قصة قصيدة يا ملكا أمست تجيب به
أمّا عن مناسبة قصيدة “يا ملكا أمست تجيب به” فيروى بأن عبد الله بن مسلمة كان من أهل مكناسة، وكان سابور العامري من رجال الخليفة المستنصر بالله، ويروى بأن عبد الله بن مسلمة قد صحب سابور العامري، فرمى إليه سابور أموره، وجعله يدبر له أعماله، فزاد شأن عبد الله بن مسلمة، وعندما توفي سابور ورث عبد الله الحكم من بعده، فاستولى على الحكم، وأصبح أول حكام بني الأفطس في عهد ملوك الطوائف في الأندلس، ولقب بالمنصور، ويروى بأنه ينتسب إلى بني تجيب، وفي هذا النسب مدحه العديد من الشعراء ومنهم ابن شرف القيرواني، الذي أنشد فيه مادحًا:
يا ملكاً أمست تجيب به
تحسد قحطان عليها نزار
لولاك لم تشرق معدّ بها
جلّ أبو ذرّ فجلّت غفار
وقد حكم المنصور بن الأفطس مناطق واسعة من أراضي جنوب البرتغال اليوم، ومن المدن التي حكمها مدينة باجة وماردة ولشبونة وقلمرية، وغيرها العديد من المدن، ولكن جاره أبي القاسم بن عباد، وهو ملك إشبيلية كان طامعًا في هذه المدن، فانتهز ثورة باجة على منصور بن الأفطس، وبعث بجيش على رأسه ابنه إسماعيل، وكان في هذا الجيش قوات من قرمونة، حيث كان صاحب قرمونة محمد البرزالي حليفًا من حلفاء ابن عباد، وتمكن جيشه من إلحاق الهزيمة بجيوش ابن الأفطس، وأسروا ابنه محمد، وبقي أسيرًا عندهم حتى عام أربعمائة ووحد وعشرين للهجرة.
ومن بعده استلم الحكم ابنه المظفر، الذي توفي في عام أربعمائة وستين للهجرة، فتولى الحكم من بعده ابنه يحيى بطليوس والذي سمي بالمنصور، وكان وقتها أخوه عمر المتوكل في منطقة يقال لها يابرة، ودار بين الأخوين منافسة طويلة على الحكم كادت أن تفسد الحال بينهما، ولكن وبعد فترة من الزمان وصله خبر موت أخيه يحيى، فانتقل إلى حاضرة بطليوس، وقام باحتلالها، ووضع ابنه العباس على بايرة، وأصبح هو احاكم على طليطلة، وعظم شأنه.
نبذة عن ابن شرف القيرواني
هو أبو عبيد الله محمد بن أبي سعيد بن شرف الجذامي القيرواني، أديب وشاعر من شعراء الأندلس، ولد في القيروان، وتوفي في إشبيلية.