الرفيق الصالح هو من ينصح رفيقه بالأفعال الحسنة، ويجب علينا الابتعاد عن رفقاء السوء، هذا ما حدث مع الطالبة المميّزة هيا التي نصحتها رفيقتها هند بمشاهدة التلفاز؛ ممّا سبّب لها التراجع وخسارة المحبّين من حولها، وعندما قرّرت الابتعاد عنها وعدم السماع لنصائحها عادت كما كانت من قبل.
قصة هيا ورفيقة السوء
هيا هي طالبة مدرسية مجتهدة ومتفوّقة، كانت تحب الدراسة كثيراً ولا تتوقّف عن الاجتهاد والمثابرة، وكانت أمّها تحاول توفير كل سبل الراحة لأجل ابنتها المدلّلة، ولكن بنفس الآن كانت هيا لا تنسى أن تمضي بعض الوقت من أجل المرح واللعب واللهو أيضاً، وكانت تستعين باللعب لاستذكار دروسها أيضاً.
كانت معلّمة هيا تحب اجتهادها ودراستها وتثني عليها أمام الطالبات؛ فهي أمهر طالبة في مسائل الرياضيات، كانت دائماً تقوم بحل المسائل الرياضية بسرعة وفي كل المرّات إجابتها تكون صحيحة، طلبت المعلّمة من الطالبات أن يتبعن طريقة هيا في المذاكرة والدراسة بالإضافة لأخلاقها الحسنة.
وفي وقت الفرصة خرجت كل الطالبات إلى الساحة، وبدأت كل الطالبات يسألن هيا عن طريقتها في الدراسة والاجتهاد، وعن سبب حلّها الصحيح للمسائل، ما عدا طالبة واحدة واسمها هند؛ حيث كانت تنظر لهيا بطريقة مليئة بالحقد والغل والغيرة، قرّرت هند أن تذهب وتسأل هيا عن أمر آخر.
جلست هند وسألت هيا وقالت لها: أريد أن أسألك ما هي الأوقات التي تشاهدين بها التلفاز؟ ردّت عليها هيا قائلة: أنا أقضي وقتي بالدراسة والمثابرة، ولا وقت لدي لمشاهدة التلفاز، ردّت عليها هند بطريقة ساخرة: أنتِ لا زلتِ لا تواكبين التكنولوجيا الحديثة ولا تستخدمينها، حقّاً إنّكِ مسكينة، لماذا تضيّعين المتعة على نفسك؟
بدأت هيا تتأثّر بكلام صديقتها التي كانت تريد نصب فخ لها، وصارت تفكّر وتقول في نفسها: لماذا لا أقضي بعض أوقاتي في المتعة ومشاهدة التلفاز؟ وصارت مقتنعة بما قالته رفيقتها التي كانت تجرّها لأفعال السوء، بدأت هيا بمشاهدة أفلام الكرتون ولكن مع مرور الوقت ازدادت ساعات المشاهدة لديها، وصارت تمضي أكثر من نصف اليوم بمشاهدة التلفاز.
لاحظت أم هيا أنّها بدأت تتراجع باجتهادها بالدراسة، وحتّى معلّمتها لاحظت تراجع علاماتها الدراسية، صارت أم هيا تنصحها بالابتعاد عن مشاهدة التلفاز بكثرة، ولكن هيا لم تستمع لنصائح والدتها، بل كانت تنصت لكلام زميلتها الساحر والمضلّل حول أهمية الاستمتاع بمشاهدة التلفاز، مع مرور الوقت تغيّرت الأمور.
ابتعدت معلمة هيا عنها، ولم تعد تثني عليها كالسابق، وحتّى أمّها لم تعد تهتم بها كالسابق، وزميلاتها لم يعدن يسألنها عن شيء، لاحظت هيا أن الجميع ابتعد عنها وأنّها تراجعت في علاماتها الدراسية؛ فعلمت أن نصيحة هند لم تكن نصيحة جيّدة، وقرّرت الابتعاد عنها، عندما عادت تجتهد وتثابر عادت الأمور كما كانت، وظلّت هيا هي الطالبة المميّزة التي يثني عليها الجميع.