نبذة عن قصة لماذا يحب اللقلق هولندا:
تُعد قصة لماذا يحب اللقلق هولندا هي قصة هولنديّة خياليّة شعبيّة، قامَ بتأليفها الكاتب ويليام إيليوت جريفيس؛ لتحاكي خيال الأطفال. دون كل دول أوروبا هذا الطائر الحكيم طويل وكبير الرأس والأرجل يحب هولندا. يصنع طائر اللقلق أعشاشه بين البلاط والمداخن على الأسطح الحمراء للمنازل ويربي صغاره حتى على أبراج الكنيسة، فإذا وضع رجل عجلة عربة قديمة مسطحة على قمة شجرة، فإنَّ اللقالق يعتبرون ذلك كدعوة للحضور والإقامة.
كانت اللقالق تجلس على قطعة من الخشب وتنظر حولها لترى انشغال الناس. وبعد مرور السنين يستخدم زوج من طيور اللقلق العش نفسه ويعيد بناءه أو يصلحه في كل فصل ربيع. اللقلق طائر ثابت ولا يحب التغيير، وبمجرد أنْ يعامله مالك المنزل الذي يبني عشه بالقرب منه بلطف، يبقى لفترات طويلة في نفس العش ويراقب الأطفال في أسرتهم؛ وذلك للتأكد من أنَّ الطفل دائمًا موجود فيها. وبعد هجرته الطويلة عودة اللقلق لعشه هي عبارة عن احتفال كبير في منازل هولندا.
وفي حقول هولندا تكون اللقالق شديدة السرور؛ وذلك لأن هولندا هي جنة الضفادع ولذلك يجد اللقلق الكثير ليأكله. يسمي الهولنديون اللقلق بالاسم الجميل (Ooijevaar) أو جالب الكنز، وفي كل فصل ربيع عند رؤية عودة اللقلق من هجرته يصرخ الأولاد والبنات والآباء والأمهات، مرحباً بالطائر الأبيض القادم من مصر. فإذا هجر الطائر منزل أحدهم فإنَّ الأسرة تشعر بحزن شديد؛ وذلك لأنَّها تعتقد بأنَّها قد فقدت حظها، ولكن إذا ظلت اللقالق تقطن على سطوح المنزل فهذا يدل على كثرة المال الذي ستحصل عليه الأسرة أو الفرح الذي سيصيبها قريبًا.
الشخصيات:
- طائر اللقلق.
- الجنيات.
- الضفادع.
ملخص أحداث قصة لماذا يحب اللقلق هولندا:
منذ عصور مضت، عندما كانت قارة أفريقيا تكبر بتعدد بلدانها وكثرة لقالقها لم تتواجد هولندا على الخارطة؛ وذلك لأن أرضها كانت لا تزال تحت الأمواج. وفي الهند كان اللقلق يُعتبر طائرًا قديمًا يغوص في البرك ويمنع الضفادع من العيش طويلًا، فطعامه المفضل هو الضفادع. وفي أحد الأيام، زاد عدد اللقالق بسرعة كبيرة وأصبح الطعام المتوافر بين يديها يقل بمرور الوقت، فيخبرنا المثل أنَّ اللقلق مات أثناء انتظار المحيط حتى يجف، على أمل الحصول على الأسماك المجففة منه.
عندما تمّ بناء أرض المليون جزيرة على ساحل بحر الشمال، كان الضفادع أول من هاجر إليها وكانوا يتدفقون بسرعة كبيرة، وهذا جعل الزواحف كالأفاعي تكثر في المنطقة. كان صوت هذه الزواحف بشع للغاية، لدرجة أنَّهم أغرقوا موسيقى الجنيات في البرك وجعلوا الليل بشعًا بأصواتهم. فشعرت الجنيات الهولنديّة بالاشمئزاز من طريقة تصرف هذه الزواحف؛ وذلك لأنها لم تستطع الاستمتاع بصوتها وبنفسها كما في الأيام الخوالي. فإذا ذهبوا للرقص في المرج في ليالي ضوء القمر، فإنَّهم دائمًا ما يجدون ضفدعًا كبيرًا يجلس في حلقتهم ويسخر منهم بصوت خواره. ولذلك عندما سمعوا عن طيور اللقلق في أفريقيا وما هي الشهية التي كانت لديهم لأكل الزواحف، قرروا دعوتهم إلى هولندا.
لم تعرف الجنيات الهولنديّة شيئًا عن عادات طائر اللقلق وبالكاد تخيلت كيف يمكن أنْ يبدو مثل هذا المخلوق، لكنهم سمعوا الكثير من الأشياء الجيدة عن طبعه اللطيف. يتمتع الطائر الحكيم بسمعة ممتازة، ليس فقط لكونه لطيفًا مع صغاره ولكن أيضًا لتلبية رغبات والديه عندما يتقدما في السن، وحتى أنَّه قيل في بعض البلدان كان اللقلق رمزًا للدلالة على تقوى الأبناء. و لذلك أرسلت جنيات كل هولندا وفداً إلى مصر وتم استدعاء سرب من اللقالق للذهاب غربًا. تمت مناقشة الدعوة من قِبَل اللقالق وتمّ قبولها بالإجماع، إلا من قبل بعض الجدات والأجداد القدامى الذين كانوا يخشون من قلة الطعام في الأرض الغريبة.
غادر الآلاف من اللقالق مصر، ومع انتشار أجنحتها العريضة وامتداد أرجلها الطويلة خلفها وصلت أوروبا في غضون ساعات قليلة. ومن ثُمّ انتشروا في جميع أنحاء أراضي المستنقعات في البلد الجديد وتم الاتفاق على أنْ يجد كل زوج منزله الخاص. وعندما جاء الخريف البارد، كان عليهم التجمع مرة أخرى للطيران إلى مصر. كان هذا مشهدًا جديدًا للجنيات ولكل الزواحف، فكانت اللقالق جميلة جدًا عند النظر إليها وهي تطير فوق المروج أو الغوص في البرك والخنادق أو الوقوف بصمت على ضفاف النهر.
كان عدد الضفادع يقل يوم بعد يوم؛ وذلك بسبب حب اللقالق لأكلهم، وكانت الجنيات مسرورات للغاية بهذا الخبر فيستطيعون الغناء على راحتهم بعد الآن. وعندما تعرفت الجنيات أكثر على ضيوفها الجدد ورأوا كيف يتصرفون كادوا يموتون من الضحك، لم يُفاجأوا بنظامهم الغذائي أو عاداتهم الغذائية، لكنهم سرعان ما اكتشفوا أنَّ طيور اللقلق ليست طيور غناء، فبدلاً من أنْ يكون لديهم أصوات، بدا أنَّهم يتحدثون مع بعضهم البعض عن طريق قعقعة فكيهم الطويلين. كان ريشهم الثلجي موضع إعجاب وحسد وكانت أرجلهم الطويلة ذات الألوان الزاهية عجيبة.
كانت الجنيات ممتنة جدًا لطيور اللقلق لتخليص مروجها من الكثير من الحشرات، فكيف يمكن لهذه المخلوقات الرقيقة المظهر ذات الريش الثلجي والرشيقة أنْ تضع الكثير من القواقع والثعابين والضفادع الصغيرة في بطونها وتحويلها إلى ريش أبيض ثلجي وأجنحة رائعة وأرجل طويلة، كان هذا لغزًا بالنسبة لهم. بدا الأمر رائع للجنيات؛ وذلك لأن الجنيات ليس لها معدة ولا تأكل. كانت الزواحف تخشى على نفسها من هذا الطائر، ولكن جميع البشر في المنطقة كانوا سعداء للغاية بحرب اللقالق مع الحشرات وانتصار اللقالق في هذه الحرب، لدرجة أنَّهم جعلوا هذا الطائر رمز فخرهم وفرحهم.
وضع البشر الأوسمة على اللقلق باعتباره المنقذ لبلدهم، كما أنَّهم وضعوا صناديق على أسطح منازلهم لكي تعشش فيها هذه الطيور. وبالإضافة إلى ذلك، قاموا بجمع عجلات العربات القديمة ووضعوها في وضع مسطح، والتي استخدمها اللقالق كصالونات وغرف لتبديل الملابس. أما الفرسان، فقد وضعوا شخصية اللقلق على دروعهم ولافتاتهم وشعاراتهم، بينما جعل المواطنون هذا الطائر بارزًا على أختام مدينتهم.
تم تخصيص عاصمة البلاد لاهاي لهذا الطائر، وتمّ حفر بركة داخل حدود المدينة وهو المكان حيث تمّ إطعام طيور اللقلق ورعايتها على نفقة المواطنين. وحتى يومنا هذا، هناك العديد من القصص الجيدة التي توضح العاطفة الرقيقة لطيور اللقلق في لاهاي لصغارها ويتم سردها والاستمتاع بها كمثال للأمهات الهولنديات ليكونن مثال للأمهات الأفضل في العالم.
وفي جميع أنحاء البلاد في أي من المقاطعات الإحدى عشرة، كلما قاموا بتجفيف مستنقع أو ضخ بركة لإنشاء قرية، لم يكن يُنظر إليها على أنها جزء من هولندا، إلا إذا كانت تتواجد فيها طيور اللقلق. كان اللقلق طائر متواجد في العديد من الأمثلة الشعبية في هولندا، وهذا سبب جعل جميع أبناء هذا البلد يُحبون هذا الطائر.