عند الانتهاء من قراءة أي قصة يجب محاولة استخراج العبرة والفائدة منها، وفي هذه القصة سنتعرّف على مجموعة من الحيوانات تعيش مع بعضها البعض، وكان كل منهم يؤدي مهمته ولكن دون مراعاة لصعوبة هذه المهمة أو لمشاعر صاحبها، فحدثت المشاكل واستطاع في نهاية القصة أحد هذه الحيوانات إيجاد الحل المناسب.
كلب الحراسة:
كان هنالك مجموعة من الحيوانات تعيش مع بعضها البعض في مزرعة، وكان من بين هذه الحيوانات كلب للحراسة، وكان هذا الكلب صديق لكل الحيوانات؛ حيث كان يقف طوال الليل من أجل حمايتهم، وكان في المزرعة ديك يستيقظ على أذان الفجر ويقوم بالصياح وهذا من أجل إيقاظ صاحب المزرعة وأهله لوقت صلاة الفجر وأداء أعمالهم..
وكان الكلب يذهب للنوم عندما ينهي عمل الحراسة أي عند انتهاء الديك من الصياح، ولكن عندما ينام يعود الديك للصياح فيستيقظ الكلب مرة أخرى، وكان هذا الكلب يشعر بالغضب والضيق بسبب عدم قدرته على النوم؛ فحتّى عند انتهاء الديك من الصياح كانت الصيصان تأتي أمام منزله وتبدأ بالزقزقة بطريقة تمنعه من النوم، وكان هذا الأمر يتكرّر في كل يوم.
وفي يوم من الأيام كان الكلب واقفاً يحرس المزرعة كعادته، ولكنه كان يذهب في النوم لبعض الوقت وهذا لعدم قدرته على النوم أثناء النهار بسبب صياح الديك، وفي هذه الأثناء كان هنالك ذئباً يقوم بمراقبة الكلب ولاحظ هذا الذئب لقوة مكره أن الكلب ينام مرة ويستيقظ مرة، فانتظره حتّى ينام وعندما رآه يغمض عينيه تسلّل هذا الذئب لداخل المزرعة بهدوء، ولكن الكلب استيقظ فجأة.
أخذ الكلب بالنباح فهرب الذئب بعيداً، استيقظت جميع الحيوانات وسألت الكلب عن سبب نباحه، فأخبرهم بما حدث وأن الذئب كان يريد أكل الصيصان ولكنه قد حماهم منه بنباحه، فجاء الديك وشكر الكلب لأنّه حمى الصيصان واعتذر له كذلك لأنّه كان السبب في تعبه وذهابه للنوم وقال له: أيها الكلب يجب على كل منا أن يراعي مهمة غيره لذلك دعنا نستشير أصدقائنا الحيوانات ونرى، فجاء الأرنب وقال: أنا لدي الحل إن رضيتم، فقالوا: ما هو؟
اقترح الأرنب أن يسكن الكلب في منزل بعيد عن الديك حتى يتسنّى له النوم في وقت الفجر، فوافق الجميع بذلك الاقتراح، وأدركت بذلك جميع الحيوانات أنّه يجب عليها أن تتعاون مع بعضها البعض.