــذهُ
ليــس مـنـا وليـسَ مـنـكَ الهـويـنـى

ثــم لا تــنــزع العــجــاجــةُ حـتـى
تـنـجـلي حـربـنـا لنـا أو عـليـنـا

ليــت مــا تــطـلب الغـداة أتـانـا
أنــعــم اللَه بــالشــهـادة عـيـنـا

إنــنــا إنــنــا الذيـن إذا الفـتحُ
شــهــدنــا وخــيــبــراً وحـنـيـنـا

وعندما وصل شعر قيس إلى معاوية بن أبي سفيان قال لعمرو بن العاص: ما رأيك في شتم الأنصار لي؟، فقال له: أرى بأن عليك أن تتوعدهم وأن لا تقوم بشتمهم، وإن ذممتهم فذمهم هم ولا تذم أحسابهم، فقال له معاوية: إن قيس بن سعد يريد أن يفنينا إن لم يمنعه عنا مانع، فما رأيك؟، فقال له: الرأي التوكل والصبر.

نبذة عن قيس بن سعد الأنصاري

هو قيس بن سعد بن عبادة الساعدي الخزرجي، وهو صحابي جليل من أكرم بيوت العرب وأعرقها نسبًا.

الخلاصة من قصة القصيدة: عندما رأى معاوية بن أبي سفيان قتال الأنصار له، جمع اثنان من رجالهم، وهددهم، فرد عليه أحدهم، وعندما وصل خبر ذلك إلى الأنصار، خطب فيهم قيس بن سعد الأنصاري، وحثهم على قتال معاوية بن أبي سفيان.


شارك المقالة: