قصيدة - أرث جديد الحبل من أم معبد

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة “أرث جديد الحبل من أم معبد”:

أمّا عن مناسبة قصيدة “أرث جديد الحبل من أم معبد” فيروى بأن عبدالله بن الصمة في قام بغزو بني غطفان في يوم يقال له يوم اللوى، وكان معه في هذه الغزوة بنو جشم وبنو نصر، وهم أبناء معاوية، وفي هذه الغزوة انتصر عبدالله ومن معه على بني غطفان، وظفروا بأموالهم، وغادروهم، ولم يكونوا قد ابتعدوا عنهم، قال عبدالله: انزلوا بنا هنا، فقال له دريد أخوه: يا أبا فرعان، سألتك بالله أن لا تنزل هنا، فإنّ بني غطفان ليسوا بغافلين عن أموالهم، فأقسم عبدالله أن لا يغادر حتى يأخذ الغنيمة، ويصنع وليمة منها فيأكل هو ومن معه من أصحابه، وبينما هم يصنعون الطعام، ودخان النيران قد ارتفع في السماء، إذ بغبار قد ارتفع وكان أشد من دخان نيرانهم، وكان هذا الغبار من أحصنة قوم عبس وفزارة وأشجع.

وعندما رأى عبدالله الغبار الذي ارتفع، التفت إلى أخيه، وقال له: ماذا ترى يا دريد؟، فقال له دريد: أرى قومًا وجوههم مستديرة، شعرهم مجعد، كأنّ دروعهم قد غمست في الزعفران، فقال له عبدالله: هذه قبيلة أشجع، ثم نظر دريد فقال: أرى قومًا صبيانًا، رماحهم عند آذان خيولهم، فقال له عبدالله: هؤلاء قوم فزارة، ثم نظر دريد وقال: أرى قوم وجوههم سود، يشقون الأرض شقًا بأقدامهم، فقال له عبدالله: هؤلاء بنو عبس، والموت معهم، فلحقوا بهم في منطقة تدعى المنعرج من رميلة، وتقاتلوا، وبينما هم يتقاتلون قتل أحد رجال بني عبس عبدالله بن الصمّة، فنادى رجاله أنّ عبدالله قد قتل، ومن ثم جرح دريد وسقط.

وعندما سقط دريد ظنّ من كان معه أنّه قد قتل، فهرب الرجال وأخذوا المال، ومن بعد أن هرب رجال عبد الله، مرّ زهدم وقيس ابنا حزن من بني عبس،  وبينما هم عند دريد قال زهدم لرجل معه يدعى كردم الفزاري: انزل وانظر هل دريد حيًّا أم ميت، فقال له كردم: إنّه ميت، فقال له: انزل وتأكد من أنّه لا يتحرك، فنزل وتأكد من أنّه لا يتحرك، وقال له: إنّه ميت لا محالة، فركب على حصانه، وغادروا.

فامتهل دريد حتى أتى الليل، ومن ثم مشى وقد كان ضعيفًأ، لأنّ دمه كان قد نزف، ومن شدة نزفه،, لم يكد يبصر أمامه، وبينما هو يمشي رأى جماعة يسيرون، فدخل بينهم، ودخل بين الإبل، فنفرت، والتم عليه الجماعة، وعندما رأوا حاله غسلوا عنه الدم، وأعطوه الطعام والشراب، فنجا.

وعندما عاد دريد إلى دياره، رثا أخاه عبدالله بقصيدة، قال فيها:

أَرَثَّ جَديدُ الحَبلِ مِن أُمِّ مَعبَدٍ
بِعاقِبَةٍ وَأَخلَفَت كُلَّ مَوعِدِ

وَبانَت وَلَم أَحمَد إِلَيكَ نَوالَها
وَلَم تَرجُ فينا رِدَّةَ اليَومِ أَو غَدِ

مِنَ الخَفِراتِ لا سَقوطاً خِمارُها
إِذا بَرَزَت وَلا خَروجَ المُقَيَّدِ

وَكُلَّ تَباريحِ المُحِبِّ لَقيتَهُ
سِوى أَنَّني لَم أَلقَ حَتفي بِمَرصَدِ

وَأَنِّيَ لَم أَهلِك خُفاتاً وَلَم أَمُت
خُفاتاً وَكُلّاً ظَنَّهُ بِيَ عُوَّدي

كَأَنَّ حُمولَ الحَيِّ إِذ تَلَعَ الضُحى
بِنا صِفَةِ الشَجناءِ عُصبَةُ مِذوَدِ


شارك المقالة: