قصيدة ما بال مية لا تأتي كعادتها

اقرأ في هذا المقال


قصة قصيدة ما بال مية لا تأتي كعادتها:

أمّا عن مناسبة قصيدة “ما بال مية لا تأتي كعادتها” فيروى بأنّ قوم بثينة قد هاجروا من المكان الذي كانوا يسكنوه وانتقلوا إلى مكان آخر، وعندما وصل خبر ذلك إلى جميل بن معمر خرج في أثرهم، وبينما هو في يسير أخطأ الطريق، وحل الظلام، فأخذ يسير حتى رأى نارًا، فقصدها وإذ براعٍ في كهف، فدخل عليه وسلّم، فرد عليه السلام، وقال له: أظنّ بأنّك قد أخطأت الطريق، فقال له جميل: نعم والله، فقال له الراعي: انزل ونم هذه الليلة هنا، فإذا أصبحت أكملت طريقك، فنزل جميل، ورحب به الراعي وأكرمه وذبح له شاة، وجعل يشوي لحمها، ويحدث جميل في خلال ذلك، وعندما جهز الطعام تعشى الاثنان ومن ثمّ عمد الراعي إلى إزار، ووضعه بالقرب من النار لجميل لكي ينام عليه، فنام جميل.

وبينما جميل نائم، سمع الراعي وهو يبكي، وفي الصباح طلب جميل الإذن لكي يغادر، فرفض الراعي وقال له الضيافة ثلاث، فجلس وسأله عن اسمه وقبيلته وحاله، فانتسب له وإذ هو من بني عذرة، ومن أشرفهم، فقال له جميل: وما الذي أتى بك إلى هنا؟، فأخبره الراعي بأنّ له ابنة عم وكان يهواها، وأنه قد خطبها، ولكن عمه رفض، وذلك لقلة حيلته وفقره، وأنّه قد زوجها من رجل من بني كلاب، وبعد أن تزوجت خرجت من حيها، وبأنّه قد رضي أن يكون راعيًا عند زوجها لكي يراها، وظل هذا الراعي يشكو حبه لها، حتى حلّ المساء، وحان الوقت أن تأتي، ثم وثب على قدميه وأنشد قائلًا:

ما بال ميّة لا تأتي كعادتها
أعاجها طربٌ أو صدّها شغل

لكنّ قلبي عنكم ليس يشغله
حتّى الممات وما لي غيركم أمل

لو تعلمين الذي بي من فراقكم
لما اعتذرت، ولا طابت لك العلل

نفسي فداؤك، قد أحللت بي سقماً
تكاد من حرّه الأعضاء تنفصل

لو أنّ ما بي من سقمٍ على جبلٍ
لزال وانهدّ من أركانه الجبل

ومن ثم قال له: اجلس يا أخي، حتى أعرف خبر ابنة عمي، ثم غادر، فلم يلبث طويلًا وعاد وهو يبكي، وقال لجميل: إنّ ابنة عمي قد أتت لزيارتي، وبينما هي في الطريق أكلها الأسد، ومن ثم غادر الراعي، وعاد بعد وقت ورأس الأسد بين يديه، وقال لجميل: يا أخي، إنّك سوف تراني ميتًا، وعندها أعمد إلي وإلى ابنة عمّه، وادفنا في قبر واحد، واكتب على القبر:

كنّا على ظهرها والعيش في مهلٍ
والشّمل يجمعنا والدّار والوطن

ففرّق الدّهر بالتّصريف إلفتنا
فصار يجمعنا في بطنها الكفن

ومن ثم أعد الغنم إلى صاحبها، وقام الراعي إلى حبل، ولفه حول عنقه، فناشده جميل الله أن لا يفعل ذلك، ولكنّه رفض وخنق نفسه حتى مات، فقام جميل ودفنه هو وابنة عمه، وكتب على القبر ما قال له الراعي.

نبذة عن كاتب هذه القصيدة:

أمّا عن قال هذه القصيدة فهو شاعر مجهول الهوية تناقل العرب ابياته عبر التاريخ لما فيها من جمال وقوة معاني.


شارك المقالة: