من أفضل ما نستطيع تعليمه لأطفالنا هو الضحك، فنحن أحياناً ما نشعر بالغضب، ولكن يجب أن نعلّم أطفالنا أن يسيطرون على غضبهم ونعلّمهم أن الضحك أفضل من الغضب، وسنحكي في قصة اليوم عن ولد يحب اللعب مع أصدقائه ولكنّه كان يغضب كثيراً ولا يخبر أصدقائه بذلك، فقام جاره بإخباره أنّه يجب عليه أن يخبر أصدقائه بسبب غضبه لكي يخفّف عن نفسه، وعندما فعل ذلك أدرك أن الضحك أفضل من الغضب.
قصة وجه مارتن:
كان هنالك ولد اسمه مارتن، كان له العديد من الأصدقاء وكان يحب أن يشعرهم بالمتعة والتسلية، كان يقوم بأشكال ممتعة ومسلية بوجهه كي يضحك أصدقائه، ولكن على الرغم من امتلاك مارتن للعديد من الوجوه الضاحكة إلّا أنّه كان يمتلك وجهاً غاضباً وعابساً، وهذا الوجه لا يظهر إلّا عند الغضب.
عند حلول الصيف قام مارتن بالذهاب لأصدقائه ودعاهم للعب معه، ووعدهم أن يظهر لهم الوجه المبتسم فقط، وأنّه لن يظهر لهم الوجه الغاضب مهما حصل؛ لأن مارتن كان يرغب في حب أصدقائه له، وعندما ذهب لثلاثة من أصدقائه وكان من بينهم فتاة سألهم: ماذا تريدون أن تفعلون؟ قالوا له: نحن لم نقرّر بعد ماذا سنفعل، فقال لهم: دعونا نبحث عن أصدقاء جدد ونلعب معهم الكرة.
نظرت له الفتاة باستغراب وقالت له: وكيف سألعب بالكرة وأنا فتاة أنا لا أستطيع ذلك؟ غضب مارتن من كلامها ولكنّه قرّر أن يكتم غضبه بداخله، ثم اقترح أن يلعب هو وأصدقائه لعبة الغميضة، فقال أحدهم: أنا لا أحب هذه اللعبة، غضب مارتن أيضاً من صديقه لأنّه كان سميناً ولا يستطيع الركض ودائماً يخسر في هذه اللعبة.
بدأت تظهر على مارتن بعض العلامات فأذنه بدأت تميل إلى الاحمرار، وكان يحرّك قدمه ولكنّه لم يخبر أحداً عن شعوره وقال لهم: ما رأيكم أن نذهب في سباق إلى المتنزه ونقوم برمي الصخور في بركة الماء؟
وافق بعض الأصدقاء على هذه الفكرة، وكان منهم شخص اسمه إدوارد وكان سريع الركض، وعندما بدأ السباق استطاع إدوارد أن يسبق مارتن؛ فشعر مارتن بالغضب الشديد وازداد احمرار أذنه وفجأة صرخ وقال: أنا لا أريد اللعب معكم أنتم لستم أصدقاء مسلون.
فقال له أحدهم: نحن نحب اللعب معك يا مارتن ولكن أنت تغضب في كل مرة وتفسد علينا متعتنا؛ لذلك ترانا أحياناً نبتعد عنك لأن وجهك يصبح مخيفاً، ابتعد عنه أصدقائه وبقي وحيداً وقال في نفسه: أنا لا أريد اللعب معهم وسألعب بمفردي، أخذ الحجارة وبدأ برميها على البركة.
وجد مارتن لنفسه مكاناً سرياً ليلعب به بمفرده؛ وحتى يستطيع أن يبقى بحريته ولا يجد من يحبطه أو يشعره بالضيق والغضب، كان هذا المكان بين الأشجار ولا يراه أحد، ولكن شعر في يوم من الأيام بالوحدة الشديدة.
وفي مرّة من المرّات كان مارتن يلعب لوحده فمر به جاره وسأله: ماذا تفعل يا مارتن؟ قال: لا شيء. قال له جاره: إذاً لماذا يبدو أنك غاضب؟ قال له: أنا أشعر بالغضب وأريد البقاء لوحدي، اقترب منه جاره وقال له: أنا أريد أن أنصحك يا مارتن عندما تشعر بالغضب يجب عليك إخبار من حولك؛ فعندما تشعر بالغضب أو الإحباط ولا تخبر أحد وتذهب بمفردك فهذا سيزيد الأمر سوءاً.
تأثّر مارتن لكلام جاره فذهب في اليوم التالي ليلعب مع أصدقائه، وعندما وجدهم يلعبون الكرة لم يقوموا بدعوته للعب معهم فشعر بالحزن، نظر له إدوارد وشعر أنّه حزين وقال له: هل تريد اللعب معنا يا مارتن؟ فرد عليه: نعم أريد.
عندما أسرع مارتن لأصدقائه انزلقت قدمه وسقط بالوحل فبدأ أصدقائه بالضحك، شعر وقتها مارتن بالغضب لأن أصدقائه يسخرون منه، ولكنّه تذكّر كلام جاره فجأة وقرّر أن يخبرهم بما يشعر؛ فنظر لأصدقائه وقال لهم: أنا أشعر بالغضب لأنكم تسخرون منّي وأنتم الآن تشاهدون وجهي المخيف.
نظر له أصدقائه وقالوا له: ولكن نحن كنا نظّن أنّك تفعل هذا لكي تضحكنا؛ فنظر مارتن لنفسه ووجد نفسه مضحكاً بالفعل، وبدأ يضحك مع أصدقائه، وأدرك وقتها أن الضحك أفضل من الغضب، ومنذ ذاك الوقت قرّر مارتن أن يتوقّف عن خبط أقدامه على الأرض وبدأ يلعب الغميضة مع أصدقائه وكانوا سعداء معاً.